50 عاماً على اغتيال «مارتن لوثر».. وأرقام الهجرة تُحبط مبالغات ترامب «بوسطن جلوب» تحت عنوان «راديكالية كينج المتواصلة»، خصصت «بوسطن جلوب» افتتاحيتها يوم أمس للاحتفاء بذكرى مرور 50 عاماً على اغتيال أيقونة الدفاع عن الحقوق المدنية مارتن لوثر كينج، وحسب الصحيفة، فإن فندق «ذي لوراين» الذي شهد حادثة الاغتيال، قد تم تحويله إلى متحف وطني للحقوق المدنية. ويشكو بعض المحافظين من استغلال ذكرى اغتيال «كينج» في السجال السياسي الراهن، على سبيل المثال، كتب «جيرمي هانت» على الموقع الإليكتروني لمحطة «فوكس نيوز» متسائلاً عما إذا كان مارتن لوثر كينج سيشارك في التظاهرات التي كانت اندلعت للدفاع عن النشيد الوطني، وأجاب أن لا أحد يستطيع تحديد الإجابة. والسؤال يتعلق برفض أحد لاعبي فريق «فورتي ناينر» لكرة القدم الأميركية في سان فرانسيسكو، يدعى «كولين كابرنيك»، الوقوف للنشيد الوطني الأميركي في فبراير 2017 من أجل لفت الانتباه إلى التجاوزات التي ترتكبها أجهزة تطبيق القانون عند التعامل مع الأقليات العرقية والدينية في الولايات المتحدة. وتدعو الصحيفة للتركيز على مناقب «كينج» المتمثلة في نشر ثقافة المساواة بين الجميع، وهو حلم لطالما سعى إلى تحقيقه. وأي شخص على دراية برؤى «كينج» يستطيع أن يتوقع أنه لو بقي قيد الحياة، لشارك في التظاهرات المنددة بعنف الشرطة وعدم المساواة العِرقية، وتتوقع الصحيفة أيضاً أن «كينج» لو كان بين ظهرانينا الآن، لشارك في التظاهرات التي جرت في سكريمانتو للتنديد بمقتل الشاب «ستيفون كلارك» يوم 18 مارس الماضي، وهو من أصول أفريقية، بعدما اشتبه فيه ضابطا شرطة، وأيضاً كان داعية الحقوق المدنية سيشارك في المسيرات التي جابت، الشهر الماضي، عدة مدن أميركية، وحملت شعار «من أجل حياتنا»، ويتعاون مع المنددين بفوضى السلاح. وترى الصحيفة أن المحافظين عندما يتحدثوا عن «كينج»، فإنهم عادة ما يحاولون الحد من زخم راديكاليته، على اعتبار أن الإيمان بضرورة التعامل مع الأميركيين من ذوي الأصول الأفريقية باحترام وصون كرامتهم وتحقيق المساواة بين الأعراق، فكرة تظل راديكالية حتى الآن، أي مثلما كانت عليه قبل نصف قرن. لكن دفاع «كينج» عن الأفروأميركان مرده إلى أنهم كانوا يعانون من النظر إليهم كمواطنين من الدرجة الثانية. «واشنطن بوست» في افتتاحيتها أمس، وتحت عنوان «الهجرة بين الشعارات والواقع»، أشارت «واشنطن بوست» إلى أن دونالد ترامب قد فشل في تأمين التمويل اللازم لتدشين «الجدار الجميل» على الحدود المكسيكية - الأميركية، وهذا الفشل دفعه لإطلاق تصريحات مجافية للواقع، استخف خلالها بخصومه «الديمقراطيين، » وأيضاً بالمكسيكيين، وحذر من «تدفقات خطيرة من المهاجرين». وحسب الصحيفة، فإن عدد من دخلوا الولايات المتحدة بطريقة غير شرعية، عبر الحدود الجنوبية الغربية للولايات هو الأقل منذ قرابة نصف قرن. وحسب الصحيفة، فإن ترامب يحذر من تدفقات المهاجرين القادمين من دول أميركا الوسطى، والذين يتجمعون في المكسيك، ومنها إلى الولايات المتحدة، كي يتمتعوا- حسب الرئيس الأميركي- بحماية قانون «داكا» الصادر إبان حكم باراك أوباما، والذي يحمي الأطفال الذين دخلوا الولايات المتحدة مع ذويهم المهاجرين، ويمنحهم إقامة مؤقتة، تحُول دون ترحيلهم. وفي الواقع- والكلام لا زال للصحيفة- انخفض عدد عابري الحدود المكسيكية صوب الولايات المتحدة بطريقة غير قانونية انخفض خلال السنوات الأخيرة، لأن الاقتصاد المكسيكي تحسن، كما عززت الولايات المتحدة حدودها الجنوبية الغربية بتقنيات فائقة ودوريات إضافية. والمقياس الأفضل لرصد تدفقات المهاجرين غير الشرعيين عبر حدود الولايات المتحدة الجنوبية الغربية، يتمثل في عدد من يتم القبض عليهم في هذا الجزء من الحدود الأميركية، حيث تراجع عددهم من 700 ألف عام 2008 أي منذ وصول ترامب لسدة الحكم، إلى 409 آلاف عام 2016 الذي كان أوباما على وشك مغادرة البيت الأبيض في نهاية فترته الرئاسية الثانية. وبعد وصول ترامب للسُلطة عام 2017 انخفض هذا الرقم إلى 304 آلاف، رقم يُعد الأقل منذ 46 عاماً. ترامب لا يشير أبداً إلى تراجع أعداد المهاجرين غير الشرعيين القادمين من المكسيك، ويفضل التركيز فقط على تسلل مهربي المخدرات والمجرمين على هذا الجزء من الحدود الأميركية، أملاً في تبرير فكرة تدشين جدار حدودي بكلفة 25 مليار دولار، علماً بأن القيادات «الديمقراطية» في الكونجرس طرحت منح ترامب هذا التمويل مقابل إعطاء 1.8 مليون مهاجر تنطبق عليهم بنود قانون «داكا» أي دخلوا الولايات المتحدة وهم أطفال مع ذويهم المهاجرين غير الشرعيين. لكن ترامب رفض الصفقة وصرّح أول أمس بأنهم سينشر الجيش الأميركي لتعزيز الأمن على الحدود الأميركية- المكسيكية. كما هدد الرئيس الأميركي بإلغاء اتفاقية التجارة الحرة بين دول أميركا الشمالية «نافتا» ما لم تمنع المكسيك تدفقات المهاجرين غير الشرعيين، علماً بأن إلغاء الاتفاقية سيضعف اقتصادالمكسيك، ما سيزيد تدفقات المهاجرين منها إلى الولايات المتحدة. «يو إس إيه توداي» من جانبها رصدت «يو إس إيه توداي» عبر تقرير نشرته أول أمس لـ«ديفيد جاكسون وجريجوري كورت» أشارا خلاله إلى أن ترامب لم يناقش تفاصيل خطته خلال المؤتمر الصحفي الذي أجراه بعد الإعلان عن نيته نشر الجيش الأميركي على حدود المكسيك إلى أن يتم تدشين الجدار، لكنه قال: (القوانين الأميركية لا يتم تطبيقها على الحدود مع المكسيك، وعلى الكونجرس أن يتعامل مع هذا الموضوع). وحسب التقرير كان مجلس النواب قد رفض تمويل الجدار الذي اقترحه ترامب، معتبراً إياه غير ضروري وأيضاً غير فعّال. لكن إرسال الجيش الأميركي صوب الحدود مع المكسيك ليس خطوة جدبدة، فقد سبق وإن أجراها بوش الابن عام 2006، الذي أرسل 6000 عنصراً من الحرس الوطني بعد اتفاق أجراه مع حُكام كل من كاليفورنيا وأريزونا ونيوميكسيكو وتكساس، آنذاك دعمت عناصر الحرس الوطني الدوريات الحدودية ولم تكن تشارك في عمليات فرض القانون، التي استمرت عامين على الحدود المكسيكية- الأميركية. وفي عام 2010 أرسل أوباما 1200 عنصر من قوات الحرس الوطني إلى الحدود أملاً في الحصول على دعم "الجمهوريين" قبل تمرير قانون خاص بتعديل نظام الهجرة. "نيويورك تايمز" في مقاله المنشور بـ"نيويورك تايمز" أول أمس، وتحت عنوان "بالنسبة لروسيا ترامب وسيلة وليس غاية"، توصل عميل مكتب التحقيقات الفيدرالية السابق "كلينت واتس" إلى استنتاج مفاده أن الدليل على نية روسيا التدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية واضح، توثيق تواطؤ العاملين في حملة ترامب الانتخابية مع الروس موجود بل يتزايد وينمو مع مرور الوقت. والمستشار المعني بالتحقيق في هذه القضية يقف الآن أمام سؤالين. أولهما: هل الرئيس أو أي من أعضاء حملته الانتخابية تعمد التنسيق مع روسيا؟ وهل ترامب أعضاء حملته كانوا على علم بهذا التنسيق؟ ولدى الكاتب قناعة بتواطؤ أعضاء حملة ترامب مع الجهود الروسية الرامية للتأثير في الانتخابات الرئاسية الأميركية، بعضهم بإرادته، وآخرون كانوا يعلمون بالأمر. لرئيس ترامب ينكر التدخل الروسي، وهو ربما غير مدرك للتدخل أو يرفض الاعتراف بوقوعه ضحية للمقربين من بوتين، وفي كلتا الحالتين هذا ما يرده الرئيس الروسي، فهو يريد انغماس الولايات المتحدة في معركة سياسية وتحقيقات، وإضعاف "الناتو"، لكن عدم دراية ترامب بالتدخل لا تمنحه حصانة، ومكمن المشكلة أن أميركا التي تجهل التدخل الروسي عرضة للمخاطر.