لطالما كان الوصول إلى المركز الأول هو الغاية من وراء ما تتخذه دولة الإمارات العربية المتحدة من خطوات، ومن هذا المنطلق تبنت الدولة ثقافة الابتكار، باعتبارها لغة العصر الحالي، وكلمة السر نحو استدامة النمو والسبيل لأن تكون في طليعة دول العالم المتقدم، وعمدت القيادة الرشيدة للدولة، ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لجعل الابتكار أسلوب حياة مميزاً ونهجاً راسخاً في سياسة عمل المؤسسات كافة، بما يسهم في التحقيق الميسر لمستهدفات «رؤية الإمارات 2021»، و«مئوية 2071» بشكل يتماشى مع تعزيز الدولة لمكانتها وتنافسيتها، وذلك وفق سياسة تستهدف الاستثمار في المواطن الإماراتي والارتقاء بمعارفه اتضحت معالمها بإطلاق الاستراتيجية الوطنية للابتكار، وتكثفت الجهود خلال عام الابتكار 2015، وفي ظل اعتماد السياسة العليا للدولة في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار، ومن ثم اعتماد شهر فبراير شهراً للابتكار، وغيرها من المبادرات المتواصلة سعياً لترسيخ مفهوم الابتكار. وفي إطار مشاركة مختلف المؤسسات في تنفيذ رؤى الدولة واعتماد آليات الابتكار المؤسسي الذي يوفر بدوره بيئة عمل خصبة للابتكار تتبنى أفضل الممارسات العالمية، نفذت وزارة الخارجية والتعاون الدولي سلسلة من المبادرات والبرامج الابتكارية، على مدى شهر الابتكار، وكانت عبارة عن 10 مشروعات مبتكرة تهدف إلى تحقيق المزيد من السعادة والرفاهية بين المتعاملين وموظفي الوزارة بمختلف إداراتها. وفي هذا الصدد، أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، في تصريحات لجريدة «الخليج» مؤخراً، أهمية شهر الابتكار في تحفيز أفراد المجتمع، من خلال إشراكهم في تصميم وطرح ابتكارات تقدم حلولاً للتحديات، وتسهم في تطوير حياة الإنسان، مشدداً سموه على الأهمية الجوهرية للابتكار في مختلف نواحي الحياة، لا سيما في عصرنا هذا، حيث أدركت كل مؤسسات الدولة أهمية مواكبة تغير العالم السريع من خلال الابتكار. وتأتي تلك الجهود في إطار استراتيجية الوزارة الابتكارية الهادفة لاستخدام الطاقات الكامنة لموظفي الوزارة وتحويلهم إلى سفراء للابتكار، مع نشر الثقافة والوعي من خلال الورش التدريبية التي يحتاجون إليها لتحسين إجراء العمل والخدمات، وفي هذا الصدد تتبنى الوزارة عدة مبادرات ومشروعات ضمن فريق نجوم الابتكار، من أهمها مبادرة «سفير المستقبل» التي أطلقها الداعم الأول للابتكار، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، والهادفة إلى عمل محاكاة حقيقية للأطفال لتعريفهم بالعمل الدبلوماسي وآلياته داخل الدولة وخارجها، وتعريفهم أيضاً بدور وزارة الخارجية وتوسيع مداركهم، وذلك من خلال قيام الوزارة، باحتضان عدد من الطلاب من المدارس المعتمدة لديهم والتي تدعم اللغة الثالثة كمنهج دراسي، وتعريفهم بلغة الدولة وعاداتها وثقافتها. وتحمل المبادرة الثانية اسم «ملتقى الثقافات»، وتستهدف التعريف بثقافات الدول التي تعمل لديها البعثات الدبلوماسية الإماراتية. فيما تركز مبادرة «الابتكار بمفهومنا» على البعثات الدبلوماسية خارج الدولة، وكيفية عرض جهودها الابتكارية في حل المشكلات، من خلال عرض لوح تفاعلي على خريطة الدولة يسمى خريطة ابتكارية، تعرض من خلالها الخدمات المبتكرة التي تقدمها الدولة عبر بعثاتها حول العالم. ويأتي أيضاً مشروع «متحف البروة» لتوثيق تاريخ الدبلوماسية في الدولة، بالإضافة إلى عدد من المشاريع والمبادرات الأخرى التي يتبناها فريق نجوم الابتكار بالوزارة. لم يعد الابتكار خياراً تكميلياً أو عنصراً ترفيهياً، بل غدا ضرورة ملحة ومطلباً أساسياً من مطالب التنمية، بل إنه بوابة العبور نحو مستقبل مستدام، ومما لا شك فيه أن الإمارات نجحت في أن تضع الدولة بكل مؤسساتها على الطريق الصحيح نحو تبني ثقافة الابتكار والإبداع من أجل بناء مجتمع معرفي يقوده المبتكرون ذوو الرؤى المستقبلية لتعزيز المسيرة التنموية لدولتهم، وبفضل الفكر المستنير لقيادتنا الرشيدة فإن الابتكار بات منهجاً وثقافة عامة في مختلف المؤسسات. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية