استناداً إلى غايتها الأسمى في إسعاد شعبها، تولي القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، اهتماماً فريداً من نوعه بأصحاب الهمم، وتقديم أشكال الدعم كافة لهم، وبشكل خاص فئة التوحد، ولذا تبذل الإمارات جهوداً حثيثة لتأهيل مصابي التوحد وإعادة دمجهم في المجتمع. وقد لاقت تجربة الإمارات في التعامل مع أمراض التوحد إشادة العديد من الجهات والمنظمات الدولية بفضل جهودها المتواصلة في هذا الشأن. وقد شاركت الإمارات دول العالم في اليوم العالمي للتوعية بالتوحد تحت شعار «لنتوحد من أجل التوحد»، وخصصت شهر أبريل لتوعية وتثقيف أفراد المجتمع بمرض التوحد، في دعوة لتكثيف الجهود لتطوير البرامج والخدمات المقدمة لذوي التوحد وأسرهم، من خلال حزمة من الإجراءات والمبادرات والبرامج المتكاملة. وسيضاء خلال هذا الشهر أكثر من 40 مَعلماً ومبنى في الدولة باللون الأزرق الذي يرمز عالمياً لاضطراب التوحد. وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد حددت الثاني من أبريل ليكون اليوم العالمي للتوعية بالتوحد، بحيث يتم الاحتفال به كل سنة ابتداءً من عام 2008، وفي العام الجاري يحتفل المجلس الاقتصادي والاجتماعي في الأمم المتحدة بهذه المناسبة تحت شعار «تمكين النساء والفتيات ذوي التوحد»، وذلك استكمالاً للجهود الدولية من أجل لفت انتباه العالم نحو التحديات الخاصة التي تواجهها النساء والفتيات من أصحاب الهمم في سياق تطبيق الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص أصحاب الهمم، وتأكيد حمايتهن من مختلف أشكال التمييز، ودعم تمتعهن بحقوق الإنسان أسوة بالآخرين. وفي إطار مساعي الإمارات الحثيثة لدعم مصابي التوحد، مثلت سياسة تمكين أصحاب الهمم التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في أبريل من العام 2017، محطة فارقة في حاضر ومستقبل هذه الفئة، كونها شكلت الإطار العام الذي تتوحد فيه شتى الجهود الرامية لدعمهم ودمجهم في المجتمع بالشكل الذي ينمي مهاراتهم وقدراتهم على التواصل مع العالم ويحسن جودة حياتهم، هذا إلى جانب جهود الدولة المتواصلة في إقرار التشريعات والقوانين والانضمام للاتفاقيات الدولية المعنية بدعم مرضى التوحد، وكذلك الاطلاع على تجارب الدول الناجحة في هذا المجال. وتتنوع صور جهود المؤسسات المعنية بالدولة لدعم الفئة التي تعاني اضطرابات التوحد، وتعزيز الوعي والمسؤولية المجتمعية تجاههم، وتوفير وسائل العلاج تخفيفاً لأعباء أسرهم، حيث حرصت وزارة تنمية المجتمع على ترخيص جمعية الإمارات للتوحد التي تلعب دوراً أساسياً في دعم المرضى وأسرهم، كما تقدم الوزارة خدماتها لأطفال التوحد من خلال أقسام التوّحد المنتشرة في مراكز رعاية وتأهيل أصحاب الهمم، ومراكز ووحدات التدخل المبكر للفئات العمرية الأقل من ست سنوات، إضافة إلى مركز أم القيوين للتوحد الذي تم افتتاحه مؤخراً ويتفرد بتوفير أحدث أساليب التقييم والتشخيص لأطفال التوحد، كما يستخدم المركز تطبيقات ذكية متخصصة في مجال التوحد تطور المهارات التواصلية والاجتماعية للأطفال المتوحدين. واستكمالاً للدور الكبير الذي تضطلع به وزارة تنمية المجتمع، أعلنت الوزارة تنظيم عدد من البرامج والفعاليات الخاصة للتوعية بالتوحد في جميع إمارات الدولة طوال شهر أبريل الجاري، ومن بينها تدشين دبلوم التوحد بالتعاون مع جامعة أبوظبي، الهادف إلى تطوير كفاءة المواطنين العاملين في مجال اضطراب التوحد، كما تعكف على إنشاء وحدات جديدة للتوحد والتدخل المبكر في مختلف مراكز تأهيل أصحاب الهمم التابعة للوزارة، وسيتم كذلك الإعلان عن إصدار مجموعة من القصص الاجتماعية المتخصصة بالتوحد. وتعكس تلك الجهود الدؤوبة حرص الدولة على صون وحماية حقوق أصحاب الهمم بشكل عام واحترام ظروفهم وقدراتهم التي وهبها الله إياهم، ولطالما كان الجانب الإنساني الذي غرس بذوره المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، هو الجانب المشرق والمميز دائماً ودوماً في سياسة دولة الإمارات، الداخلية والخارجية على حد السواء، والذي لم يكن يوماً شعارات واهية، بل يتجسد هذا الجانب الإنساني في إنجازات مشرفة للإمارات قيادة وشعباً. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية