تحدث عضوان من مجلس الشيوخ الأميركي في مؤتمر السياسة العامة للجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (أيباك) في واشنطن في الأيام القليلة الماضية. وكشف لنا حديث السناتورين اللذين ربما يرغبان في خوض الانتخابات الرئاسية لعام 2020 أو فيما بعد، عن مهاراتهما ورؤيتهما السياسية. وكان حديث السيناتورة «الديمقراطية» آمي كلوبوتشار مفاجئة سعيدة. فهي ليست في لجنة الخدمات المسلحة ولا في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ وتمثل ولاية مينيسوتا الشهيرة بالإرث الاسكندنافي لسكانها وفريقها الأولمبي لرياضة الكيرلينج أكثر من اشتهارها بسكانها اليهود الذين يقل عددهم عن 46 ألفاً ويمثلون أقل من 1.5% من إجمالي عدد سكان الولاية. ورغم هذا، أظهرت كلوبوتشار دراية بحاجات الدفاع الإسرائيلية وتحدثت بمصطلحات ودودة عن القيم المشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل. وحذرت السيناتورة التي تشغل المقعد لفترة ولاية ثانية من أن تصبح إسرائيل قضية حزبية. ووصفت كلوبوتشار اختراق إيران في الآونة الأخيرة النطاق الجوي الإسرائيلي بطائرة بلا طيار بأنه يمثل دعوة للفت انتباه الغرب إلى ضرورة معالجة التهديدات التي تمثلها طهران. ودافعت أيضا بحماس عن المساعدات الأجنبية التي تريد إدارة ترامب خفضها بشدة. واستشهدت «كلوبوتشار» بتحذير وزير الدفاع جيم ماتيس الذي قال إننا إذا «لم نمول وزارة الخارجية بشكل كامل فإنني ساحتاج إلى شراء المزيد من الذخيرة». وأشارت إلى السيناتور «الجمهوري» جون مكين وإلى سفرهما سويا في مهام. وربما كان هذا مسعى من «كلوبوتشار» لتعزيز حسن نواياها بين الحزبين أو إشارة إلى أنها صديق لجماعة «أيباك». وانتهت كلمتها بتصفيق حار. ومع مرور فترة من الوقت، أصبح أسلوبها في الكلام أكثر سلاسة وقربا من الجمهور. وكانت شخصيتها تعكس الصورة النمطية عن دماثة أخلاق سكان ولاية مينيسوتا. وللمرء أن يتساءل إذا ما كانت رسالتها- التي مفادها أن المرء يستطيع أن يجد أرضا مشتركة لكنه لا يتخلى تماما عن مواقفه- تمثل الموقف الذي يتخذه الحزب «الديمقراطي» الآن. وفي الجانب الآخر، قدم السيناتور «الجمهوري» توم كوتون بقامته المشدودة وأسلوبه الصارم في الحديث صورة مغايرة تماما لكلوبوتشار. فلم يظهر كوتون اهتماما بتجاوز الحزبية والتقارب بين الحزبين وأكد على معارضته لاتفاق إيران النووي. وأقر ببساطة بأنه لا جدوى من التفاوض مع زعماء إيران الدينيين من أجل التوصل إلى صفقة. جينيفر روبين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ * كاتبة أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نبوز سيرفس»