حققت بطولة العالم للجوجيتسو للناشئين والشباب، التي اختتمت، أمس الأحد، في أبوظبي، نجاحات كبيرة على مستويات عدة: فعلى المستوى الرياضي شهدت البطولة التي تستضيفها دولة الإمارات العربية المتحدة للمرة الأولى مشاركة كبيرة، حيث شارك فيها أكثر من 700 لاعب ولاعبة، يمثلون المنتخبات الوطنية لـ 40 دولة؛ وهذه تعتبر مشاركة قياسية. وعلى مستوى المنافسات، فقد كانت جدية وقوية، وتعدّ هذه البطولة واحدة من أقوى المنافسات العالمية على مستوى رياضة الجو جيتسو ضمن أجندة الاتحاد الدولي للجوجيتسو، حيث شهدت المنافسات نزالات جدية بين فئتي الناشئين تحت 18 سنة، والشباب تحت 21 سنة. وعلى مستوى الخبرة والنتائج، فإن البطولة كانت مجالاً فريداً لأبطال الإمارات لكي يطوروا من مهاراتهم ويرفعوا من مستواهم، وقد أثبتت هذه البطولة قدرة أبناء الإمارات من فئات الصغار والناشئين على تحقيق الإنجازات وحصد الألقاب. وعلى مستوى التنظيم، فقد أثبتت دولة الإمارات العربية المتحدة عموماً، وأبوظبي خصوصاً، قدرتها على تنظيم البطولات العالمية في مختلف المجالات حيث كان التنظيم، وبرغم أنه الأول من نوعه هنا، على أعلى مستوى حتى خرجت البطولة بصورة مشرفة. كما حققت البطولة الأهداف الأخرى المرجوة منها، حيث كانت فرصة للتعارف بين أبطال من مختلف ثقافات العالم، ولهذا أهمية كبيرة، وخاصة أن العالم يعوّل على فئات الناشئين والشباب كثيراً في نشر قيم التسامح وتعزيز التعاون والتعارف بين الشعوب. وكل هذا يشير بوضوح إلى أن أبوظبي أصبحت عاصمة للعبة الجو جيتسو التي تشهد نمواً سريعاً على مستوى العالم؛ كما يؤكد قدرة الدولة على تنظيم وإدارة الأحداث العالمية بنجاح منقطع النظير. وما كان لكل هذا أن يتحقق لولا الدعم اللامحدود من قبل القيادة الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، التي تحرص على الاهتمام بالرياضة بجميع أنواعها، وتقدم الدعم اللازم لها حتى أضحت ثقافة في المجتمع؛ بينما أظهرت الصورة الحضارية للدولة على المستوى الخارجي، سواء من خلال المشاركات المشرفة أو التنظيم المتميز والمبهر. وتحظى لعبة الجو جيتسو باهتمام متزايد في الدولة، ويُنظَر إلى الإمارات ليس فقط كعاصمة لها، وإنما أيضاً كمركز مهم من مراكز صناعة القرار في هذه الرياضة المهمة؛ ولا شك أن هذا لم يأت من فراغ أيضاً، وإنما هو نتيجة جهود متواصلة، وهنا فإن دور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، حاسم جداً، سواء في نشر هذه اللعبة محلياً أو عالمياً، فلرعايته ومتابعته المباشرة أكبر الأثر في إشهار اللعبة وتوسيع دائرة الاهتمام بها محلياً وعالمياً. لقد أصبحت الرياضة جزءاً لا يتجزأ من تطور المجتمع والارتقاء به وتعزيز مكانة الدولة وصورتها الحقيقية، وهي تحظى باهتمام كبير ومتزايد في دولة الإمارات العربية المتحدة، ليس لدورها في تنمية المهارات البدنية أو العقلية فقط، وإنما أيضاً لأنها تسهم بشكل كبير في عملية التنمية والتطوير التي تشهدها الدولة، ولها دور مهم في تكريس قيم الانتماء والتضحية، وتعزيز الأخلاق الحميدة التي تحفظ تماسك المجتمع وتظهر وحدته وتجانسه؛ هذا فضلاً عن أهميتها في تعزيز الروابط الإنسانية والإخاء بين الأمم والشعوب؛ كما أنها تمثل مجالاً تُظهر الدولة من خلاله مكانتها وقدرتها على تنظيم الفعاليات الرئيسية الكبرى على أفضل وجه، بينما يُظهر الشعب حسن ضيافته واستقباله لزوار الدولة بحفاوة بالغة واحترام؛ بالإضافة إلى أنها تسهم في رفع اسم الدولة عالياً في المحافل الدولية؛ ويمثل من يشارك فيها سفراء لها ينقلون صورتها الحضارية ومستوى التقدم والتحضر الحاصل فيها، وطبيعة التعايش السلمي القائم بين سكانها. ــ ـ ـ ـ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.