يقف ماركو روبيو السيناتور «الجمهوري» عن ولاية فلوريدا حالياً في منزلة بين النجم الصاعد والسياسي المحنك القادر على التوفيق في سياسات الحزب «الجمهوري،. و«روبيو» شخصية معقدة كما أكد ذلك رد الفعل على ظهوره في حلقة نقاشية أجرتها شبكة (سي. إن. إن) في الأيام القليلة الماضية حول عنف الأسلحة النارية في المجتمع الأميركي. و«روبيو»، إما دخل بشجاعة عرين الأسد، وترك نفسه يتعرض لهجمات الشبان والأسر الثكلى الذين روعهم القتل الجماعي في باركلاند بولاية فلوريدا الذي أودى بحياة ذويهم. أو تجشم بدهاء مغبة الخوض في حدث مأساوي دون أن يقدم حتى التزاماً حقيقياً يعالج به مشكلة مروعة. لكن أفضل خيارات روبيو غالباً هو الجمع بين خيارين. ويثير سيناتور فلوريدا الغيظ تحديداً لأن لديه تلك الموهبة السياسية الحقيقية والواضحة. و«روبيو» يتمهل في وقته حتى يحصل على فهم قوي للقضايا ثم يبسطه عادة بيسر ووضوح. ويدعم روبيو الطموح الذي يمثل محرك كل سياسي عظيم. وقصته الشخصية باعتباره ابناً لمهاجرين كوبيين فقيرين تمثل المادة التي ما زال يُنسج منها الحلم الأميركي. لكن مع الأحلام تبدأ المسؤوليات، وحين يتعلق الأمر بروبيو، فإن المسؤولية عرضة فيما يبدو لتوقف العمل، بسببه وبسبب الثقافة السياسية الملتبسة المصرة فيما يبدو على سحق أفضل مواهبه. وإذا أخذنا في الاعتبار أن ترامب عقد اجتماعاً أعده بنفسه وتم احتواؤه بعناية بشأن الأسلحة في اليوم نفسه، وأن «ريك سكوت» الحاكم «الجمهوري» لولاية فلوريدا نأى بنفسه عن الساحة، كان لدى «روبيو» غطاء سياسي ليتفادى الظهور في حلقة (سي. إن. إن)، وكان على «روبيو» باعتباره «الجمهوري» الوحيد على المسرح أن يتحمل عبء حسابات حزبه غير المعلنة، لكن لا يمكن إنكارها بشأن الأسلحة، وهي أن الزيادة في المذابح وعمليات الانتحار والقتل هي الثمن الذي يرغب الحزب «الجمهوري» في دفعه على مضض كي يحافظ على رضا جماعة ضغط حقوق امتلاك الأسلحة والحفاظ على تصويت متشددي امتلاك الأسلحة للحزب. ولأن هذه ليست الرسالة التي يستطيع «الجمهوريون» أن ينقلوها علناً، فإن الجدل بشأن الأسلحة يتركهم أحياناً يسارعون إلى الاحتماء بالتعديل الثاني في الدستور، وترديد الفكرة الساذجة التي يوافق عليها الاتحاد الأميركي للأسلحة عن الصحة العقلية، وهي لا تُترجم أبداً تقريباً في صورة تمويل أو تشريع. وقام «روبيو» بنصيبه من المراوغة وتلعثم أحياناً في محاولته اختبار صبر الجمهور المعادي. لكن بعد أن اكتسب ثقة أصبح أكثر مباشرةً، ورفض التنكر لمساهمات الاتحاد الأميركي للأسلحة لحملاته الانتخابية، بينما قال إنه يتقبل سياسات مثل رفع الحد الأدنى للسن لتقييد شراء الأسلحة، وفرض قيود على خزائن الأسلحة الكبيرة، وهو ما يعارضه الاتحاد الأميركي للأسلحة. وهذه القدرة على رؤية أفق أعلى، تمثل جزءاً من الأمور المحيرة للغاية بشأن «روبيو فرانسيس ويلكينسون فرانسيس ويلكينسون* لو كان الحزب «الجمهوري» أفضل لساعد «روبيو» على الانتفاع بقدراته الكامنة الطبيعية وسانده حين تزل به القدم ووفر له الدعم الذي يحتاجه ليصعد فرانسيس ويلكينسون* يقف ماركو روبيو السيناتور «الجمهوري» عن ولاية فلوريدا حالياً في منزلة بين النجم الصاعد والسياسي المحنك القادر على التوفيق في سياسات الحزب «الجمهوري،. و«روبيو» شخصية معقدة كما أكد ذلك رد الفعل على ظهوره في حلقة نقاشية أجرتها شبكة (سي. إن. إن) في الأيام القليلة الماضية حول عنف الأسلحة النارية في المجتمع الأميركي. و«روبيو»، إما دخل بشجاعة عرين الأسد، وترك نفسه يتعرض لهجمات الشبان والأسر الثكلى الذين روعهم القتل الجماعي في باركلاند بولاية فلوريدا الذي أودى بحياة ذويهم. أو تجشم بدهاء مغبة الخوض في حدث مأساوي دون أن يقدم حتى التزاماً حقيقياً يعالج به مشكلة مروعة. لكن أفضل خيارات روبيو غالباً هو الجمع بين خيارين. ويثير سيناتور فلوريدا الغيظ تحديداً لأن لديه تلك الموهبة السياسية الحقيقية والواضحة. و«روبيو» يتمهل في وقته حتى يحصل على فهم قوي للقضايا ثم يبسطه عادة بيسر ووضوح. ويدعم روبيو الطموح الذي يمثل محرك كل سياسي عظيم. وقصته الشخصية باعتباره ابناً لمهاجرين كوبيين فقيرين تمثل المادة التي ما زال يُنسج منها الحلم الأميركي. لكن مع الأحلام تبدأ المسؤوليات، وحين يتعلق الأمر بروبيو، فإن المسؤولية عرضة فيما يبدو لتوقف العمل، بسببه وبسبب الثقافة السياسية الملتبسة المصرة فيما يبدو على سحق أفضل مواهبه. وإذا أخذنا في الاعتبار أن ترامب عقد اجتماعاً أعده بنفسه وتم احتواؤه بعناية بشأن الأسلحة في اليوم نفسه، وأن «ريك سكوت» الحاكم «الجمهوري» لولاية فلوريدا نأى بنفسه عن الساحة، كان لدى «روبيو» غطاء سياسي ليتفادى الظهور في حلقة (سي. إن. إن)، وكان على «روبيو» باعتباره «الجمهوري» الوحيد على المسرح أن يتحمل عبء حسابات حزبه غير المعلنة، لكن لا يمكن إنكارها بشأن الأسلحة، وهي أن الزيادة في المذابح وعمليات الانتحار والقتل هي الثمن الذي يرغب الحزب «الجمهوري» في دفعه على مضض كي يحافظ على رضا جماعة ضغط حقوق امتلاك الأسلحة والحفاظ على تصويت متشددي امتلاك الأسلحة للحزب. ولأن هذه ليست الرسالة التي يستطيع «الجمهوريون» أن ينقلوها علناً، فإن الجدل بشأن الأسلحة يتركهم أحياناً يسارعون إلى الاحتماء بالتعديل الثاني في الدستور، وترديد الفكرة الساذجة التي يوافق عليها الاتحاد الأميركي للأسلحة عن الصحة العقلية، وهي لا تُترجم أبداً تقريباً في صورة تمويل أو تشريع. وقام «روبيو» بنصيبه من المراوغة وتلعثم أحياناً في محاولته اختبار صبر الجمهور المعادي. لكن بعد أن اكتسب ثقة أصبح أكثر مباشرةً، ورفض التنكر لمساهمات الاتحاد الأميركي للأسلحة لحملاته الانتخابية، بينما قال إنه يتقبل سياسات مثل رفع الحد الأدنى للسن لتقييد شراء الأسلحة، وفرض قيود على خزائن الأسلحة الكبيرة، وهو ما يعارضه الاتحاد الأميركي للأسلحة. وهذه القدرة على رؤية أفق أعلى، تمثل جزءاً من الأمور المحيرة للغاية بشأن «روبيو» الذي يبدو دائماً أكثر إخلاصاً واعتدالاً وعقلانية. وبالإضافة إلى شبابه النسبي وخلفيته الكوبية، فإن معقوليته الأساسية هو ما يجعله يبدو جسراً يمكن الاعتماد عليه من حزب يتعثر في ردود فعل توافق ترامب إلى حزب قد يعيد تشكيل التوجه الأميركي المحافظ باعتباره أمراً أكثر من مجرد استياء الحزب وأساطيره. لكن «روبيو» غير قادر فيما يبدو على بناء مثل هذا الجسر والحزب غير راغب فيما يبدو أن يدعه يجرب. وألاعيب «روبيو» تجاه الهجرة مثيرة للسخرية. فقد كان ضد منح العفو قبل أن يؤيده ثم غير رأيه بعد أن حاصره أنصار فكرة أهل البلاد ومضيفو البرامج الحوارية. وحين أصبح من الواضح أثناء حملة الانتخابات التمهيدية في الحزب «الجمهوري» للرئاسة الأميركية عام 2016 أن التفاؤل والدماثة والتعقل الذي مثله جيب بوش وجون كاسيتش هي تذكرة الدخول في غياهب نسيان الحزب «الجمهوري»، التحق «روبيو» بهذه الطائفة. وبالعودة بالذاكرة إلى الوراء، فإن «روبيو» أثبت أنه لا يضاهي غموض ترامب، ولا يمكنه أن ينافس اللؤم الأكبر عند «تيد كروز» أو «كريس كريستي» الذي نزع النقاب عن روبيو في مناظرة في نيوهامبشير، كاشفاً عن هجوم روبيو على باراك أوباما. وربما لو كان الحزب «الجمهوري» أفضل لساعد «روبيو» على الانتفاع بقدراته الكامنة الطبيعية، وسانده حين تزل به القدم، ووفر له الدعم الذي يحتاجه ليصعد. فمازال «روبيو» شاباً. لكن «روبيو» واقع في أسر مجلس شيوخ «جمهوري» خسر فيه «جيف فليك» مقعده في ولاية أريزونا لتقاعسه عن تقديس ترامب. وهو المجلس الذي يبذل فيه «بين ساسي» السيناتور المفوه، جهداً خارقاً كي يمسك لسانه خشية أن يلحق بزميله. فلا أحد يصعد في الحزب «الجمهوري»، بل الجميع ينحدرون. وبدلاً من أن يشكل «روبيو» جسراً إلى المستقبل، ضاعت روحه في الفراغ. *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس» » الذي يبدو دائماً أكثر إخلاصاً واعتدالاً وعقلانية. وبالإضافة إلى شبابه النسبي وخلفيته الكوبية، فإن معقوليته الأساسية هو ما يجعله يبدو جسراً يمكن الاعتماد عليه من حزب يتعثر في ردود فعل توافق ترامب إلى حزب قد يعيد تشكيل التوجه الأميركي المحافظ باعتباره أمراً أكثر من مجرد استياء الحزب وأساطيره. لكن «روبيو» غير قادر فيما يبدو على بناء مثل هذا الجسر والحزب غير راغب فيما يبدو أن يدعه يجرب. وألاعيب «روبيو» تجاه الهجرة مثيرة للسخرية. فقد كان ضد منح العفو قبل أن يؤيده ثم غير رأيه بعد أن حاصره أنصار فكرة أهل البلاد ومضيفو البرامج الحوارية. وحين أصبح من الواضح أثناء حملة الانتخابات التمهيدية في الحزب «الجمهوري» للرئاسة الأميركية عام 2016 أن التفاؤل والدماثة والتعقل الذي مثله جيب بوش وجون كاسيتش هي تذكرة الدخول في غياهب نسيان الحزب «الجمهوري»، التحق «روبيو» بهذه الطائفة. وبالعودة بالذاكرة إلى الوراء، فإن «روبيو» أثبت أنه لا يضاهي غموض ترامب، ولا يمكنه أن ينافس اللؤم الأكبر عند «تيد كروز» أو «كريس كريستي» الذي نزع النقاب عن روبيو في مناظرة في نيوهامبشير، كاشفاً عن هجوم روبيو على باراك أوباما. وربما لو كان الحزب «الجمهوري» أفضل لساعد «روبيو» على الانتفاع بقدراته الكامنة الطبيعية، وسانده حين تزل به القدم، ووفر له الدعم الذي يحتاجه ليصعد. فمازال «روبيو» شاباً. لكن «روبيو» واقع في أسر مجلس شيوخ «جمهوري» خسر فيه «جيف فليك» مقعده في ولاية أريزونا لتقاعسه عن تقديس ترامب. وهو المجلس الذي يبذل فيه «بين ساسي» السيناتور المفوه، جهداً خارقاً كي يمسك لسانه خشية أن يلحق بزميله. فلا أحد يصعد في الحزب «الجمهوري»، بل الجميع ينحدرون. وبدلاً من أن يشكل «روبيو» جسراً إلى المستقبل، ضاعت روحه في الفراغ. فرانسيس ويلكينسون *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»