أمل للتقدميين يتمثل في رسالة اقتصادية تركز فيما يتعلق بالطبقة العاملة من البيض على الجزء العامل من هويتها وليس الجزء العرقي جلبت رئاسة ترامب صحوة سياسية للتقدميين الأميركيين، وبدأت هذه الصحوة حتى قبل أن يتولى الرئاسة، مع تنظيم مسيرة للنساء، ثم جاء الناشطون الذين احتجوا في المطارات، وساعدوا على إنقاذ التأمين الصحي لملايين الناس. والآن يحاول طلبة المدارس الثانوية إحداث تغيير في الجدل الخاص بالسلاح. وفي مقال جديد بمجلة «الديمقراطية»، تروي باحثتان أكاديميتان قصة الحركة التقدمية التي تم تنشيطها. غالباً ما يكون القادة من نساء الضواحي اللائي يشعرن بالجزع من هجوم الرئيس ترامب على الأخلاق وسيادة القانون. وتبدأ هذه الحركة من أسفل لأعلى، وتكون وجهاً لوجه أكثر مما تكون افتراضية، وتحدث في مناطق البلاد الوسطى أكثر منها في المناطق الساحلية. وهذه الحركة لا تعرِّف نفسها دائماً بالحزب الديمقراطي، حتى وإن كانت تؤيد الديمقراطيين حصرياً. وكتبت الباحثتان «لارا بوتنام» (من جامعة بيتسبيرج)، و«ثيدا سكوكبول» (من جامعة هارفارد) أن هذه الحركة «عملية بشكل عميق»، وأنها تغطي المدى الأيديولوجي الواسع من الوسط إلى اليسار، «وتقضي وقتاً قليلاً على المعارك بين بيرني في مقابل هيلاري. وقبل كل شيء، فإنها تحاول انتخاب تقدميين، بما في ذلك مسؤولو المناصب المحلية التي يتم تجاهلها غالباً. والانتخابات تحديدا هي ما يجب أن يركز عليه التقدميون، وقد يكون للاحتجاجات تأثير، كما حدث مع إلغاء برنامج «أوباما كير»، وما يحدث بشأن استخدام السلاح، بيد أن التقدم الكبير في كل قضية تقريباً (التغير المناخي والهجرة ومستويات المعيشة للطبقة المتوسطة والوفيات الناجمة عن استخدام السلاح) يعتمد على انتخاب أشخاص يريدون تحقيق تقدم. إن الحركات السياسية لها طريقتان رئيستان للفوز بالانتخابات: الإقناع والإقبال. بالنسبة للإقناع، أعتقد أن أفضل أمل للتقدميين يتمثل في رسالة اقتصادية تركز فيما يتعلق بالطبقة العاملة من البيض على الجزء العامل من هويتها، بدلاً من الجزء العرقي، لكني اليوم أحب التركيز على الإقبال، لأن لديه قدرة أكبر على تغيير السياسة الأميركية. إن إقبال الناخبين هو أكبر فرصة وأكبر تحدٍ للحركة التقدمية الجديدة. وغالبا ما يظل النمط كما هو بين اللاتينيين والأميركيين الآسيويين، فهؤلاء في معظمهم ليبراليون، ويصوتون بمعدلات أقل من البيض. أما الأميركيون الأفارقة، فيميلون إلى اليسار، ويصوتون بمعدلات عالية، رغم العوائق التي يواجهونها غالباً، لكن إذا كان من السهل وصف مشكلة الإقبال، فإنه من الصعب حلها. فطالما كان الشباب واللاتينيون والأميركيون الآسيويون يصوتون بمعدلات منخفضة، لكن الحركة التقدمية الجديدة حققت تقدماً مبكراً فيما يتعلق بالإقبال. ففي الانتخابات الأخيرة في فيرجينيا وألاباما، كانت النتائج مثيرة للإعجاب، حيث كان الإقبال مرتفعا جداً، لاسيما لدى الناخبين الأصغر سناً. بيد أن رفع نسبة الإقبال في الانتخابات لمرة واحدة، حيث يمكن للناشطين تركيز طاقاتهم، أسهل منه في انتخابات التجديد النصفي على مستوى البلاد. وحتى في الانتصارات الأخيرة، تمكن التقدميون من سد جزء صغير فقط من فجوة الإقبال. والنقطة الحاسمة هي أن رئاسة ترامب خلقت فرصة لإحداث تقدم، فرصة لا تتكرر في كثير من الأحيان. فالأشخاص الذين لا يولون اهتماماً كبيراً للسياسة عادة ما يفعلون ذلك، وبالنسبة للبعض، قد يصبح ذلك عادة، وكذلك الحال بالنسبة للتصويت. إن الحركة التقدمية برمتها يجب أن تفكر في رفع نسبة الإقبال، وعليها الدفع بالقوانين التي تيسر عملية التصويت، كما يحدث في أريزونا وفلوريدا وميتشيجان وأماكن أخرى، وعليهم إنفاق المال والوقت في تسجيل الناخبين. ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ديفيد ليوناردت *كاتب أميركي شر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»