تحظى الدبلوماسية كأداة في السياسة الخارجية الإماراتية بدعم متواصل من القيادة الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وذلك لدورها المحوري والأساسي ليس في خدمة المصالح الوطنية للإمارات فقط، وإنما أيضاً في إبراز الصورة الحضارية لدولة وشعب الإمارات على مستوى عالمي؛ وتكريس قيم التعاون والتسامح والإخاء التي تسعى إلى نشرها في مختلف أنحاء المعمورة. ومن هنا تبرز أهمية البرامج التي تواظب «أكاديمية الإمارات الدبلوماسية» على تنظيمها وإطلاقها، وكان آخرها المرحلة الثانية من برنامجها الأكاديمي «الاستعداد لدبلوماسية القرن الحادي والعشرين»، التي تأتي انسجاماً مع إيمان سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، رئيس مجلس أمناء الأكاديمية، بالدور المحوري الذي تلعبه الأكاديمية، بوصفها مركزاً رائداً ومتكاملاً للدراسات الأكاديمية والبحوث الخاصة بالسياسة الخارجية، وإسهامها المؤثر في دعم توجهات الدولة في إقامة علاقات إيجابية وسلمية مع الجميع، من خلال إعداد دبلوماسيي المستقبل، وتجهيزهم في سبيل مواجهة تحديات القرن، وفق أفضل الحلول. إن إطلاق «أكاديمية الإمارات الدبلوماسية» برنامج الاستعداد لدبلوماسية القرن الحادي والعشرين، جاء انسجاماً مع البرامج التي تصممها الأكاديمية بطريقة تُعد طلابها وتُمكنهم من مواجهة التحديات المُحتمَلة خلال عملهم كدبلوماسيين، عبر برامج تركز على تطوير المعرفة والشخصية والمهارات التطبيقية، والجوانب العملية والرقمية والابتكار، وطرق التعامل مع وسائل الإعلام، والذكاء الاصطناعي، بشكل فريد، يتتلمذون فيها على أيدي نخبة من الشخصيات الإماراتية والعالمية المخضرمة، لها باع طويل في العلاقات الدولية والشؤون الحكومية، يقدمون دروساً من واقع تجاربهم وخبراتهم، كدبلوماسيين بارزين في العالم. وتدرك دولة الإمارات العربية المتحدة، بفضل توجيهات القيادة الرشيدة، أن علاقاتها الدولية لم تعد قائمة فقط على أدبيات الدبلوماسية بشكلها التقليدي، إنما أصبحت تطور من أدواتها التي تواكب عملية التحول الحاصلة عالمياً على كل الصعد، والتوجه نحو بناء علاقات استراتيجية، تتسم بالاستمرارية والتطور، وتسرِّع من وتيرة التنمية المستدامة، وفق جهود حثيثة ومتواصلة، تعزز من علاقات الدولة الأخوية على أسس من التعاون، وبما يخدم المصالح الاستراتيجية المشتركة، والتي تحتاج إلى تدريب الدبلوماسيين الإماراتيين، وتنمية وتعزيز مهاراتهم اللازمة لتحقيق مصالح وأهداف سياسة الإمارات الخارجية المستقبلية. لقد استطاعت دولة الإمارات العربية المتحدة بناء شبكة نشطة من الدبلوماسيين، نجحت من خلالها في تأسيس روابط اقتصادية وسياسية وثقافية راسخة ومتينة مع جلّ إن لم يكن كل دول العالم، وعززت حضور الدولة على الصعيد الدولي بشكل قوي، وقد تحقق هذا بفضل التوجيهات الحكيمة للقيادة الرشيدة، وبفعل الدور المحوري الذي يقوم به دبلوماسيو دولة الإمارات لتعريف العالم بمهارة وحكمة بقصة نجاح فريدة. وما كان ذلك ممكناً لولا تسلّحهم بالإمكانات المادية والمعنوية التي مكّنتهم من استشراف القضايا التي تؤثر في مكانة الدولة، إقليمياً ودولياً، انطلاقاً من رؤية القيادة الرشيدة وتنفيذ توجيهات سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان بضرورة رفد الطواقم الدبلوماسية الإماراتية بعدد كبير من أصحاب الكفاءات والخبرات، المتميزين بمهارات عالية، تدعم الدور النشط والمتنامي للدولة، وتعزز القدرات الدبلوماسية في التعامل مع المتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم اليوم. لقد بات بناء القدرات التي تدعم أهداف السياسة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة، من أكثر الأولويات الملحة في وقتنا هذا؛ نظراً إلى إسهامه في دعم التوجه الاستراتيجي الهادف إلى الارتقاء بالدولة إلى مراكز التميز والريادة، وفق أسس تقوم على التعاون والنزاهة والاحترام، في عصر يشهد ترابطاً غير مسبوق، يحتّم عليها التواصل الفعال مع الدول، وإقامة علاقات بناء، ومد جسور التعايش، وذلك كله في إطار دور الدبلوماسيين الحاسم والرئيسي في حماية مصالح الدولة، وتمكينها من تحقيق الإنجازات التي تعزز مكانتها عالمياً. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية