تماشياً مع التوجيهات السديدة للقيادة الحكيمة لدولة الإمارات العربية المتحدة، ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وفي ظل استهداف توفير مقومات الحياة الكريمة لشعبها، يحظى القطاع الصحي بأولوية خاصة ضمن رؤى الدولة الاستراتيجية ومخططاتها المستقبلية، وعلى الرغم من النجاحات والإنجازات النوعية التي حققتها الدولة في هذا القطاع الحيوي فإن جهودها لا تتوقف كون توفير قطاع صحي متطور قادر على مواكبة التقدم الذي تحرزه الدولة في مختلف المجالات يعد عماداً أساسياً في تحقيق المستوى المعيشي المستهدف، بالإضافة إلى اعتباره مطلباً رئيساً من مطالب تحقيق التنمية المستدامة، وفي إطار جهود دولة الإمارات الدؤوبة في هذا الصدد، قال الدكتور أمين حسين الأميري، الوكيل المساعد لسياسة الصحة العامة والتراخيص في وزارة الصحة ووقاية المجتمع، إن معدل النمو السنوي في عدد المستشفيات والمراكز الصحية يبلغ نحو 7.9%، كما سيبلغ حجم الإنفاق على قطاع الرعاية الصحية في الدولة، أكثر من 70.67 مليار درهم (19.26 مليار دولار) بحلول عام 2019. تبرهن الإنجازات المحققة والخطط المستقبلية الطموحة في القطاع الطبي على نجاح الإمارات في توفير مقومات استدامة نمو هذا القطاع الواعد، وتأسيسها منظومة صحية متكاملة تطبق أحدث المعايير والمقاييس العالمية، من حيث توفير البنية التحتية والتكنولوجية المتطورة، ووجود التشريعات والقوانين التي تلبي احتياجات القطاع، مع الحرص على توفير كوادر طبية ماهرة قادرة على مواكبة التطورات التي يشهدها القطاع، وكذلك توفير الميزانيات الداعمة لمواصلة القطاع نموه، بما يحفز ضخ الاستثمارات في القطاع ويسهم في رفد نموه وتطوير الخدمات الصحية والعلاجية المقدمة إلى المجتمع، وفي سياق متصل، تدعم الدولة سبل السياحة العلاجية وتعمل على تشجيع استقطاب المرضى من خارج الدولة وتذليل العقبات أمامهم، ونتيجة لتلك الجهود احتلت دولة الإمارات المركز الأول عالمياً في عدد المنشآت الصحية المعتمدة بعدد 213 منشأة، وبلغت نسبة المنشآت المعتمدة 68% على مستوى الدولة، منها 48 منشأة تابعة لوزارة الصحة ووقاية المجتمع، التي تشرف بدورها على أكثر من 1400 منشأة طبية. وفي إطار سعي دولة الإمارات لمواكبة تطبيقات الذكاء الاصطناعي في شتى المجالات، تستضيف إمارة أبوظبي في النصف الثاني من العام الحالي أول قمة عالمية للذكاء الاصطناعي الطبي، تحت رعاية سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، حيث تجمع طيفاً واسعاً من الخبراء والمختصين وصناع القرار وراسمي السياسات، في جميع المجالات الطبية، بمشاركة كوكبة من الوزراء والخبراء الدوليين والشخصيات من مختلف الدول المتقدمة في التكنولوجيا الطبية. ومن المتوقع أن تكون للقمة بصمة إيجابية كبيرة في حضور أبوظبي كوجهة عالمية في القطاع الصحي، وتبوئها أفضل المستويات الطبية العالمية من خلال تبنّي الذكاء الاصطناعي الطبي في الممارسات الصحية، وتلبية الاحتياجات المتنامية للإمارة، بما ينعكس على تطور القطاع الصحي في الدولة بشكل عام. إن صحة الإنسان هي الركيزة الأساسية للتنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية، وتمضي الدولة بخطى متسارعة لتوفير قطاع صحي شامل قادر على مواكبة مسيرتها التنموية وتحقيق تطلعاتها وتعزيز تنافسيتها على الخريطة العالمية من خلال تعزيز القدرات التنافسية لقطاع الرعاية الصحية بالدولة وضمان استدامة الخدمات الصحية وتطبيق أفضل الممارسات العالمية للارتقاء بالقطاع، وأهم ما يميز جهود دولة الإمارات في توفير قطاع صحي شامل لمواطنيها يحقق الرفاهية لهم، أنها لا تقتصر على توفير الرعاية الطبية داخل الدولة، بل تشملهم أينما وجدوا، ولعل إطلاق وزارة الخارجية والتعاون الدولي بالتعاون مع الشركة الوطنية للضمان الصحي «ضمان» مؤخراً برنامج «مسافر» الخاص بالحالات الصحية الطارئة التي قد يتعرض لها المواطنون خارج الدولة، والذي يعتبر الأول من نوعه على الصعيدين المحلي والدولي، خير دليل على ذلك. ــ ـ ـ ــ عن "نشرة أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.