طلبت السويد والكويت عقد جلسة خاصة لمجلس الأمن لبحث وقف إطلاق النار في سوريا لمدة شهر كامل لاعتبارات إنسانية وحفاظاً على أرواح الأبرياء من المدنيين الذين يعيشون في منطقة الغوطة الشرقية. وتتعرض منطقة الغوطة منذ سنوات لقصف مدفعي وجوي عنيف من قوات النظام والطائرات الروسية أودى بحياة آلاف المدنيين ودمار كامل للمنازل والبنية التحتية. القصف الأخير على الغوطة الذي جرى في الأيام الأخيرة أدى إلى مقتل 400 شخص منهم 60 طفلاً، وما تزال طائرات النظام الفاشي وحلفائه الروس تضرب يومياً المنطقة بصواريخ والطائرات بدون أي اعتبار للأبرياء من المواطنين السوريين الذي يقدر عددهم بحوالى 400 ألف مواطن سوري. الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش طالب بتعليق فوري لكل الأعمال الحربية. واصفاً أوضاع الناس في الغوطة بالجحيم على الأرض. الحكومة الألمانية من جانبها اعتبرت ما يحدث بأنه مجازر قتل للأطفال، وذكرت بأن رئيس النظام السوري بشار الأسد يشن حرباً عسكرية على المدنيين من شعبه في الغوطة الشرقية. الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أيضاً طالب بهدنة في الغوطة الشرقية وندد بشدة بهجوم النظام السوري على المدنيين في الغوطة الشرقية لدمشق. أما الصليب الأحمر الدولي فوصف الوضع في الغوطة بأنه كارثي بمعنى الكلمة، وحمَّل النظام مسؤولية الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية هناك. وطالب الصليبُ الأحمرُ الدوليُ بالسماح لفرقه الإنسانية بدخول أحياء الغوطة الشرقية المحاصرة، للمساعدة في علاج الجرحى والمرضى وإخلاء من يمكن إخلاؤه منهم إلى مستشفيات لتلقي العلاج. وأعربت رئيسة الصليب الأحمر عن اعتقادها بأن القتال سيتسبب في مزيد من المعاناة خلال الأيام والأسابيع المقبلة. وأدانت الدولُ العربيةُ في معظمها مجازر النظام السوري، ودعت المجتمع الدولي للتدخل، وهذا كل ما تستطيع الدولُ العربية فعله حتى الآن، لأن الأوضاع في الوطن العربي لا تسر أحداً، ولأن بعض دوله تشهد حروبا أهلية طاحنة أو أزمات اقتصادية كبيرة تجعلها تعجز عن مساعدة الشعب السوري الشقيق. والتساؤل الذي يطرحه الجميع هو: إلى متى تستمر مأساة الشعب السوري؟ وهل هناك حلول سلمية في الأفق القريب؟ يبدو أن النظام السوري، وحلفاءه الروس والإيرانيين والميليشيات الشيعية القادمة من العراق ولبنان وأفغانستان وإيران، مصرون على تحقيق النصر العسكري في الغوطة مهما كانت نتائج الجرائم أو حرب الإبادية التي يمارسونها. النظام السوري وحلفاؤه يراهنون على استسلام المقاومة السورية التي استطاعت الصمود وسط الحصار القاسي والعنيف لعدة سنوات من دون أن تستسلم للنظام الاستبدادي. وأخيراً: هل هنالك إمكانية لتدخل قوى خارجية تمنع النظام من الاستمرار في قتل شعبه؟ حتى الآن لا توجد بوادر ولا مبررات للتفاؤل. وكان الله في عون الشعب السوري ومقاومته. ------------------- *أستاذ العلوم السياسية -جامعة الكويت