من الذي يخشى من المستشار الخاص روبرت مولر؟ إن الرئيس دونالد ترامب يخاف منه، وكذلك هؤلاء الذين عملوا في حملته. ولكنهم ليسوا وحدهم. في نهاية الأسبوع، أوضح «روب جولدمان»، رئيس قسم الدعاية في شركة «فيسبوك»، أن بعض من أكبر شركات التواصل الاجتماعي تخاف من مولر، أيضاً. وقبل بضعة أيام أعلن براءة شركته على حسابه على «تويتر». وكتب أنه «متحمس للغاية لرؤية اتهام مولر اليوم»، نظراً لأن «فيسبوك» تقاسمت الإعلانات الروسية مع الكونجرس ومولر والشعب الأميركي. ولكن «رغم ذلك، هناك حقائق رئيسية حول الإجراءات الروسية التي لا تزال غير مفهومة جيدا». وأضاف: «معظم تغطية التدخل الروسي تنطوي على محاولتهم التأثير على نتائج الانتخابات الأميركية لعام 2016. لقد رأيت كافة الإعلانات الروسية، ويمكنني القول بشكل قاطع إن التأثير على الانتخابات *لم يكن* هو الهدف الرئيسي». بل بالأحرى، بحسب ما قال، كان الهدف هو«تقسيم أميركا من خلال استخدام مؤسساتنا، مثل حرية التعبير ووسائل التواصل الاجتماعي، ضدنا. وقد أثار هذا الخوف والكراهية بين الأميركيين». وفي سلسلة صغيرة من التغريدات، قام نائب شركة«فيسبوك»للدعاية بالتعتيم على هذه القضايا. وعلى سبيل المثال، فإن لائحة الاتهام تنص بوضوح على أن الروس لم يكونوا يشترون إعلانات فحسب: إنها تزعم أنهم كانوا يستخدمون هويات أميركية وهمية، وحصلوا عن طريق الاحتيال على حسابات على الموقع التجاري«باي بال »وأرقام ضمان اجتماعي مزورة لإنشاء صفحات على فيسبوك لمجموعات مثل«بلاكتيفيست»، و«الحدود الآمنة»(سيكيورد بوردرس) و«جيش يسوع»(آرمي فور جيسيس). واستخدموا هذه الصفحات لنشر الخوف والكراهية والوصول إلى عشرات وربما مئات الملايين من الناس. وقد بدؤوا هذا المشروع في 2014، قبل الانتخابات بوقت طويل. وعندما بدأت الانتخابات، كانت لديهم تعليمات واضحة، وفقا للائحة الاتهام، باستغلال أي فرصة لانتقاد هيلاري كلينتون والباقين (فيما عدا بيرني ساندرز)". بيد أن جولدمان لديه الحق في أن يشعر بالخوف. فشركات التواصل الإعلامي، بما فيها فيسبوك وتويتر ويوتيوب، تتحمل فعلا جزءا من مسؤولية الاستقطاب المتزايد والتحزب المرير في الحياة الأميركية والتي يسعى الروس، وغيرهم، لاستغلالها. آن آبلباوم* *كاتبة أميركية ينشر بترتيب خاص مع واشنطن بوست وبلوم بيرك نيوز سيرفس