عندما سمع مراسل «واشنطن بوست» «جون وودرو كوكس» خبر إطلاق النار المميت في مدرسة في «باركلاند»، فلوريدا، في الأسبوع الماضي، شعر بالرعب الذي شعر به عدد لا يحصى من الأميركيين الآخرين الذين شاهدوا في السنوات الماضية عمليات إطلاق نار جماعي على شاشات التليفزيونات تتكرر مرة بعد مرة. يقول كوكس: «شعرت بالغثيان وأنا أرى اللقطات على شبكة سي إن إن. وقد ذكرتني هذه المشاهد بكل القصص التي تابعتها بنفسي خلال العام الماضي. وهناك شعور بالعجز، لأنكم كما تعلمون أن هذا أمر يحدث منذ حادث مدرسة كولومبين الثانوية». «كوكس» أجرى خلال العام الماضي مقابلات مع الأطفال الذين وقعوا ضحايا للعنف المسلح، أو الذين شاهدوا تلك الحوادث في أحيائهم ومدارسهم. وعندما يتعلق الأمر بعدد الأطفال الذين مروا بهذه التجربة، نجد الإحصاءات صادمة: ووفقاً لتحليل تجريه «واشنطن بوست»، فقد شهد ما لا يقل عن 150 ألف شاب في أميركا حوادث إطلاق نار بالمدارس - حيث وقعت فظائع جماعية وتعاملوا مع صدمة البقاء على قيد الحياة، بيد أن هذا الحادث مختلف. فالناجون من المراهقين في مدرسة «مارجوري ستونمان دوجلاس» الثانوية في باركلاند بولاية فلوريدا، أحدثوا جلبة في التعبير عن غضبهم، ولجأوا إلى الاحتجاجات والمقابلات في الأخبار الوطنية ووسائل التواصل الاجتماعي بهدف توجيه غضبهم إلى السياسيين، وقوانين حمل السلاح الحالية في البلاد. وحسب «كوكس. فإن ما يجري في جنوب فلوريدا مختلف، كما اختلفت المناقشات عما كانت عليه بعد حوادث إطلاق النار السابقة. أعتقد أن هؤلاء الأطفال قرروا جعل أصواتهم مسموعة. وعندما تنظر إلى هؤلاء المراهقين وهم يظهرون على شبكة «سي. إن. إن» ويتحدثون أمام حشود كبيرة، يجب أن تتساءل: هل يمكنهم القيام بهذا؟ هل يمكن لهؤلاء المراهقين استغلال زخم هذه اللحظة لإجبار الحكومة والرئيس على إحداث تغييرات كبيرة في قوانين حمل السلاح في البلاد؟ إننا نتحدث مع «كوكس» عن خبرته في الكتابة عن أطفال أصيبوا بصدمة بسبب عنف السلاح، وكيف ولماذا اختارت عائلات المراهقين من الضحايا أن يصبحوا ناشطين. *كاتبة أميركية ينشر بترتيب خاض مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»