في رحاب «عام زايد» تقدم دولة الإمارات العربية المتحدة برهاناً جديداً على أن الله قد حباها بقيادة استثنائية مخلصة، على رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تبذل الغالي والنفيس من أجل رفعة الوطن وتحقيق رفاهية وسعادة شعبها، وفي شهادة جديدة تضاف إلى سجل إنجازاتها المشرف، تبوأت الإمارات المرتبة الثانية عالمياً من حيث ثقة الشعب بالحكومة، بحسب مؤشر إيدلمان للثقة 2018، وذلك بعد الصين التي احتلت المركز الأول ضمن المؤشر، الذي أظهر ارتفاع المصداقية تجاه المسؤولين الحكوميين والجهات التنظيمية بمقدار 11 نقطة بين شريحة الجمهور المؤثر و7 نقاط بين الجمهور العام. ومما لا ريب فيه أن وصول حكومة الإمارات إلى هذه المكانة التي قلما وجدت في هذا العصر الذي تعاني فيه الكثير من الشعوب عدم المساواة والفساد وغياب الكفاءة وانعدام القدرة على مراقبة الحكومات، إنما يعكس منظومة عمل متكاملة تنتهجها الحكومة الإماراتية وفق أعلى المعايير العالمية، عمادها المصداقية والشفافية. إن كسب الثقة ليس بالأمر الهين، بل هو قناعة داخلية تؤسس له وترسخ وجوده جهود حثيثة ومعطيات عدة قابلة للقياس، من مستوى معيشي متقدم، ونظم صحية وتعليمية متطورة، ودولة تحترم الحقوق والواجبات وتحفظ حرية الرأي، وبيئة عمل تحفز الإبداع والابتكار، وكذلك وجود خطط استراتيجية واضحة للجميع، يستطيع المواطن متابعة آليات تنفيذها ونسب إنجازاتها بشفافية متناهية، وتؤدي تلك العوامل مجتمعة إلى إحراز الدولة تقدماً وتحقيق نسب نمو على مختلف الصعد، وتعكس المكانة التي احتلتها حكومة الإمارات في مؤشر إيدلمان للثقة نجاحها في وضع خطط استراتيجية تتمركز مختلف الجهود حول تحقيق محدداتها، تمثلت في «رؤية الإمارات 2021»، و«مئوية الإمارات 2071»، وكذلك الجهد الدؤوب في إطلاق المبادرات والفعاليات الخلاقة التي تغطي مختلف الجوانب والقطاعات وتسهم بفاعلية في تسريع خطى الدولة نحو أهدافها التنموية، ولعل من أحدث وأكثر المبادرات التي أطلقتها الحكومة وتركت أثراً وبصمة مميزة، كانت مبادرة إعلان عام 2017 «عام الخير»، ومن ثم إعلان العام الحالي «عام زايد»، حيث تستهدف تلك المبادرات مشاركة جميع الجهات بالدولة لتحقيق هدف موحّد مشترك بما يعزز المسؤولية الاجتماعية. وتأكيداً على أن دولة الإمارات العربية المتحدة تسير وفق رؤى واضحة المعالم، قال تود دونهاوسر، الرئيس التنفيذي لشركة «إيدلمان الإمارات» تعقيباً على النتائج: «إن نتائج مؤشر إيدلمان للثقة 2018 لم تكن مفاجأة في دولة الإمارات، فقد أعلنت قيادة الدولة العام الماضي، قرارات استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى ضمان الاستدامة الاقتصادية للدولة والازدهار المستمر لشعبها، بما في ذلك تعيين وزير للذكاء الاصطناعي ووزير للأمن الغذائي». يأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه دولة الإمارات المضي بخطوات كبيرة في تطوير قطاع التعليم، ومنها إطلاق الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي 2030، وتدريس مادة التربية الأخلاقية، كما شهدت ثقة الجمهور بوسائل الإعلام تعافياً بمستويات متميزة، حيث ارتفعت بمقدار 12 نقطة، ما يعكس جهود الدولة في كسب ثقة الشباب ورفع مستويات الوعي لديهم، وفي الوقت نفسه، زادت المصداقية في الصحافة بمقدار 17 نقطة، وهي أعلى زيادة إيجابية، ولاسيما أنها ارتبطت بالمتحدثين الرسميين. لقد أسست دولة الإمارات لنموذج تنموي شامل ومستدام، فريد من نوعه، تتوحد فيه الرؤى، وقد جاءت نتائج مؤشر إيدلمان للثقة لتتوج الجهود الحثيثة للقيادة الرشيدة في بناء الوطن ورفع شأنه بين الأمم، كما أنها تبرهن على أن حكومتنا الساعية للتميز واعتماد الابتكار أسلوب حياة، تمضي على الطريق الصحيح في تحقيق الراحة والسعادة لشعبها، وهو ما تحصد نتائجه في زيادة ثقته بها بشكل متسارع، يدعو إلى الفخر، ويحث على مضاعفة الإنجازات وتكثيف الجهود بما يخدم مصالح الشعب ويلبي تطلعاته وتوقعاته من الحكومة، من أجل الحفاظ على هذه الثقة الثمينة التي تعزز مكانة الدولة وتنافسيتها. ــ ــ ــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.