بفضل الدعم السخي الذي تقدمه القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وفي إطار السعي لاستدامة قيم الخير والعطاء، جاء التقرير السنوي لمؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية ليجسد استراتيجيتها التي تواكب رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال العمل الخيري والإنساني والتنموي محلياً وإقليميا ودولياً، حيث شهد عام 2017 «عام الخير» زخماً في الدور الإنساني والخيري الذي تضطلع به مؤسسة زايد على مدار ما يزيد على عقد من الزمان، حيث نجحت خريطة العمل الإنساني للمؤسسة خلال عام 2017 في الوصول بمشاريعها الإغاثية والتنموية إلى 90 دولة حول العالم، محققة نقلة نوعية في عملها الإنساني والخيري والتنموي من خلال مشاريعها على المستويين المحلي والخارجي، بما يسهم في نهضة المجتمع وتقدمه ليس داخل الدولة فحسب، بل في تنمية وخدمة المجتمعات الأخرى. وترتكز استراتيجية مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية على ثلاثة محاور أساسية هي: التعليم، والصحة، والاستجابة للطوارئ والأزمات، محلياً وإقليمياً وعالمياً، حيث تغطي استراتيجيتها قطاعاً كبيراً من أهل المحتاجين، وتسعى إلى تبني المبادرات بهدف رفع البؤس والمعاناة عن المحرومين، وتوفير سبل حياة أفضل لهم، وقد جاءت إنجازات المؤسسة في عام 2017 لتبرهن على أنها تمضي قدماً في تنفيذ رؤيتها، ففي القطاع الصحي، بادرت المؤسسة بإصدار بطاقات تأمين صحي منذ سنة 2013 للحالات المحتاجة، كما قدمت أجهزة طبية إلى مستشفيات عدة بالدولة، ووقعت المؤسسة مذكرة تفاهم مع شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة»، بموجبها تتم تغطية تكلفة أدوية الأمراض المزمنة للمرضى المسنين والمرضى الذين لا تخولهم بطاقاتهم الصحية الحصول على الأدوية اللازمة لهم. كما عملت المؤسسة على مدى أكثر من ثلاث سنوات على التواصل مع المؤسسات الطبية العالمية المرموقة، بهدف دعم البحث العلمي وتطويره وبناء الشراكات بما يسهل إيفاد الأطباء الإماراتيين لمواصلة الدراسة والتخصص في الطب بالولايات المتحدة الأميركية. وفي سياق اهتمام مؤسسة خليفة بالتعليم، تلقت المؤسسة تبرعاً مالياً بقيمة 4 ملايين درهم من بنك دبي الإسلامي دعماً لبرنامجها التعليمي، وقد تم دعم 1775 طالباً وطالبة في التعليم العالي من ذوي الدخل المحدود والحالات الاقتصادية. وضمن اهتمامها بدعم أصحاب الهمم، تكفلت المؤسسة بدفع الرسوم الدراسية عن الطلبة والمعسرين مادياً في بعض المراكز الخاصة الموزعة على مستوى الدولة شملت 329 مستفيداً. وفيما يتعلق باهتمام المؤسسة بالأمن الغذائي، تسعى المؤسسة من خلال مراكز بيع السلع المدعومة المنتشرة في المناطق الشمالية، التي بلغ عددها 18 فرعاً، إلى الاهتمام بالأمن الغذائي للمواطنين. وللعام العاشر، نجح مشروع «إفطار صائم» في توزيع أكثر من 3.3 مليون وجبة وسلة غذائية على الصائمين داخل الدولة وخارجها. كما تقوم المؤسسة، وللعام الثامن، بدعم الأسر المواطنة للمشاركة بمنتجاتهم في القرية العالمية بدبي. كما قدمت خلال عام 2017 عدداً من المساعدات خارج الدولة، من أبرزها تكفلها بعلاج 90 جريحاً مع نفقات مرافقيهم ممن تأثروا جراء الحرب والانتهاكات الحوثية، وذلك في مستشفيات الهند. وبفضل الحرص الشديد على بذل قصارى الجهد من أجل تخفيف معاناة أي محتاج دون تفرقة أو تمييز، غدت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية مؤسسة لها ثقلها الإقليمي والدولي، وانعكس ذلك في ثقة المجتمع الدولي ومنظماته الإنسانية بها وحرصه على التعاون معها في المشاريع الإغاثية والتنموية المختلفة بما يخدم قطاعات عريضة من الفئات الفقيرة والمحتاجة من الشعوب. تسير دولة الإمارات قيادة وشعباً في القيام بدورها الإنساني والخيري الذي تضطلع به منذ قيامها، على النهج الفريد من نوعه الذي غرس بذوره المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وفي عام زايد تعلو قيم الخير والعطاء اللامحدود التي أرسى قواعدها الوالد المؤسس، وتجني الإمارات حصاد هذا الغرس الطيب في المكانة المميزة التي باتت تحتلها على الخريطة العالمية للعمل الخيري والإنساني. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية