أسلحة أميركا الفردية.. ووضع إيطاليا الصعب! «ذا هيندو» صحيفة «ذا هيندو» الهندية أفردت افتتاحية عددها ليوم الأربعاء للتعليق على حادث إطلاق النار الجماعي الذي وقع في إحدى مدارس ولاية فلوريدا الأميركية الجمعة الماضي وخلّف 17 قتيلاً بينهم 14 طالباً، متسائلةً حول ما إن كان هذا الحادث سيؤدي أخيراً إلى تقنين حيازة السلاح في الولايات المتحدة. وترى الصحيفة أنه بعد عقود من الجهود الرامية إلى تقنين حيازة السلاح في الولايات المتحدة، «يبدو أن مجموعة من الأطفال قد ينجحون في ما فشل فيه الرؤساء». ذلك أنه عقب حادثة إطلاق النار في فلوريدا، خرج الناجون إلى الشوارع في مظهر نادر للغضب موجّه للرئيس دونالد ترامب والكونجرس. شجاعة قالت إنها تستحق الإشادة بالنظر إلى «التاريخ المحزن لعلاقة الحب القاتل التي تجمع أميركا بالأسلحة منذ 227 عاماً، والقائمة على الحق الدستوري في حمل السلاح». واعتبرت أن حقيقة كون حوادث إطلاق النار في المدارس لا تؤدي إلى إصلاح لقوانين حيازة السلاح في أميركا، إنما تُظهر مدى قوة لوبي الأسلحة النافذ، حيث تتبرع «الجمعية الوطنية للبندقية»، مثلاً، وهي أحد أقوى اللوبيات المؤيدة لامتلاك السلاح وحمله في أميركا، بأكثر من 4 ملايين دولار سنوياً لمشرعين في واشنطن حتى تضمن إيلاء الأولوية لأجندتها. لكن الصحيفة ترى أن الضغط الكبير للدفاع عن الحق في امتلاك السلاح يتجاوز الدعم المالي، ويعزى كذلك إلى قدرة اللوبيات المدافعة عن الحق في حيازة الأسلحة على حشد وتعبئة أعداد كبيرة من الناخبين، الذين لديهم موقف ثابت وقوي بشأن «التعديل الثاني» من الدستور، الذي يكفل حق الأفراد في امتلاك السلاح وحمله، سواء من أجل الأمن الشخصي، أو الدفاع عن النفس من «جبروت الحكومة»، أو قنص الحيوانات. غير أن «ثقافة السلاح» هذه تعني، حسب الصحيفة، أن الولايات المتحدة لديها 270 مليون قطعة سلاح وشهدت 90 حادث إطلاق نار جماعي خلال الفترة ما بين 1966 و2012. وعلى سبيل المقارنة، فإن أي بلد آخر ليس لديه أكثر من 46 مليون قطعة سلاح أو 18 حادث إطلاق نار جماعي. ثم ختمت الصحيفة افتتاحيتها بالإشارة إلى دراسة تعود لعام 2015 وجدت أنه بعد الصحة العقلية، والتنوع العرقي، ودور ألعاب الفيديو، والعنف المجتمعي.. فإن حجم حيازة السلاح هو الذي يحدد احتمالات وقوع حوادث إطلاق نار جماعي. «جابان تايمز» صحيفة «جابان تايمز» اليابانية خصصت افتتاحية عددها ليوم الاثنين للتعليق على تسمية سيريل رامافوزا رئيساً لجنوب أفريقيا الأسبوع الماضي، خلفاً لجاكوب زوما، الذي اضطر للاستقالة بعد تمرد داخل قيادة حزب «المؤتمر الوطني الأفريقي»، حيث خلص أنصاره داخل «اللجنة لتنفيذية» للحزب إلى أن ساعة رحيله قد دقت، معتبرةً أن التغيير هو آخر فرصة أمام الحزب لكي يرمم صورته كحزب حاكم ناجح وذي مصداقية. رامافوزا، الذي نصِّب رئيساً للبلاد في 15 فبراير، أعلن عن «فجر جديد» في جنوب أفريقيا في خطابه حول حالة الاتحاد الذي ألقاه في اليوم التالي. خطاب كرر فيه التعهدات التي أطلقها في ديسمبر الماضي عقب انتخابه رئيساً للحزب، بـ«تنظيف جنوب أفريقيا»، في إشارة ضمنية إلى الفساد المستشري في البلاد. وتقول الصحيفة إنه يمكن رؤية بعض المؤشرات الواعدة على هذا الفجر الجديد منذ الآن، حيث تم تعيين مجلس إدارة جديد لشركة التوزيع الحكومية، والتي لطالما لاحقتها اتهامات بالفساد. كما قامت الشرطة، بعد ساعات على تنحي زوما، بمداهمة منازل عائلة غوبتا، وهم مليارديرات مولودون في الهند وحلفاء للرئيس يشتبه في تورطهم في الفساد خلال حكم زوما. وفي هذا السياق، تقول الصحيفة إن استعادة الثقة في «المؤتمر الوطني الأفريقي»، وفي جنوب أفريقيا ككل، سيمثل أحد التحديات الكبيرة التي سيواجهها رامافوزا، والتي تشمل أيضاً معالجة الانقسام الذي أصاب البلاد خلال السنوات التسع التي قضاها زوما في الحكم، إضافة إلى تفشي الفساد والتفاوت الاجتماعي، وتباطؤ النمو الاقتصادي الذي بلغ 1.4% فقط كمتوسط خلال السنوات العشر الماضية، علماً أن الاقتصادات الصاعدة، مثل جنوب أفريقيا، يفترض أن تنمو بمعدل يناهز 5% سنوياً، وكذلك ارتفاع معدل البطالة البالغ 27%. وإلى ذلك، تضيف الصحيفة، فإن زوما لطخ سمعة حزب «المؤتمر الوطني الأفريقي»، والكثير من الموالين له ما زالوا في الحزب، مذكرةً بأن رامافوزا فاز في التصويت الداخلي، في ديسمبر الماضي، بنسبة 52% فقط. «لوتون» «انتخابات الخوف»، كهذا عنونت صحيفة «لوتون» السويسرية افتتاحية عددها ليوم الأحد والتي علقت فيها على ما سمته «تردي» المشهد السياسي الإيطالي في أفق الانتخابات المقررة الشهر المقبل، معتبرةً أن حال هذا المشهد بات «يقلق الأوروبيين، الذين يخشون أن تحيد شبه الجزيرة الإيطالية عن المشروع الأوروبي»، مع الصعود المتزايد للأحزاب الشعبوية، مثل حركة «5 نجوم». وتقول الصحيفة إن أوروبا تشعر بالخوف مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية الإيطالية المقررة في 4 مارس المقبل، وهو استحقاق تقول إنه يكشف الأعطاب التي تعاني منها الديمقراطيات الأوروبية والأميركية، من قبيل كره الأحزاب والنخب السياسية، معتبرةً أنه عشية الانتخابات سيكون ثمة ربما خاسر واحد، ألا وهو المصلحة العامة. وفي هذا السياق، قالت الصحيفة إن حزب ماتيو رينزي، «الحزب الديمقراطي» الضعيف جداً، والذي لطالما كان مستعداً للتفاوض حول ائتلاف كبير محتمل على الطريقة الإيطالية مع العائد سيلفيو برلسكوني وحلفائه قبل أن يتخلى عن الفكرة، انتهى من تشظي اليسار وانتهاء تماسكه، لاسيما أن ائتلافاً كبيراً سيعني «التحالف مع الشيطان». وعلاوة على ذلك، فإن مثل هذا السيناريو لم يسبق أبداً أن وقع في إيطاليا. وإلى ذلك، تقول الصحيفة إن إيطاليا ديمقراطيةٌ توجد في وضع جد صعب اليوم، ذلك أنها لا تلقى دعماً كبيراً من الاتحاد الأوروبي بخصوص أزمة الهجرة، وتعاني من اقتصاد انكمش بنسبة 9% بين 2006 و2016، ومن دين يمثل 132% من الناتح المحلي الإجمالي، مشيرة إلى أن حركة «5 نجوم»، التي تمنحها استطلاعات الرأي 27.8%، مرشحةٌ لتصبح القوة السياسية الأولى في البلاد، لكن من دون أن تكون قادرة على الحكم بسب قانون انتخابي مصمم من أجل قطع الطريق عليها. ثم ختمت افتتاحيتها بالقول إنه إذا تمكن هذا الحزب من الفوز في استحقاق 4 مارس، فإن ذلك سيمثل خبراً سيئاً جداً لأوروباً. أما إذا فاز برلسكوني وحلفاؤه، فإن الأزمة السياسية للاقتصاد الثالث في الاتحاد الأوروبي يمكن أن تجر هذا الأخير إلى «دوامة خطيرة». إعداد: محمد وقيف