على مدار ثلاث سنوات عملت مستشاراً للهجرة، وساعدت أنا وزملائي في القيام بأمور كثيرة منها الحصول على البطاقة الخضراء والجنسية وتصاريح العمل وغيرها، لكن أهم شيء بالنسبة لعدد كبير من عملائنا كان هو استقدام أقاربهم. وكثير من العملاء كانوا قد انفصلوا منذ سنوات عن ذويهم ويشتاقون بشدة للم الشمل. ولا يمكنني إحصاء المرات التي سألني فيها عملاء عن إمكانية استقدام شخص ما من ذويهم ولا المرات التي تعين عليّ فيها الرد بالنفي. وكان العميل يسأل: أتستطيع عمتي المجيء؟ وإجابتي: لا. أتستطيع ذلك والدتي أو والدي؟ وتكون الإجابة أيضاً بالنفي. فإذا كان المرء لاجئاً أو يحمل البطاقة الخضراء، تكون الإجابة على هذه الأسئلة بالنفي. وإذا كان لاجئاً لا يمكنه أن يأتي بابن شقيقته الذي تبناه كابن ولا بابنه الراشد. وإذا كان بغير وثائق فلا يمكنه إحضار أي أحد. إن نظامنا يحرم المهاجرين من حقهم في جلب طائفة واسعة من الأقارب. وللاجئ أن يتقدم بطلب لاستقدام الزوج والأبناء القصر فقط. ولحامل البطاقة الخضراء أن يتقدم بطلب لاستقدام أبنائه الراشدين. وللمهاجرين الذين حصلوا على الجنسية، وهي عملية تستغرق خمس سنوات على الأقل، أن يطالبوا بإحضار آبائهم أو أبنائهم. وحتى إذا كان من حق أحد الأقارب الهجرة، فهناك قائمة انتظار لا نهائية. وجانب كبير من نظامنا للهجرة المتعلق بالأسر تحكمه حصص صارمة وهو نظام معقد من الأرقام والنسب قائم على العلاقة بمقدم الطلب وبلد المنشأ. ولكل فئة عدد معين من التأشيرات في كل عام. وإذا نفد هذا العدد، فعلى المرء انتظار دوره حتى العام التالي. ومن حصل على الجنسية ويريد استقدام ابن راشد، يتعين عليه حالياً الانتظار أكثر من سبع سنوات ليلتئم شمله به. وإذا تزوج هذا الابن فإنه يُدرج في فئة مختلفة وتمتد الفترة إلى 13 سنة. وإذا أراد شخص حصل على الجنسية الأميركية استقدام أحد الأشقاء، فإن الانتظار قد يمتد به نحو 14 عاماً. وإذا كان هذا الشقيق من الفلبين، فقد يمتد الانتظار 23 عاماً. فلكل بلد حصة وكثير من الفلبينيين ينتظرون دورهم. وتخيلوا أن شخصاً ما حصل على تأشيرة دخول للعمل في الولايات المتحدة. وترك هذا الشخص شقيقاً في الفلبين واعداً إياه بأن يلحقه به قريبا. ثم يصل الشخص إلى الولايات المتحدة ويكتشف أنه لا بد أن يحصل على الجنسيَّة أولاً قبل التقدم بطلب لاستقدام شقيقه. لكنه لا يحصل على الجنسية قبل خمس سنوات. ثم يتقدم بطلب استقدام شقيقه فيجد أن على شقيقه الانتظار 23 عاماً حتى يحصل على تأشيرة دخول. ولذا «ربما» يستطيع الشقيق الوصول إلى الولايات المتحدة بعد 23 عاماً من التقدم بطلب الاستقدام مع افتراض اجتياز كل الاختبارات الأمنية والطبية والمقابلة في القنصلية، إذا ظل حياً وراغباً في بدء حياة جديدة في الولايات المتحدة. ولذلك، فإنه حين يقول الرئيس دونالد ترامب إن «الهجرة المتسلسلة» تسمح «لمهاجر واحد» أن يأتي بـ«عدد غير محدود من الأقارب الأباعد»، فهذا قول غير صحيح وبعيد من الحقيقة. فنظامنا لهجرة الأسر يتعلق بالأزواج والأبناء والأمهات والأشقاء. ومصطلح «الهجرة المتسلسلة» تحقيري ويُقصد به إثارة المخاوف من طوفان بلا نهاية من كم مهمل ورث من المهاجرين، وهو مصطلح مهين للكرامة الإنسانية وخاطئ من الناحية الموضوعية أيضاً. ولنأخذ صديقي باتريس كمثال. فقد حصل باتريس على الجنسية ويسعى حالياً لاستقدام والدته من الكاميرون. إنها أرملة عجوز وليست نوعاً من المستثمر رفيع المهارات الذي يدعم الاقتصاد، لكن باتريس لم يرها منذ سنوات ويشتاق لالتئام شمله بها قبل أن تموت. لكن بموجب الخطة التي يسعى الرئيس إلى التفاوض بها مع الكونجرس، فإن والدة باتريس سيُحظر مجيئها. والأسوأ من هذا، لو نجح الرئيس في مسعاه، فلم يكن من المحتمل أصلاً أن يكون باتريس هنا لأنه جاء بموجب نظام يانصيب التنوع. ودون باتريس وأمثاله ستكون حياتي أقل ثراءً والحي الذي أسكن فيه أقل حيوية. لذا، أرجو كل من يدعم قيم الأسرة والعدل أن يرفض مصطلح «الهجرة المتسلسلة» الذي يقلل من قدر الإنسان، وأن يرفع صوته لدعم شقيقات وأشقاء مهاجرينا. إنهم يحتاجوننا الآن أكثر من أي وقت مضى. أندرو هيلي مساعد المدعي العام لولاية ماساشوستس ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»