لم تؤدِّ عمليات إطلاق النار بالجملة على الناس إلى عمل تشريعي لأن لدينا في الولايات المتحدة انقساماً بين رؤيتين أخلاقيتين شاملتين إحداهما تؤيد امتلاك السلاح والأخرى تناهض امتلاكه. والانقسام أوسع من أن يجري جسره تدريجياً بسهولة. والنظرة الأخلاقية المناهضة لامتلاك السلاح تنظر إلى علاقة أميركا بامتلاك السلاح كنوع من الجنون الأخلاقي الجماعي وعشق للعنف ومرض يؤدي إلى الموت. وكتب الليبراليون كثيراً عن ملكية السلاح بالطريقة التي كتب بها المحافظون اجتماعياً عن الإجهاض والقتل الرحيم باعتبارها ثقافة الموت وتقديم قربان للفردية الأنانية. والرؤية الأخلاقية المؤيدة لامتلاك السلاح تربط بين الأسلحة والمواطنة وتعامل الدفاع الذاتي باعتباره خيراً مدنياً أساسياً ووسيلة لإبقاء الأميركيين شعباً حراً. وترتبط الرؤية المؤيدة لامتلاك الأسلحة بالطبع بمخاوف عملية، فتأييد امتلاك الأسلحة أعلى في المناطق الريفية، التي لا يكون فيها الوصول إلى الشرطة أمراً سهلاً، لكنها صورة أخلاقية سياسية يرتبط اكتمال المواطنة فيها بالقدرة على الحماية والدفاع. وكاتب المقال يؤيد الصورة الأخلاقية المؤيدة لامتلاك السلاح. صحيح أنني لا أمتلك سلاحاً لكنني أستطيع تخيل مواقف كثيرة يجب أن يمتلك فيها مواطن مسؤول أخلاقياً سلاحاً، كما أنني أعرف تجمعات كثيرة تبدو فيها ثقافة السلاح صحية ومسؤولة وليست ثقافة تعطش إلى الدماء. لكن الولع بالمسدسات والعنف يمثل ظاهرة ثقافية أميركية حقيقية خاصة وسط الشباب المنعزلين والمهمشين، وبالنسبة لهم ولآخرين فإن الأسلحة والمواطنة ربما يتجسدان في صورة ليبرالية أنانية في عصر من الاستقطاب وعدم الثقة، فهل هناك طريقة لتبني رؤية أوسع أفقاً للأسلحة والمواطنة في عصرنا؟ وقد تتمثل الرؤية في أنه بدلاً من الجدل بشأن فرض لوائح خاصة بالتحكم في الأسلحة تطبق على جميع ملاك الأسلحة، يمكننا بحث القيود التي تفرض على الشباب ثم التخفُّف منها مع التقدم في العمر. وعلى كل حال، فالمواطنة الكاملة للبالغين لا توهب دفعة واحدة، فالحق في قيادة السيارات يسبق الحق في التصويت والحق في الترشح لمناصب معينة لا يحصل عليه المرء إلا في الثلاثينيات من العمر، وربما يجب تأخير امتلاك المواطن السلاح أيضاً. كأن يكون من حق الشخص بعد عامه الثامن عشر أن يمتلك بندقية صيد، ثم يكون من حقه امتلاك مسدس تقليدي في عامه الحادي والعشرين، ثم يكون من حقه امتلاك مسدس نصف آلي بعد عامه الخامس والعشرين ثم بندقية نصف آلية بعد بلوغه عامه الثلاثين وليس قبل ذلك، وهذا المقترح يستهدف تحديداً وباء انتشار إطلاق النار في المدارس التي يرتكبها عادة صغار السن. روس دوثات كاتب أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»