ساحة الحرب.. والخاسرون في عفرين «ديلي تليجراف» سلطت صحيفة «ديلي تليجراف» الضوء على خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام مؤتمر الأمن في ميونيخ، الذي عقد بداية الأسبوع الجاري، محذرة في افتتاحيتها عددها ليوم أمس الأول والمنشورة تحت عنوان «ساحة الحرب»، من خطر إيران وتنظيم «حزب الله» الإرهابي، وأوضحت أن نتنياهو ربما حاول إبهار الحاضرين في المؤتمر من أجل تحقيق أهداف سياسية، لكن تهديد «حزب الله»، المدعوم إيرانياً، حقيقي تماماً، لا سيما أن مليشياته تتلقى تدريباً مكثفاً عزَّزه القتال في سوريا، وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو عرض قطعة من طائرة إيرانية من دون طيار أسقطتها إسرائيل، وأضافت: «بعد اعتراض الطائرة، شنت إسرائيل غارات على أهداف إيرانية في سوريا الأسبوع الماضي، في أول مواجهة مباشرة بين الجانبين»، وذكرت أن مراقبين سياسيين يشيرون إلى أن نتنياهو ربما حاول صرف الانتباه عن اتهامات الفساد التي يواجهها في إسرائيل، لكن من المؤكد أيضاً أن طهران تشجع المنظمات الإرهابية المسلحة التي تمثل تهديداً للاستقرار في الشرق الأوسط بأسره، وعلى العالم أن يأخذ التهديد الإيراني على محمل الجد. «الإندبندنت» وصفت صحيفة «الإندبندنت» في افتتاحيتها ليوم أمس الغربَ بالعجز في مواجهة المذبحة التي ارتُكبت في مدينة الغوطة السورية، لافتة إلى أنه في حين يصعب تحديد من سينتصر في المعركة الدائرة بين الأتراك والأكراد وميليشيات النظام السوري في عفرين، يبدو من الواضح تماماً مَن الخاسر، وكما هو الحال دائماً في هذه الحرب الشرسة التي تبدو بلا نهاية في الأفق، فإن الخاسر هم السكان المدنيون الأبرياء، وأرواحهم وصحتهم وحقوقهم الإنسانية. وأضافت: «مرة أخرى يواجه العالم فظائع يبدو عاجزاً عن مواجهتها، لا سيما أن سجل التدخل على أسس استراتيجية أو إنسانية يبدو مضطرباً بالفعل في أفغانستان والعراق وليبيا، وبالطبع في سوريا أيضاً». وتابعت الصحيفة: «في نهاية المعركة، كما كانت حال كثير من المعارك الأخرى، سيكون هناك انتصار على القبور، وسيرفع طرف، لبعض الوقت، راية الانتصار فوق كومة من الركام والأطلال ويعلن تحريرها». وقالت: «مرة أخرى يجد الأكراد أنفسهم داخل النمط التاريخي ذاته، مع قليل من الأصدقاء يمكن الاعتماد عليهم، بينما هم منقسمون بين تركيا وسوريا وإيران، وتواجه مطالبهم بالاستقلال معارضة الدول الثلاث». وأضافت: «مع أن معركة عفرين لديها ملامحها الخاصة، فإنها أيضاً جزء من نموذج مألوف ومقلق، فهي ساحة لحروب بالوكالة بين قوى كبرى وتحالفات متبدلة للقوى الإقليمية، بينما يتم استغلال الانقسامات الدينية والقبلية والعرقية بلا هوادة، وفي نهاية المطاف، ما سيتبقى من أطلال قد لا يستحق ما يعانيه جميع الأطراف». وحذرت الصحيفة من خطر تحول الحروب بالوكالة إلى مواجهة مباشرة، مشيرة إلى أنه في المعاقل المتبقية للمتمردين في سوريا، يسعى النظام إلى تحقيق «انتصار حتمي»، على الأقل من الناحية النظرية، لنظام الأسد وأصدقائه في طهران وموسكو، وكما في مناطق أخرى كثيرة، الضحايا هم من المدنيين والأطفال. ولفتت إلى أن 250 مدنياً قتلوا في هجمات نفذتها الحكومة السورية على الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق خلال الأيام القليلة الماضية. وتعجبت من أن المنطقة لا تزال صامدة طوال هذه الفترة، فأياً كانت امتيازات ذلك الصمود، إلا أنه يعني معاناة 400 ألف شخص محتجزين، وسط تحذيرات من الأمم المتحدة من خروج الأمر عن السيطرة. ونقلت عن أحد الأطباء قوله: «إننا على مشارف مجزرة القرن الحادي والعشرين، وإذا كانت مجزرة التسعينيات هي سربرنيتشا، ومجزرة الثمانينيات هي صبرا وشاتيلا، فإن الغوطة الشرقية هي مذبحة القرن الحالي بأسره». «الجارديان» اعتبرت صحيفة «الجارديان» في افتتاحيتها يوم الاثنين الماضي، أن روسيا حاولت بالطبع التأثير في الانتخابات الرئاسية الأميركية، لكن الأمر الصادم هو أنهم وجدوا الأمر سهلاً، مشيرة إلى أن معظم التغطية حول التدخل الروسي في انتخابات عام 2016 ركزت على مَن فعل ذلك، وما حققه من منافع، غير أن المنطق يشي بأن ذلك لم يكن شيئاً جديداً، فجميع المراقبين يدركون أن الروس قد تدخلوا. ولفتت إلى أن التفاصيل التي انطوت عليها لائحة الاتهام التي أعدها المحقق الخاص «روبرت مولر» تكشف أعمال دعاية متقنة قامت بها مجموعة ضغط أو مؤسسة دعائية محترفة، موضحة أن هذه المنظمة هي «وكالة أبحاث الإنترنت» في مدينة سانت بطرسبيرج الروسية، التي أنفقت ميزانية بملايين الدولارات، تضمنت إرسال عميلات سريات إلى أنحاء الولايات المتحدة لجمع معلومات مخابراتية، والاتصال بناشطين سياسيين وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، ولفتت إلى أنه كانت هناك أقسام في سانت بطرسبيرج لتحليل البيانات، واختيار أفضل محركات البحث وتكنولوجيا المعلومات والرسوم البيانية، إلى جانب «محاربي الكيبورد» الذين قاموا بالهجوم على الديمقراطية الأميركية. وتزعم لائحة اتهام «مولر»، بحسب الصحيفة، أن 80 موظفاً بدوام كامل كانوا يعملون على حسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويزعمون جميعاً أنهم مواطنون أميركيون ويستخدمون تكنولوجيا تجعل حساباتهم تبدو من داخل الأراضي الأميركية، ويعملون بنظام مناوبات تراعي فروق التوقيت المختلفة في أميركا، والعطلات الرسمية هناك، ومهمتهم كانت التأثير عبر فيسبوك على رأي الناخبين الأميركيين. إعداد: وائل بدران