يواصل الإماراتيون وعلى مختلف الصعد والمستويات إحياء «عام زايد»، بينما يستذكرون محطات لا تنسى من تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة. ومن بينها يوم الخميس الـ18 من فبراير 1971 الذي مثل نقطة فارقة في مسيرة الإمارات. فقبل 50 عاماً كان وجود هذه الدولة، مجرد حلم يصعب تحقيقه، لكن حكمة وبعد نظر ورؤية قادة هذه المنطقة آنذاك جعل ما كان يراه البعض أشبه بالمستحيل، حقيقة واقعة. فمنذ اللقاء التاريخي والأخوي الذي جمع المغفور لهما، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، في عرقوب السديرة، انطلقت مسيرة الوحدة بخطى متسارعة وثابتة، وما هي إلا أشهر قليلة بعد ذلك اللقاء، حتى ولدت دولة الاتحاد التي أبهر ما حققته اليوم العالم أجمع. وإحياءً لتلك الذكرى المشرفة التي تبث مشاعر الفخر بالقيادة الإماراتية الرشيدة وتعزز الولاء والانتماء إلى الوطن، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عبر حسابه في «تويتر» إن 18 فبراير يصادف ذكرى تاريخية لبلادنا، حيث قبل 50 عاماً، وتحديداً في 18 من فبراير عام 1968، وفي خيمتين بالصحراء على مرتفع يسمى عرقوب السديرة بين دبي وأبوظبي، اجتمع الشيخ زايد والشيخ راشد، واتفقا على إقامة دولة، ودعوا بقية الإمارات للانضمام، من هناك بدأنا، من هناك اتفقنا، من هناك مشينا في مسيرتنا. كان هذا الاجتماع هو الخطوة الأولى على سلم طويل تحفه التحديات والطموحات، سارت فيه الدولة بخطى متسارعة واضعة هدف الوصول إلى القمة نصب أعينها، وانطلقت الإمارات في الطريق الصحيح نحو مصاف الدول المتقدمة، وفي الحقيقة، إن ما يدعو إلى الفخر ليس الرؤية المستنيرة في غرس بذور الدولة فقط، وإنما حصاد هذا الغرس، الذي نراه اليوم يتجسد في المكانة التي وصلت إليها الإمارات في شتى المجالات، فخطواتها تسبق دولاً بسنوات وعقود قادمة عدة، وهذا ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، قائلاً، إن بذرة الاتحاد المباركة بدأت من خيمتين في الصحراء لتشق طريقها عالياً نحو الفضاء مرتكزة على أسس راسخة من النيات الطيبة والطموحات العالية، وقال سموه: «من الصحراء بدأنا وإلى الفضاء وصلنا.. ولسعادة شعبنا ورخائه عملنا». إن الإيثار وإعلاء مصلحة الوطن هي سمة ترعرع عليها الشعب الإماراتي مستمدين جذورها من الآباء المؤسسين الذين قدموا للعالم أجمع القيادة في أبهى وأنجح صورها، ولطالما كان الهدف الأسمى هو رفعة الوطن من دون النظر إلى أي مصلحة أو غاية شخصية، وهذا ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، حيث يقول سموه: «18 فبراير يوم تاريخي في وطني الجميل.. كنت هناك.. ورأيت اجتماع النيات الطيبة مع الطموحات العالية في خيمة من دون فراش.. سمعت راشد يقول لزايد أنت الرئيس.. فكان زايد الرئيس والأب والمؤسس.. والقائد الأبدي لهذه الدولة.. لم يطلب زايد الرئاسة.. بل استدعاه التاريخ ليبني أمة ودولة». لم تكن الإنجازات المبهرة التي حققها الوالد المؤسس وليدة الصدفة، وإنما كانت نتاج ثوابت ذات بعد استراتيجي وتنموي، أرست قواعد صلبة قامت عليها الدولة، وانطلقت نحو مزيد من التقدم بفضل تضافر العمل المشترك، كان عمادها الأساسي بناء الإنسان والاستثمار فيه، واليوم نمتلك الأدلة والبراهين البينة على صواب الرؤية الاستشرافية للمغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد، حيث تسير الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بخطى متسارعة نحو تحقيق التنمية المستدامة الشاملة، وعززت تنافسيتها إقليمياً ودولياً في المجالات كافة، وانتهجت سياسة خارجية ودبلوماسية ناجعة، واستطاعت توفير أرقى سبل الحياة الكريمة ومظاهر الرفاهية لكل من يعيش على أرضها. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية