هل آن الأوان لنقش أسماء التلاميذ من ضحايا عمليات القتل الجماعي على الرخام أو الجرانيت؟ ربما ينبغي وضع بعض البرونز أيضاً! فعلينا جميعاً أن نتذكر أولئك الأميركيين الذين قُتلوا في المدارس، والطلاب الذين ذُبحوا بينما كانوا يسلكون إلى العلم سبيلاً، والمعلمين والمديرين الذين ارتقت أرواحهم وهم يحاولون أداء واحدة من أهم الوظائف في البلاد. لذا، فإن إقامة نصب تذكاري لهم عند أحد مراكز التسوق، بجوار الكونجرس في مكان شهد كثيراً من التضحيات الأخرى في عاصمة بلادنا، سيكون أمراً ملائماً. وفي الأيام التي تلت مقتل 17 طفلاً في مدرسة ثانوية بمدينة باركلاند بولاية فلوريدا، أضحى الطلاب يتحدثون صراحة، فهم غاضبون وخائفون، وتم التخطيط لإقامة صلوات في المساء على أضواء الشموع ومسيرات ومظاهرات مدرسية. وقد انتشر مقطع فيديو لخطاب «إيما جونزاليز» طالبة المدرسة الثانوية «مارجوري ستونمان دوغلاس»، والناجية من حادث إطلاق النار، تقول فيه: «إننا نحن الأطفال الذين ستقرؤون أسماءهم في الكتب المدرسية، ليس لأننا سنكون ضمن الإحصاءات الأخرى في حوادث إطلاق النار الجماعية في أميركا، لكن لأننا سنكون الإحصاء الأخير». وسأكون إلى جانب «إيما» عند مركز التسوق عندما يخرج الطلاب في مسيرة بواشنطن في الرابع والعشرين من مارس المقبل، لكن ستكون هناك طريقة أخرى إضافة إلى نقش أسماء الضحايا، ألا وهي: وصم المشرعين الذين لا يحركون ساكناً ممن يهيمن عليهم «الاتحاد القومي للأسلحة»، بهدف دفعهم إلى اتخاذ إجراء فيما يتعلق بتشريعات الأسلحة، وهي فكرة أرسلها إلينا أحد القراء. وسيكون ذلك النصب هيكلاً دائماً يشكل جزءاً من كل جولة حول واشنطن، يحمل خلفية تشمل ملايين من صور السياح، وتوضح أحجاره مدى تلك المأساة الوطنية. ومع أن تلك الفاجعة تختلف عن ضحايا حرب فيتنام الذين بلغ عددهم 58 ألفاً، أو ضحايا الجيش الأميركي في الحرب العالمية الثانية، الذين ناهزت أعدادهم 416 ألفاً، لكن تلك المأساة التي يفاقمها ولعنا بالأسلحة النارية تدعونا إلى اليقظة، فأكثر من 30 ألف شخص ينتحرون ويُقتلون سنوياً في حوادث بأسلحة نارية. بيتولا دفوراك* *كاتبة أميركية يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»