خلافاً لسباقات مجلس «الشيوخ» الأميركي في هذا العام، والتي يتم خوضها أساساً في الولايات المؤيدة لترامب، فإن العديد من المعارك الانتخابية الأكثر تنافساً في مجلس النواب تكون من أجل المقاعد التي يسيطر عليها «الجمهوريون» في أماكن هي الأكثر ميلاً إلى «الديمقراطيين». وهذا يعزز احتمالات فوز «الديمقراطيين» بالسيطرة على مجلس النواب، ويمثل معضلة لـ«الجمهوريين» الذين يشغلون المقاعد حالياً: فهل هم على مسافة من الرئيس دونالد ترامب، أم أنهم يواصلون مسيرتهم معه في الكونجرس؟ ولكن لا تنظروا إلى أي انشقاقات «جمهورية» جماعية، حتى وإنْ كان التحقيق بشأن أي علاقات لترامب بروسيا يتصاعد. عادة ما تكون الانتخابات المحلية حول كثافة الناخبين. وفي العشرات من السباقات التي حدثت خلال العام الماضي، منذ انتخاب ترامب، كانت الطاقة مع «الديمقراطيين»، وفي الآونة الأخيرة، فاز «ديمقراطي» بسبع نقاط في ولاية مؤيدة لترامب ومؤيدة لـ«الجمهوريين» في انتخابات خاصة بمقاطعة «ساراسوتا» بولاية فلوريدا. والأمل بالنسبة للعشرات من أعضاء الكونجرس «الجمهوريين» المحاصرين هو أن تنشط قاعدتهم بحلول شهر نوفمبر. ولا يزال هؤلاء الناخبون يؤيدون ترامب بقوة، في حين أن الدوائر الانتخابية العامة، وعلى الرغم من بعض التحسن الذي طرأ مؤخراً على موقف الرئيس، هي أقل من ذلك بكثير. وإذا هرب المرشحون «الجمهوريون» في المقاطعات والولايات الزرقاء (الديمقراطية) من ترامب، فإن جزءاً من قاعدة الحزب «الجمهوري» سيبقى؛ وإذا التفوا حوله، فإنهم يخاطرون بتنشيط «الديمقراطيين» وإبعاد المستقلين، إنه ليس خياراً سهلاً. كما أن إلقاء نظرة على المقاعد التي يسيطر عليها «الجمهوريون»، والتي تعد أهدافاً رئيسية لـ«الديمقراطيين» – يوجد نصفها في ولايات أو مقاطعات صوتت لصالح هيلاري كلينتون – يظهر صعوبة الوضع؛ حتى معظم هؤلاء الذين يختلفون مع ترامب يفعلون ذلك بشكل انتقائي. وكما هو متوقع، هناك عدد من أعضاء الحزب «الجمهوري» الحاليين في مجلس النواب من ولايات نيوجيرسي ونيويورك وكاليفورنيا صوتوا ضد مشروع قانون خفض الضرائب، ما عرضه للهجوم في تلك الولايات من خلال إلغاء الخصم الضريبي الفيدرالي بالنسبة للضرائب المحلية والضرائب على مستوى الولاية. وفيما يتعلق بالهجرة، هناك العشرات من «الجمهوريين» في مجلس النواب ممن يعارضون موقف ترامب المتشدد، وينضمون إلى «ويل هارد» من تكساس و«جيف دنهام» من كاليفورنيا، والاثنان من أكثر أعضاء الكونجرس المعرضين للخطر. أما «جون فاسو»، عضو مجلس النواب عن مقاطعة نيويورك الشمالية والتي ذهبت أصواتها لترامب على الرغم من ذهابها لباراك أوباما قبل ذلك بأربع سنوات، فقد عارض الرئيس بشأن مشروع قانون الضرائب والهجرة. وفي الآونة الأخيرة، كتب «مايك كوفمان» (جمهوري -كولورادو)، والذي يواجه أقوى منافسيه في مقاطعة كانت تؤيد كلينتون، على تويتر قائلاً «لا لإغلاق الحكومة، ولا للعروض العسكرية»، وحذر الرئيس لكي يتخلى عن خططه بشأن تنظيم عرض عسكري باهظ التكاليف وألا يغلق الحكومة. كما نادى كوفمان باستقالة وزير شؤون المحاربين القدامى «ديفيد شولكين»، الذي اتهم باستخدام أموال دافعي الضرائب لنفقاته الشخصية. لقد كان الخلاف مع ترامب بشأن إغلاق محتمل للحكومة بمثابة هدية لـ«باربارا كومستوك» النائبة «الجمهورية»، التي تمثل مقاطعة فيرجينيا الشمالية. فقد استمتعت بمناقشة لذيذة معه في البيت الأبيض حول هذه المسألة. وقامت بتحذيره، ورد عليها. وإذا لم تكن «كومستوك» سياسية داهية لأصبحت في عداد المفصولين؛ لقد خسر ترامب في هذه المقاطعة بواقع 10 نقاط، وتضاءلت شعبيته بشكل أكبر اليوم. ألبرت أر. هانت* *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»