تولي دولة الإمارات العربية المتحدة تمكين القيادات الشابة اهتماماً استثنائياً، وتحرص على توفير البرامج التدريبية والتأهيلية التي تسهم في الارتقاء بقدراتهم، حتى يكونوا قادرين على تحمل المسؤولية في مختلف مواقع العمل الوطني، والمشاركة بفاعلية في ترجمة طموحات الإمارات المستقبلية، وتعزيز مكانتها على خريطة الدول المتقدمة. وهذا ما عبر عنه بوضوح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، خلال لقاء أعضاء برنامج تطوير قيادات «أدنوك» الشابة مؤخراً، حيث أكد سموه: «أن مواردنا البشرية الوطنية هي أغلى ثروة نملكها، وأن دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ماضية في تأهيل وتدريب وتمكين القيادات المستقبلية الشابة لتمتلك زمام المبادرة وتقود دفة المسيرة نحو المستقبل». تقدم دولة الإمارات العربية المتحدة تجربة ثرية في تمكين القيادات الشابة، باتت مصدر إلهام للكثير من دول المنطقة والعالم، تنطلق من الإيمان بقدرات الشباب والثقة بطموحهم والعمل على تعزيز مشاركتهم في مختلف مواقع العمل الوطني، وتراهن بكل ثقة عليهم في تحمل المسؤولية، سواء في تولي بعض المناصب الوزارية المهمة، أو في إدارة العديد من المؤسسات الوطنية بكل كفاءة واقتدار، لأنها تدرك أن الشباب طاقة كبيرة وخلاّقة، وأن العمل على تأهيلهم وتمكينهم هو أفضل استثمار في المستقبل، ولأجل هذا أطلقت الإمارات العديد من المبادرات المهمة الرامية إلى تمكين القيادات الشابة، لعل أبرزها: «برنامج شباب الإمارات» الذي يستهدف بناء وإعداد قيادات وطنية شابة لقيادة مستقبل الإمارات في مختلف المجالات، وفق رؤية مستقبلية طموحة، لا تركز على الجوانب المتعلقة بالمهارات الإدارية والخبرات القيادية التي تتطلبها حكومة المستقبل فقط، وإنما على العمل على تنمية مهارات الإبداع والابتكار لديهم أيضاً، وتمكينهم من العمل على مواجهة التحديات المختلفة وتطوير الحلول القائمة على التخيل لاستشراف المستقبل، والمساهمة بفاعلية في صناعة التغيير الإيجابي في المجتمع. وبرنامج «القيادات المؤثرة»، الذي أطلقه مركز محمد بن راشد لإعداد القادة مؤخراً، وهو برنامج تطويري وتطبيقي يمتد على مدار عام كامل، ويهدف إلى تدريب نخبة من الكوادر القيادية الشابة في الإمارات لاكتساب كفاءات قيادية رئيسية في مجالات ومهارات متعددة، كالتفكير الريادي والاستشراف الاستراتيجي وتعزيز قيم الالتزام والشغف والإبداع، لتحقيق المستهدفات الوطنية لمئوية الإمارات، كي تكون في مصاف الدول الأكثر تقدماً في العالم بحلول عام 2071. وفي الوقت ذاته، فإن الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي 2030 تعمل على إعداد أجيال المستقبل، وفق أفضل المستويات العلمية والمهنية، وبما يضمن الاستمرارية، وتأمين مستقبل سعيد، وحياة أفضل للأجيال القادمة، وتعزيز مكانة الدولة بين أفضل دول العالم. إن الاستثمار في تمكين القيادات الشابة المواطنة يأتي في مقدمة أولويات القيادة الرشيدة، لأنها تؤمن بأن إعداد القيادات الشابة في مختلف المجالات أمر مهم وضروري ليس لمواكبة مسيرة التنمية والتطور التي تشهدها الدولة في المجالات كافة فقط، وإنما لتعزيز ريادة الإمارات على الصعيدين الإقليمي والدولي خلال السنوات المقبلة أيضاً، فوجود قيادات شابة مؤهلة تمتلك القدرة على تحمل المسؤولية وطرح المبادرات المبدعة في مختلف المجالات من شأنه مواكبة طموح الإمارات، والانتقال بكل ثقة إلى مرحلة ما بعد عصر النفط التي تسعى فيها الدولة إلى بناء اقتصاد مستدام قائم على العلم والمعرفة تقوده كفاءات مواطنة، ولعل ما يدعو إلى الثقة والطمأنينة، أن الإمارات كما يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، محظوظة بأبنائها المخلصين الذين يسخرون إبداعاتهم وأفكارهم وجهودهم في سبيل الارتقاء باسم وطنهم عالياً. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية