رائع هو فيلم «بلاك بانثر» (النمر الأسود) الذي أنتجته شركة مارفيل في الآونة الأخيرة. وفي ليلة العرض الافتتاحي الذي بيعت كل تذاكره صفق الجمهور الشاب للغاية والمبتهج بشدة أثناء الفيلم الذي من المقرر أن يكسر كل الأرقام القياسية في مبيعات التذاكر. لكن سواء كان الفيلم جيداً أو سيئاً –من حسن الحظ أنه جيد للغاية- فإن «بلاك بانثر» يمثل انتصاراً. والفيلم الذي يظهر فيه بطل خارق أسود وفريق شبه كامل من السود يعد نجاحاً كبيراً في عام امتلأ بالفعل بالانتصارات لتمثيل الملونين في الفن والإعلام والحياة العامة. إنه عام الاحتفاء بالملونين، من الفيلم الذي يقوم ببطولته ممثلون أفارقة الأصل وتدور أحداثه في نيجيريا إلى تشكيل لأعضاء الكونجرس هو الأكثر تنوعاً عرقياً في التاريخ، وهذا التقدم يستحق احتفاء كبيراً للغاية بصرف النظر عما يعتقده المنتقدون. فقد رأى كثيرون، من البيض بخاصة، في النتيجة غير المتوقعة لانتخابات عام 2016 علامة على أن الهوية شقت طريقها باعتبارها قوة في أميركا. وهؤلاء يعتقدون أن «الديمقراطيين» ركزوا على العرق لكنهم فشلوا في الفوز بالرئاسة. ويتساءل هؤلاء: أليس الالتفات للعرق مباراة خاسرة؟ أليس من المثير للسخرية أن نجعل خطبة الممثلة مختلطة الأعراق «ميجان ماركل» للأمير هاري قضية عرقية؟ أليس الحماس لفيلم يتمركز حول أفريقيا مبالغاً فيه؟ لكن هذه تمثل انتصارات للأشخاص المشاركين في صناعتها وللمجتمع ككل وتستحق الاحتفاء بها. ورغم ذلك، وبسبب المناخ المنقسم عرقياً بشكل متزايد، فإن تمثيل الملونين في مساحات أوسع أمر مهم. ولا يمكن التقليل من شأن هذا لأن الخيال يشكل المعتقدات والمعتقدات تشكل الأفعال. والطريقة التي يجري بها تشجيعنا على تصور أنفسنا تشكل ما نعتقد أن بوسعنا أن نصبح عليه. فمن المؤثر أن أصبح من الأسهل على فتاة صغيرة سوداء أن تتخيل نفسها الآن أميرة. ومن المؤثر أن يصبح لدى شاب أسود فرصة لأن يتخيل نفسه ملكاً أو بطلاً خارقاً، وليس مجرد شرير أو مجرم. وتاريخياً، كان البيض هم معظم الرؤساء وكبار المديرين التنفيذيين وأبطال الأفلام وأبطال الرياضة والمخرجين السينمائيين، لكن أن يرى الآخرون منا أنفسهم في مثل هذه الأدوار للمرة الأولى يمثل صدمة وبهجة وإلهاماً. كريستين إمبا: كاتبة أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»