استمرار المأساة السورية.. وتضاؤل فرص عملية السلام الإسرائيلية- الفلسطينية لا كروا صحيفة «لاكروا» أفردت افتتاحية عددها ليوم الأربعاء للتعليق على استمرار الحرب الأهلية السورية، ومعها مأساة ملايين اللاجئين والنازحين السوريين. فقريبا، تدخل الحرب في سوريا عامها السابع، تقول الصحيفة. حرب يبدو أنها غير مستعدة للانتهاء. ذلك أن نظام بشار الأسد يريد إعادة السيطرة على المناطق التي تنفلت منه، والبلاد باتت ساحة تعج بما لا يعد ولا يحصى من المليشيات، والقوى الإقليمية مستمرة في التدخل في البلاد، والأمم المتحدة، والبلدان القوية والمؤثرة، تبدو غير قادرة على الاتفاق على تحديد مصلحة مشتركة، تكون أولا وقبل كل شيء مصلحة الشعب السوري. وفي الأثناء، تتفاقم ظروف العيش المأساوية للسوريين، حيث تشير الصحيفة نقلا عن الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 13 مليون شخص، نصفهم تقريبا من الأطفال، في حاجة إلى مساعدات إنسانية. وفي الغوطة الشرقية، وهي منطقة محاصرة من قبل قوات النظام تقع شرق العاصمة، أزهقت خمسةُ أيام من الغارات الجوية مؤخرا أرواح أكثر من 250 قتيلا، في ارتفاع غير مسبوق للعنف لم تشهد المنطقة نظيرا له منذ عدة سنوات. وما زال 400 ألف نسمة يعيشون فيها على الرغم من ندرة الغذاء والدواء. وحسب الصحيفة، فإن المسؤولين عن هذا الوضع المأساوي هم أولئك الذين يمتلكون القوة العسكرية على الميدان، وخاصة روسيا وإيران، اللذين يدعمان نظام بشار الأسد. صحيح أن الكريملن يحاول منذ عدة أشهر خلق عملية لخفض التوتر، ولكن جهوده في هذا الاتجاه لم تحقق تقدما حتى الآن. ثم ختمت افتتاحيتها بالقول: إن على الكريملن أن يعترف بهذا الواقع ويفتح دائرة المفاوضات، كما عليه أن يضغط على دمشق من أجل خفض مستوى العنف ووقف اللجوء إلى استخدام الغازات السامة مثل الكلور. و«حينها، سيكون للمفاوضات فرصة للوصول إلى توافق بشأن عملية انتقال سياسي». ليبيراسيون في مقال تحليلي بعدد الثلاثاء من صحيفة «ليبيراسيون»، كتب الصحافي غيوم جندروم حول تضاؤل فرص السلام في الشرق الأوسط أكثر في ظل التصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي دونالد ترامب. واستهل مقاله بالقول إن الجميع يعلم بشأن تعثر انطلاق «الصفقة الكبرى» أو «الاتفاق الكبير» الذي كان يعتزم الرئيس الأميركي دونالد ترامب رعايته بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وذلك منذ اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل، حيث بات الفلسطينيون يرفضون أي مشاركة في مفاوضات تُعقد تحت رعاية الولايات المتحدة، في وقت تحاول فيه هذه الأخيرة إقناعهم بالعودة إلى طاولة المفاوضات عبر التلويح بقطع مساعداتها الإنسانية. ولكن يوم الأحد، يبدو أن ترامب نفسه بات يستبعد نجاح العملية برمتها، يقول الكاتب، حيث قال ترامب في تصريح لصحيفة «إسرائيل حايوم»: «في الوقت الراهن، سأقول إن الفلسطينيين لا يسعون إلى تحقيق السلام. كما أنني غير واثق تماما من أن إسرائيل تريده أيضا»، هذا في وقت يهمس فيه بأن الخطة التي وضعها مبعوثوه يفترض أن يتم الكشف عنها في غضون شهرين. أما الجديد الآخر، حسب الكاتب دائما، فهو أن الرئيس الأميركي يعتبر أن المستوطنات في الضفة الغربية «تزيد من تعقيد المهمة» وأن «على (إسرائيل) أن تتصرف بحذر بخصوص هذا الموضوع». ولكن على الرغم من هذه التصريحات، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أعلن يوم الاثنين أنه بدأ في التفاوض حول تطبيق «السيادة الإسرائيلية» في المستوطنات – بعبارة أخرى، ضم جزئي للأراضي المحتلة – مع الأميركيين، وهو موضوع جعلت منه قاعدةُ حزب الليكود أولوية لها. بل إن المكتب المركزي للحزب كان قد ذهب، في أواخر ديسمبر الماضي، في غضون الاعتراف الأميركي بالقدس، إلى حد التصويت بالإجماع على أن يكون هذا الإجراء مطلبا رئيسيا في الحملات الانتخابية المقبلة. وفي هذا السياق، نقل الكاتب عن الصحافي الإسرائيلي المعروف باراك رافيد قوله إن نتانياهو يحاول احتواء حماس وفوران حزبه بخصوص هذا الموضوع منذ أسابيع. ونُقل عن نتانياهو قوله في هذا الإطار إنه من الأفضل انتظار فشل مخطط ترامب أولا قبل إدخال مثل هذا القانون إلى الكنيسيت. ويقول جندرون إن نتانياهو ربما اعتقد أن ذلك سيؤدي إلى تهدئة ائتلافه الحكومي. «ولكنه لم يكن يتوقع بكل تأكيد تصحيحا بمثل هذه الطريقة القوية من واشنطن، التي نشرت بيانا أكد أن هذه المفاوضات لم تحدث أبدا». لوموند تحت عنوان «الفضاء لا ينبغي أن يكون فوضى»، اعتبرت صحيفة «لوموند» ضمن افتتاحية عددها ليوم الأربعاء الماضي أن عملية الإطلاق الناجحة لصاروخ من قبل شركة «سبياس إكس» وانسحاب الولايات المتحدة المعلن من تمويل المحطة الفضائية الدولية يمثّلان بداية عهد جديد «ويطرح أسئلة قانونية مهمة، مشددةً على ضرورة تكثيف التعاون والتنسيق الدوليين من أجل تنظيم غزو الفضاء وتقنينه. الصحيفة قالت إن «خصخصة غزو الفضاء» تتسارع. ففي 2 فبراير، نجحت شركة «سبايس إكس»، التي يملكها الملياردير إيلون مَسك، في إرسال سيارة «تيسلا» إلى ما وراء مدار المريخ على متن صاروخه «فالكون هيفي»، الذي يُعتبر الأقوى من نوعه في العالم. وفي 11 فبراير، كشفت صحيفة«واشنطن بوست»أن الولايات المتحدة تبحث إمكانية إنهاء مساهمتها المالية في المحطة الفضائية الدولية بحلول 2014 ونقل استغلالها لشركات خاصة. وفي الأثناء، تعمل شركة «بلو أوريجن»، التي أنشأها مؤسس شركة «أمازون»، جيف بيزوس، على تحسين صاروخ «نيو غلن»، القادر على نقل حمولات ثقيلة إلى الفضاء. وفي ظرف بضع سنوات، تقول الصحيفة، ظهر ما بات يصطلح عليه اليوم «الفضاء الجديد»، والمقصود بذلك أولئك اللاعبون الجدد في مجال غزو الفضاء، الذي كان منذ نشأته حكراً على الحكومات التي كانت منخرطة في منافسة محتدمة في ما بينها من أجل إظهار تفوقها التكنولوجي. ولكن اليوم، تضيف الصحيفة، أخذت الضغوط المالية التي تواجهها الدول تدفعها لتشجيع الشركات الخاصة على تسلم المشعل ومواصلة المسيرة، حتى وإنْ كانت هذه الشركات ماتزال مدعومة إلى حد كبير من قبل الصناديق العمومية. وإلى ذلك، تقول الصحيفة إن حركة الخصخصة الحالية تثير عدة أسئلة، ومن ذلك أن تضاعف عمليات الإطلاق في الفضاء سيتسبب في كتلة من الخردة في الفضاء التي يمكن أن تتحول إلى تلوث لا يمكن حله. وعلاوة على ذلك، فإن هذه الشركات الخاصة تحرّكها مصالح تجارية خاصة، لا تنسجم بالضرورة مع قانون حماية الكواكب الذي يفترض أن يحافظ على الأنشطة العلمية التي ليست مربحة دائما. لتخلص إلى أنه من المهم الاتفاق حول قواعد جديدة حتى يظل الفضاء ملكا جماعيا للعالم. إعداد: محمد وقيف