مع عدم رغبته في الاعتراف بدرجة التدخل الروسي في انتخابات 2016 (وبالتالي تشويه «فوزه» نتيجة لذلك، جزئياً، بسبب تدخل قوة أجنبية معادية)، نحى الرئيس دونالد ترامب جانباً تحذيرات عديدة من الكونجرس وخبراء خارجيين وحتى مستشاريه لتعزيز دفاعاتنا ضد التدخل في المستقبل. وفي يوم الثلاثاء الماضي، كان مدير الاستخبارات الوطنية «دانييل كوتس» هو آخر من أدلى بشهادته بشأن تهديد روسيا لديمقراطيتنا وعدم جاهزيتنا. وجاء في صحيفة «واشنطن بوست»: «مَثُلَ مدير الاستخبارات الوطنية دانييل كوتس أمام لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، حيث قال إن روسيا ستواصل استخدام الدعاية، واستخدام أشخاص مزيفين ووسائل التواصل الاجتماعي لتقويض الانتخابات القادمة». ولا ينبغي أن يساورنا الشك في أن روسيا تدرك أن «جهودها السابقة لعرقلة الحملة الرئاسية عام 2016)، تُعد نجاحاً وهي ترى انتخابات التجديد النصفي لعام 2018 كفرصة أخرى للقيام بهجوم، بحسب ما قال «كوتس» في شهادته أمام جلسة الاستماع التي عقدتها اللجنة حول التهديدات السنوية العالمية. «وقد ردد تقييمه جميع رؤساء وكالات الاستخبارات الخمسة الآخرين الذين حضروا جلسة الاستماع، بمن فيهم مدير وكالة الاستخبارات المركزية «مايك بومبيو»، الذي ذكر علانية قبل أسبوعين أن لديه توقعات «بأن تحاول روسيا التأثير على الانتخابات القادمة». وألقى السيناتور «مارك وارنر»، «الديمقراطي» البارز في لجنة الاستخبارات، باللوم على الرئيس. وقال: «يواصل الرئيس بشكل لا يصدق إنكار التهديد الذي تشكله روسيا، فهو لم يشدد العقوبات عليها عندما كانت لديه الفرصة للقيام بذلك. ولم يعبر عن أي قلق في تغريداته. إن هذا التهديد يتطلب استجابة من الحكومة برمتها، وهذا يحتاج لأن يبدأ بالقيادة». وقبل ذلك، قال وزير الخارجية «ريكس تيلرسون»: «لا أعرف أنني سأقول إننا مستعدون بشكل أفضل، لأن الروس سيتكيفون أيضاً»، ولكن بما أننا لم نتخذ خطوات جادة لحماية النظام الانتخابي، فلا حاجة لروسيا بأن تتكبد عناء التكيف. وفي الشهر الماضي، وعد مدير الاستخبارات «مايك بروميو» في برنامج (واجه الأمة) الذي يعرض على شاشة (سي بي إس) بأن «نعمل بجد للحماية من التدخل. لذا فإننا سنعمل ضد الروس أو غيرهم ممن يهددون هذه النتيجة». نعتقد أننا إذا اتخذنا خطوات، سيعرف مسؤولو الانتخابات المحلية ذلك، وكذلك أعضاء الكونجرس. وقد ذكر لي «ماكس بيرجمان»، رئيس مشروع موسكو في مركز التقدم الأميركي «لقد هوجمت ديمقراطيتنا في 2016، وأبلغنا مجتمع الاستخبارات بالإجماع بأن الروس يخططون للقيام بذلك مرة أخرى في انتخابات 2018. ورغم ذلك كان رد ترامب والكونجرس الجمهوري هو اللامبالاة». وأضاف: «لقد كانت هناك اجتماعات مجلس وزراء بشأن التدخل الروسي، ولم تُكلف أي لجنة بالرد، وليس هناك تشريع لتأمين الانتخابات. وقد وثقت تقارير أخرى مدى التحدي وقدمنا مجموعة من التوصيات. وحذر مشروع مشترك من جماعة «ستاند أب أيدياز» (Stand Up Ideas) و«بروتيكت ديموكراسي» (Protect Democracy) من أن «ديمقراطيتنا في خطر، وضمان سلامة انتخاباتنا وضمان ثقة الشعب الأميركي في نظامنا الانتخابي في غاية الأهمية لإصلاح نظامنا السياسي». وأوصى التقرير بأن تعمل الإدارة على منع الهجمات السيبرانية وتقديم «مساعدة فنية للحملات والأحزاب، لتعزيز الأمن ومنع القرصنة». جنيفر روبين* *كاتبة أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»