تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة إلى تأصيل مفاهيم السعادة كقيمة أساسية من قيم الحياة التي لا يتم التنازل عنها، لا بل تأكيد ممارستها ضمن منظومة قيمية وإنسانية ومؤسساتية عالمية، تسهم في تحقيق أهداف الدولة في نشر الإيجابية والسلام والأمن والشعور بالطمأنينة، وذلك عبر نشر العديد من البرامج والمبادرات، التي تعمل وفقاً لمؤشرات عملية وأدوات قياس دقيقة، أوصلت الشعب الإماراتي لأن يكون من أسعد شعوب العالم، انطلاقاً من توجيهات القيادة الرشيدة، التي تجعل من السعادة ممارسة يومية للأفراد والمجتمعات، وتوجهاً عاماً للمؤسسات الحكومية والاتحادية في الدولة. وجاء إطلاق «التحالف العالمي للسعادة»، الذي شهده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عقب الزخم الذي حققه الحوار العالمي للسعادة، الذي أقيم عشية انعقاد «القمة العالمية للحكومات» 2018، حيث يضم التحالف وزراء من ست دول هي دولة الإمارات، والبرتغال، وكوستاريكا، والمكسيك، وكازاخستان، وسلوفينيا، ويأتي في سياق مواصلة دولة الإمارات العربية المتحدة جهودها لتحقيق كل أسباب السعادة ومحفزاتها للأفراد والمجتمعات، نظراً إلى حاجة العالم إلى صيغة جديدة من التحالفات التي تحقق الخير والسعادة للإنسان. ولأن دولة الإمارات العربية المتحدة تؤمن أن السعادة نهج راسخ وشمولي في التنمية المستدامة، فإنها تعمل على الدوام، ومن خلال خططها وسياساتها، على خلق مناخ إيجابي للمواطنين والمقيمين على حد سواء، يتم الاستفادة من خلاله من أقصى طاقاتهم، انطلاقاً من أن الاستثمار في الإنسان هو الوسيلة الأنجع في إحداث فرق حقيقي في جودة حياة المجتمعات، ليأتي إطلاق «التحالف العالمي للسعادة»، كمبادرة تؤكد ريادة الدولة في مأسسة السعادة، وتطوير نماذج وآليات عمل حكومية تتبنى تحقيق السعادة كهدف سامٍ وغاية مثلى في تحقيق تقدم الشعوب وازدهارها. إن إطلاق «التحالف العالمي للسعادة»، يعبر عن النهج الذي يجب على الحكومات ممارسته في الاستثمار بالإنسان وسعادته، وتحقيق مستقبل أفضل لتطلعاته وآماله، فالاستثمار في السعادة كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، هو استثمار في الأمن والسلام والتعايش بين شعوب الأرض، وهو مقياس لكفاءة أداء الحكومات، وركيزة مهمة لتقييم سياساتها وبرامجها، لكون السعادة وسيلة لتحقيق تطلعات الشعوب في إقامة مستقبل أفضل، باعتبارها خياراً استراتيجياً، تتشارك فيه المؤسسات كافة في صناعة السعادة، بشكل تكاملي، يضم المواطنين والشركاء من الفئات كافة. لقد جاء إطلاق «التحالف العالمي للسعادة» انطلاقاً من الرؤية التي تقوم عليها دولة الإمارات العربية المتحدة في تعميم الخير والسعادة والإيجابية على الجميع، وليكون منصة لتبادل الخبرات، يتم من خلاله إقرار برامج وآليات عمل تحقق السعادة للناس وترتقي بجودة حياتهم، لتكون انطلاقته مواكبة لاحتفاء دولة الإمارات بمئوية زايد في هذا العام 2018، كفرصة لبناء كل مقومات السعادة وتعزيزها، استلهاماً لقيم الحكمة وبناء الإنسان، التي نادى بها الأب المؤسس، المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في تحقيق السعادة والارتقاء بكل مقومات الحياة الفضلى للمجتمعات. إن الإعلان المشترك للتحالف العالمي للسعادة، جاء من أجل المساهمة في تعزيز الحوار العالمي حول السعادة بشكل فعّال، ونشر المعرفة وتبادل المعلومات والأفكار والخبرات التي من شأنها مساعدة الدول الأعضاء في الارتقاء بالسياسات والبرامج والآليات الرامية إلى تحقيق السعادة المستدامة للأفراد والمجتمعات، بمبادرة تعدّ الأولى من نوعها في العالم، ليعبر ذلك عن مساهمة دولة الإمارات العربية المتحدة في قيادة التغيير العالمي الإيجابي للعمل الحكومي، وإرساء نهج جديد للتعاون الدولي، الذي يتطلب إيجاد آليات تدعم الجهود المبذولة لجعل العالم مكاناً أفضل للعيش. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية