«الرجال هم من يؤسسون المصانع، الرجال هم من يخلقون السعادة، الرجال هم من يصنعون حاضرهم ومستقبلهم»، بتلك المقولة الخالدة للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة وباني نهضتها وحضارتها، بدأت فعاليات: منتدى القادة – في أسبوع «التعليم التقني والابتكار»، الذي دشنه «مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني» قبل أيام وبحضور نخبة من صانعي القرار والباحثين والمتخصصين والمدربين والطلبة في مجال التعليم والتدريب التقني والمهني من داخل الدولة وخارجها. ولقد أثبت المنتدى أن الإمارات قد استطاعت وضع بصمتها والبرهنة على تميزها في قيادة مجال التدريب والتعليم التقني والمهني ليس على المستوى العربي فقط، بل على المستوى العالمي أيضاً بما تملكه من رؤية استراتيجية ثاقبة وبنية تحتية عصرية وبيئة تعليم وتدريب تقني ومهني رائدة، مما نتج عن تلك المعادلة، التي يصعب تحقيقها في أي دولة إقليمية أخرى، مخرجات رفيعة المستوى من الطلبة في حقل التعليم والتدريب التقني والمهني. وكان من الجلي بمكان ملاحظة تلك المخرجات من خلال طلبة مدارس الثانوية الفنية الذين تولوا كافة الجوانب التنظيمية للحدث باحترافية كبيرة. أضف إلى ذلك استعراض مواطنتين من طالبات التعليم والتدريب التقني والمهني تجربتهما أثناء الدراسة وما بعدها. وإحدى المواطنتين من أصحاب الهمم، والتي لم تمنعها إعاقتها الحركية من التميز في الدراسة والمشاركة في رياضات أصحاب الهمم ورفع علم الدولة والحصول على 38 ميدالية عالمية. والنموذج الثاني لمواطنة تميزت في مجال التمريض. وقد أثبت هؤلاء المواطنون أنهم «النوعية» التي تحتاجها الدولة، تأكيداً لمقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي قال: «ليس أمامنا خيار إلا الاعتماد على النوعية، وسلاحنا الحقيقي هو العلم، ونريد أن ننافس بكم دول العالم، فطموحنا أن ننافس دول العالم المتقدمة التي حققت نجاحات في التنمية البشرية والتعليم والاقتصاد». وقد رسمت تلك المقولة إطار عمل واضح المعالم لمركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني وكافة مؤسسات التعليم المنضوية تحت مظلته، لإرساء بيئة تعليم وتدريب مثالية أصبح الخريجون فيها محط أنظار واهتمام العديد من جهات العمل الحكومية وشبه الحكومية الاتحادية منها والمحلية والخاصة. ومما لفت نظري أثناء المنتدى أيضاً مستوى المشاركة العلمية من أوروبا وأستراليا ودولة الإمارات العربية المتحدة، الأمر الذي أضاف الكثير من المعلومات للحضور وأثرى النقاش. ومن تلك التجارب كانت أستراليا والتي عرض المتحدث منها معلومات وأرقاماً مهمة ومقارنات معيارية بين دولته ودول أخرى مثل بريطانيا وألمانيا. وهناك أيضاً المتحدث من أسكتلندا، والذي تحدث عن العديد من القضايا المرتبطة بالمؤهلات المهنية والتدريب والتعليم المهني والتقني في الدول المصدرة للعمالة والدول المستقبلة لها. أضف إلى ذلك المتحدثين الذي مثلوا الاتحاد الأوروبي وبعض الجهات في الإمارات، وكان الهدف الرئيس هو عرض التجارب العالمية في مجال التدريب والتعليم التقني والمهني بجانب استعراض مسيرة وإنجازات الإمارات في هذا الحقل أيضاً. ومن هنا نأتي على عنوان «أسبوع التعليم التقني والابتكار»: «الابتكار في التعليم التقني: سبيلنا لقيادة الثورة الصناعية الرابعة». فإن كانت قيادة الإمارات تخطط ليس لدخول الثورة الصناعية الرابعة بل وقيادتها أيضا بتوفير جميع المقومات المطلوبة، فلا بد علينا كمواطنين ومؤسسات أن نعمل بجد وقوة لتحقيق رؤية القيادة الرشيدة. وإن كان مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني يعمل بأسلوب علمي وعملي لإعداد الكوادر الوطنية لسوق العمل، فمن الضروري أن يتم تعميم تجربته على كافة إمارات الدولة وأجهزتها، لكي نوحد المخرجات في مجال المعرفة والمهارات لبلوغ أهداف القيادة في السباق نحو قيادة الثورة الصناعية الرابعة وما يليها.