نشرت وكالة «رويترز» تقريراً استقصائياً خطيراً، تُفصّل فيه المجزرة التي ارتكبت بحق المسلمين الروهينجا في سبتمبر الماضي بولاية الراخين المضطربة في ميانمار، عقب اعتقال وسجن اثنين من صحافيي الوكالة الإخبارية اللذين أجرا التحقيق الصحافي بشأن القضية. وتم توجيه تهم للصحفيين بانتهاك قانون مغمور وقلما تم استخدامه يعرف باسم «قانون الأسرار الرسمية»، والذي يعود إلى حقبة الاستعمار البريطاني. ومن المقرر أن يخضعا للمحاكمة، لكن سلطات ميانمار تؤكد أن المعلومات التي جمعاها، والتي نشرت تم «الحصول عليها بصورة غير قانونية بقصد مشاركتها مع وسائل الإعلام الأجنبية». وتؤكد «رويترز» أن الصحافيين أماطا اللثام عن أدلة، تشمل صوراً، على أن الشرطة أمرت قرويين بالمساعدة في قتل وتقطيع ودفن 10 من المسلمين الروهينجا، منهم ثمانية رجال وصبيان، في مقبرة جماعية. وتؤكد الرواية الرسمية للشرطة أن أولئك الرجال هاجموهم، لكن رواية «رويترز» تتناقض مع ذلك الزعم. وأدلى جندي ساعد في حفر الحفرة وشهد على القتل، بشهادته لرويترز قائلاً: «قبر واحد لعشرة أشخاص»، مضيفاً: «عندما دُفنوا، كان لا يزال هناك بعضهم يُصدر صوتاً، وكان البعض الآخر قد مات». ويُسلّط التقرير الضوء على الأيام التي سبقت المجزرة، إذ دمّرت العمليات العسكرية مجتمعات الروهينجا، وقرية «إن دين» التي تقتات على صيد الأسماك، ووقعت فيها الأحداث، ويرتكز على شهود من المسلمين والبوذيين يؤكدون أن أوامر قادة الجيش كانت واضحة: «اذهبوا وطهّروا» المناطق التي يقطنها الروهينجا. وقد كانت التوترات شديدة منذ سنوات، ويعتقد كثير من المراقبين أن الحكومة المركزية في ميانمار تشن في الوقت الراهن حملة تطهير عرقي واضحة، وتقوم بعملية إبادة جماعية. وتزعم حكومة ميانمار أن الروهينجا أجانب في الأساس، رغم أن المجتمعين عاشا جنباً إلى جنب على مدار قرون. وبينما تهيمن الأغلبية من البوذيين على الجيش والأمن في الدولة، ومجهزين بصورة أفضل بكثير من الأقلية المسلمين، يتعرض المسلمون الروهينجا للاضطهاد. جاسون رازيان: صحفي أميركي يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»