قامت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ تأسيسها على قناعة راسخة، وهي أن التعليم هو أساس بناء الأمم وعماد تقدمها، وتولي القيادة الرشيدة ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أهمية خاصة لدعم برامج التعليم في الدول النامية، ولا تألو جهداً في تسخير ميزانيات ضخمة من أجل إيصال التعليم إلى أكبر عدد ممكن من الأطفال في شتى أنحاء العالم، وانطلاقاً من تلك القناعة، وترجمة لرسالتها السامية التي تؤمن بحق كل طفل في التعليم، أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة التزامها تقديم مساهمة مالية بقيمة 367 مليون درهم «100 مليون دولار أميركي»، وذلك لـ«الشراكة العالمية من أجل التعليم» على مدى السنوات الثلاث المقبلة، بهدف تحسين نتائج التعلُّم لنحو 870 مليون طفل وشاب في 89 بلداً نامياً، وذلك خلال مؤتمر إعلان التبرعات وتجديد الموارد الذي عقدته الشراكة العالمية من أجل التعليم، بالتعاون مع فرنسا والسنغال يومي 1 و2 فبراير الماضيين في العاصمة السنغالية داكار. وبهذا الإعلان المشرف تكمل الإمارات سلسلة الصدارة في مختلف المؤشرات بشتى المجالات، حيث غدت أول دولة على المستويين العربي والإقليمي تقدم الدعم للشراكة العالمية من أجل التعليم، وهي إحدى المبادرات المنبثقة عن البنك الدولي، ما يؤهل الإمارات للمشاركة الفاعلة في هياكل الحوكمة الخاصة بالشراكة العالمية من أجل التعليم، وهو ما رحبت به جوليا جيلارد، رئيسة مجلس إدارة الشراكة العالمية للتعليم، رئيسة وزراء أستراليا السابقة، مؤكدة أن هذه المساهمة السخية ستكفل حصول ملايين الأطفال المهمشين على فرصة الذهاب إلى المدرسة والتعلم. وفي هذا السياق أكدت معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، التي ترأست وفد الدولة إلى هذا المؤتمر، أن دولة الإمارات ستعمل على تحمّل مسؤوليتها لضمان توفير حق التعليم للأطفال، خاصة تعليم البنات، ودعم الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة للأجندة الدولية 2030، كما تعمل الإمارات على لعب دور مهم في المساهمة في العمل الفعّال الذي تقوم به الشراكة العالمية من أجل التعليم، إلى جانب القيادات العالمية التي تجلبها إلى قطاع التعليم. إن دولة الإمارات طوت صفحة «عام الخير» المليئة بالإنجازات المشرفة، وفتحت صفحة «عام زايد» لتستكمل رسالتها الإنسانية التي تكتب حروفها بجهود دؤوبة لا تتوقف ولا تعرف حدوداً أو تمييزاً، تستهدف نشر الخير وتقديم شتى أنواع المساعدات إلى كل محتاج، حيث يجسد عام زايد، فرصة ذهبية لإحياء مبادئ وقيم المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، التي كان أهمها بناء الإنسان والاستثمار فيه من خلال توفير نظام تعليمي ينمي قدراته ويتبنى مواهبه، وقد اعتبر الشيخ زايد، طيب الله ثراه، التعليم من أولويات التنمية، إذ قال: «إن الشباب هم ثروة الأمم الحقيقية»، ولم تقتصر يوماً جهود الإمارات في هذا الشأن على حدود الوطن، بل تشمل جهودها مختلف بقاع الأرض من دون تمييز، إيماناً منها بأن مدى تطور قطاع التعليم يعد من أهم مؤشرات تحضّر وتقدّم الدول. وتعتبر الإمارات من أكثر دول العالم اهتماماً بالبعد الإنساني والتنموي في سياستها الخارجية، وقد تُرجِم ذلك عبر السنوات من خلال أدوار مهمة قامت بها في مناطق متفرقة بالعالم، وهذا ما برهنه مؤخراً إعلان الإمارات التزامها تقديم مساهمة مالية لدعم التعليم، حيث تتمثل مهمة الشراكة من أجل التعليم في إعطاء الأولوية للفئات الأشد فقراً والأكثر حرماناً، بالإضافة إلى الذين يعيشون في البلدان الهشة والمتأثرة بالنزاعات، وتلك الرؤية الإنسانية المميزة هي التي جعلت الإمارات نموذجاً يحتذى في مجال العمل الإنساني. ـ ـ ــ ـ ـ ـ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.