في عام 2020، ولأول مرة ربما سيواجه الأميركيون البيض سؤالاً كان يُلقى ببراءة وبتحيز على الأقليات منذ سنوات؛ وهو «من أين أتيتم حقاً؟» والحكومة هي التي ستطرح هذا السؤال. فقد كشف مكتب الإحصاء الأميركي الأسبوع الماضي استبيانه المقترح لإحصاء عام 2020 سلفاً قبل الموعد النهائي لتقديمه في 31 مارس للكونجرس لفحصه. ولم تتضمن الصيغة المعدلة كثيراً من الاقتراحات التي طرحت منذ عام 2010. ولم يتضمن الاستبيان سؤالاً عن الموقف من الجنسية - رغم طلب من وزارة العدل في إدارة ترامب - ولن يتضمن فئة منفصلة لسكان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في أسئلته بشأن العرق. لكن هناك تغيرات محورية في الأسئلة بشأن العنصر والعرقية. والخاضعون للاستبيان من البيض والسود بشكل خاص ستطرح عليهم أسئلة ليقدموا معلومات محددة عن أصول أعراقهم. وبدلاً من تحديد عرق واحد سيجري حث الخاضعين للاستبيان كي يقدموا مزيداً من المعلومات. وبالنسبة للصندوق تحت فئة «أبيض»، بعد أن يختار المرء هذا، تقدم توجيهات الإحصاء المساعدة وتقول «اكتب، على سبيل المثال، ألماني، أيرلندي، إنجليزي، إيطالي، لبناني، مصري.. ألخ». ويُرجح أن تكون البيانات التي سيتم تحصيلها مختلطة للغاية وليس من الواضح على الفور كيف سيجري استخدامها. فما الذي يعتزم مكتب الإحصاء بالضبط عمله لفئة جديدة من المصريين البيض؟ لكن هذا التغير شيء جيد خاصة للأميركيين البيض. وهذا لأنه على أدنى مستوى قد تمثل تمريناً مطلوباً للتعاطف. وقد يكون هذا تدريباً جيداً قبل عام 2044 الذي يتوقع أن تصبح فيه أميركا بلد «أغلبية الأقلية»، لكن على نطاق أوسع، قد يكون هذا السؤال الجديد خطوة نحو تفكيك الفئات العنصرية الثنائية التي عرقلت أميركا منذ تأسيسها. والإحصاء، بطرحه أسئلة على البيض بشأن مصدر «بياضهم» المفترض، ربما يبدأ في المساعدة في تحطيم اعتقاد بلادنا الصلب بأن البياض كل لا يتجزأ. والعرق، على أي حال، كما أقر بذلك مكتب الإحصاء نفسه هو بناء اجتماعي سياسي. وكان يجري تعريف مفهوم أبيض في أميركا أصلاً كنقيض للون البني والأسود، وبأن له قيمة أعلى صراحة أو ضمناً عنهما. وفي العقود الأولى التي أجريت فيها الإحصاءات كان الأبيض والأسود هما الفئتان الوحيدتان في التقسيم على أساس اللون. وكان الأسود يقسم إلى تعريفات أخرى لكن ليس من بينها تعريف يدل على أنه أبيض. ولم يكن يُنظر إلى أجيال سابقة من الأيرلنديين والإيطاليين ومهاجرين آخرين باعتبارهم من البيض حتى أصبحوا فجأة، ولمجموعة من الأسباب، من البيض. وكون المرء من خارج أميركا، يعني في أفضل الأحوال وجوداً مادياً ونفسياً مرهقاً، وعلى أسوأ الأحوال يرتبط بمجموعة من المحددات السياسية والاقتصادية والاجتماعية من دون المستوى. وعلى النقيض، اعتبر البياض لفترة طويلة من الزمن بأنه الحياد المعياري، أي عدم المبالاة بالمشكلات الأخرى. وهذا التفضيل ربما هو السبب الذي جعل بعض المهاجرين الذين اعتُبروا من البيض- وهم غالباً من الهسبانك - يدأبون على أن يعرفوا أنفسهم بأنهم من البيض مع احتوائهم في المجتمع. الانفتاح بشأن المنبت العرقي سيسمح برؤية أكبر للتنوع الحقيقي في أميركا. ومع تعدد التمايزات والدرجات التي ستظهر حديثاً، قد نصبح قادرين على التركيز على المفاهيم الجديدة عن الوحدة التي يمكنها أن تضمنا جميعاً. ومن الطبيعي أن يشعر البعض بالقلق من أن كل هذا سيكون غذاء لمزيد من الانقسام بما يسوغ مزيداً من سياسات «الهوية» المقسمة إلى شرائح أصغر، ويمثل عقبة أمام فكرتنا المثالية عن بوتقة الانصهار. كريستين إمبا صحفية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»