قبل اغتصاب «الحوثيين» لنفوس وعقول اليمنيين بأربع سنوات، أي في 2011، نشر تيار إسلامي متحالف معهم معلومة مفادها أن ثروة علي عبدالله صالح بلغت قرابة 65 مليار دولار ومن جملتها سبائك من ذهب استولى «الحوثيون» عليها من بعد اغتصاب السلطة بلا تردد، ولم ينفق «الحوثيون» فلساً منها على الشعب اليمني، لماذا؟! وما الهدف من هذه المعلومة في ذلك الوقت؟ هذه الأيام افتتح «الحوثيون» مراكز لـ«الزينبيات» الهدف منها اتباع أسيادهم في إيران لبيع نساء الهوى باسم «زواج المتعة» بعد أن يرتاح الشعب اليمني من ويلات الحرب المستمرة، التي فرضها عليه «الحوثيون». سياسياً أزال «الحوثيون» عن اليمن رائحة الديمقراطية التي أرساها علي عبدالله صالح منذ العام 1982، حتى 26 مارس 2015، حيث هب التحالف لإنقاذ اليمن من الرائحة النتنة لهؤلاء القوم الذين لا يفقهون حديثاً لا سياسة ولا ديناً. بث «الحوثيون» في نسيج الشعب اليمني الكراهية والبغضاء والتمييز العنصري والطائفية من أجل الحفاظ على العِرق الأزرق لـ«الحوثيين» طاهراً مطهراً من «الأغيار» وهم أكثر من 80% من الشعب اليمني الذي تحكمت في رقابه 20% من قلة محسوبة على النقاء والصفاء في عملية تزوير للتاريخ لم يقع لها مثيل! أجهض «الحوثيون» الحياة البرلمانية التي كانت تضم كل فصائل الشعب التي تعد جزءاً من صلب اليمن للجميع واشتروا بقية البرلمانيين الحاليين بدراهم بخسة للمضي بـ«الحوثيين» نحو السيطرة التامة على مقدرات هذا الشعب العربي الأصيل وجعله ذيلاً تابعاً لإيران وطيِّعاً لطموحات الولي الفقيه، وهو ما لم يحدث في تاريخ اليمن الغابر والعابر والحاضر، إلا أن المستقبل إذا لم يحسم أمر «الحوثيين» فيه وفق معادلات المجتمع الدولي في محاربته للإرهاب، أينما حل أو وصل أو ارتحل، كان علامة استفهام كبيرة تبرز ويسأل عنها العالم الأكبر. ماذا ينتظر حتى تصنف جماعة «الحوثيين» ضمن قائمة الإرهاب كأخواتها من الجماعات والتيارات والأحزاب التي عاثت في العالم فساداً لا يختلف عن جرائم «الحوثيين» ضد الشعب اليمني بكل مكوناته. وأكبر جريمة امتداد يد الغدر والخيانة لحليفهم صالح وهو التخلص من آخر عروبي أنشأ حزباً للمؤتمر الشعبي العام من وحي الحاجة اليمنية دون أن يكون له امتداد في الخارج كـ«الحوثيين» مع إيران والشيوعيين مع الاتحاد السوفييتي و«حزب الله» الذي أعلن منذ فترة طويلة أنه دولة إيران في لبنان منذ زمان. وأحدث خياناتهم خرجت في دعوة الأمم المتحدة لعقد مؤتمر خاص بطلب من «الحوثيين» لتقسيم اليمن كما كان منذ عقود، وتسليم الجنوب للجنوبيين، مع بقاء الشمال تحت سيف «الحوثيين». وهذا الأمر يبعد تماماً اتهام التحالف بأنه يريد أن يحقق في هذه الحرب العادلة لصالح الشرعية المغتصبة، تقسيم اليمن، فقد بانت حقيقة «الحوثيين» وخطتهم لإعادة عقرب ساعة تاريخ اليمن إلى الوراء بعد عقود من الوئام والسلام تخللتها مناوشات «حوثية» صغيرة، ولكنها لم تتطور إلى احتلال الداخل للداخل، وإذا علمنا بأن الاحتلال الخارجي البريطاني الذي استمر لليمن قرابة 130 عاماً لم يستطع الاستقرار، حتى خرج بلا خفي حنين وبقي اليمن حراً أبياً على أي احتلال على مدى التاريخ بكل مراحله. لدى التحالف اليوم مهمة أصعب من السنوات الثلاث التي مرّت، وهي فك ارتباط «الحوثي» بالإيراني، لأن قوة «الحوثيين» من امتداد النفوذ الإيراني في المنطقة، أما هم فإذا تركوا بيد القوى الداخلية فإنهم أوهن من بيوت العنكبوت. «الحوثيون» يمارسون الاستعلاء الديني والعرقي ضد مكونات الشعب اليمني التي لم تتحدث بهذه اللغة منذ الأزل، واليوم يريدون تحويل الشعب اليمني إلى أذلاء لسيِّد لم يعترف بذلك لهم ولا أحداً من العالمين إلا بخدعة دينية لا تنطلي على الأسياد الحقيقيين. ارتكب «الحوثيون» في ظرف السنوات الثلاث من عمر الاغتصاب السياسي والديني كل أنواع الجرائم التي تجعل كلمة «الإرهاب» قليلة في حقهم، لقد أثقلوا الاصطلاح أحمالاً وأوزاراً فوق جرائمهم. لا نعتقد بأن العالم الأكبر لا يعرف شيئاً عن هذا العالم الأصغر وهو الذي يصرخ بمؤسساته الإنسانية والحقوقية، رافضاً عمليات الختان (الخفاض) القسرية التي تجرى من قبل بعض العوائل المسلمة في البلدان العربية والإسلامية، ولا ترى في اغتصاب دولة كاملة السيادة في ساعة غفلة سياسية وسيادية من لحظتها التاريخية، لنصحو ونرى بأن ميليشيات «الزينبيات» تسوق بنات اليمن إلى مقصلة ومذبحة العفة، لتكون بضاعة مزجاة بَخْسة وبكل خِسّة بين ملالي اليمن الإيرانيين، وبعد كل هذا لا يَعُد العالم المتمدن «الحوثيين» إرهابيين!!