أعلنت حملة «شعب فقير»، التي تم إحياؤها في الولايات المتحدة عن أهدافها النبيلة في مؤتمرات صحافية عقدت في 33 ولاية ومقاطعة كولومبيا يوم الاثنين الماضي. وكان في صدارة قائمة الأهداف القضاء على الفقر والعنصرية، كما كانت الحال عندما دشّن «مارتن لوثر كينج» حملته الأولى قبل نصف قرن. وقد اتسمت تصريحات المنظمين الذين اجتمعوا في «مقر مجلس نواب ماريلاند» بأنابوليس، بإثارة الحماسة وتجييش المشاعر. وأوضح «ألانا ساسكين»، أحد سكان الولاية والرئيس المشارك في الحملة، قائلاً: «في ظل كسب قوى تفوق البيض والطمع لمزيد من التأثير في أنحاء الولايات المتحدة، أضحت الحاجة إلى حملة (شعب فقير) جديدة أكثر إلحاحاً من ذي قبل». وأشار إلى أن السياسات التي تروج إلى عنصرية شاملة وفقر واقتصاد حرب وتدمير بيئي تهدد ديمقراطيتنا وتقوض أخلاقنا الوطنية. غير أن الحملة واجهت تلك الأحجية المحيرة ذاتها التي واجهتها في أيام «لوثر كينج»: إذ كيف يتوقع النشطاء أن ينجحوا في محاربة العنصرية والفقر عندما تكون الأنظمة السياسية والاقتصادية في الدولة متجذرة في مستنقع العنصرية، ومصممة منذ البداية لتحابي الأثرياء على حساب الفقراء بغض النظر عن عرقهم؟ وسرعان ما أظهرت مجموعة متعددة الإثنيات من النشطاء العقبات التي تواجه الحملة عندما توجهوا إلى مقرّ الكونجرس الأميركي يوم الاثنين الماضي، ليسلموا رسائل تطالب بالعدالة الاجتماعية. وكانت الرسائل موجهة إلى رئيس مجلس النواب «بول ريان» وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ «ميتش ماكونيل». وليس من المفاجئ أن شرطة الكونجرس الأميركي لم تسمح لهم بتسليم الرسائل، وعندما قاوم النشطاء، أمرتهم الشرطة بمغادرة المقر أو مواجهة الاعتقال، لكنهم آثروا السلامة وغادروا في سلام. وبالنسبة للنشطاء، كانت محاولة تسليم رسائل إلى قادة الكونجرس مجرد عمل أخلاقي أساسي، لكنه قوبل بالرفض. وفي تقرير حديث بشأن القضايا التي كان «لوثر كينج» يدافع عنها، لاسيما الوظائف والعدالة، توصل معهد الدراسات السياسية إلى أنه وفقاً لكثير من التدابير، فإن تلك المشكلات أضحت أسوأ في الوقت الراهن أكثر منها قبل خمسة عقود مضت. كورتلاند ميلوي: كاتب أميركي يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»