«ثقتي عالية جداً بقدرات إعلامنا الوطني على الارتقاء بأدواته، وتعزيز استراتيجيته، وتفعيل دوره في حماية مكتسبات دولتنا والحفاظ على قيم مجتمعنا، وتأكيد مقومات ريادتنا.. والمسؤولية الملقاة على عاتق القطاع الإعلامي الإماراتي كبيرة والتحديات كثيرة.. ولكن ثقتنا بقدرات أبناء الإمارات أكبر»، بتلك الكلمات التي تحمل معاني سامية ورسائل بليغة أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن الإعلام الإماراتي الفاعل والمؤثر هو القادر على مواكبة المتغيرات المتسارعة، وتحقيق تطلعات دولة الإمارات العربية المتحدة المستقبلية، وتعزيز مكانتها العالمية، وذلك خلال حضور سموه جانباً من فعاليات «خلوة مستقبل الإعلام» التي نظمها المجلس الوطني للإعلام في أبوظبي، بحضور نخبة من ممثلي قطاع الإعلام والجهات المعنية بالدولة لمناقشة الفرص والتحديات التي تواجه قطاع الإعلام والخروج بخطة عمل مستقبلية. ويحظى الإعلام الإماراتي بدعم لا محدود من قيادتنا الرشيدة، إيماناً بدوره كشريك أساسي في المسيرة التنموية للدولة وتعزيز تنافسيتها، ولذا توفر القيادة الرشيدة السبل التي تعزز دوره كأحد أهم الأسلحة الفعالة، وتعمل على تذليل الصعاب والعقبات أمامه، ولاسيما في عصرنا هذا الذي نمت فيه قنوات الاتصال بشكل سريع، لدرجة تحول فيها العالم إلى قرية صغيرة، ما يحتم على مؤسسات الدولة المعنية اتخاذ التدابير التي تحجّم انتشار سلبيات تلك النوافذ المفتوحة على مدار الساعة، وخاصة في ظل التغييرات الإقليمية والدولية المتسارعة في مختلف المجالات. ويتطلب ذلك أن تتسلح الدول بإعلام قوي يعتمد على آليات حديثة ومبتكرة، وقادر على دعم قوتها الناعمة ومواكبة التطورات ومواجهة التحديات التي يثيرها الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي والتطور التكنولوجي. وفي دولة كالإمارات التي تستهدف موقع الصدارة عبر رؤاها الاستراتيجية «رؤية الإمارات 2021»، و«مئوية الإمارات 2071» يلعب الإعلام دوراً أساسياً في مواكبة المسيرة التنموية للدولة، والمساهمة في الترويج لمختلف الاستراتيجيات والمبادرات التي تطلقها الدولة، حيث يقوم على المستوى الداخلي بتكوين الوعي الجماهيري والتأثير في اتجاهات الرأي العام، ومواجهة المشكلات والتحديات التي يشهدها المجتمع، وعلى المستوى الخارجي يعمل على إيصال رسائل الدولة وإنجازاتها إلى العالم بدقة ووضوح. وإذا ما نظرنا إلى المحاور التي ركزت عليها الخلوة سنجد أنها جسدت تلك الرؤية الإماراتية، حيث تمثلت في: «دور الإعلام في تعزيز مكانة دولة الإمارات عالمياً»، و«تقييم المنظومة الإعلامية الحالية وطموحات المستقبل»، و«التكنولوجيا في خدمة الإعلام التقليدي والجديد»، و«دور الكوادر المواطنة في صناعة مستقبل الإعلام الإماراتي». إن مثل هذا النوع من المبادرات والفعاليات مهم للغاية، حيث يسهم في استقراء الوضع الراهن لقطاع الإعلام، والوقوف على التحديات التي تواجهه، بما يساعد على رسم مستقبل الإعلام الإماراتي بشكل واقعي قابل للتنفيذ والقياس. وهذا ما حدث بالفعل، فبعد نقاشات موسعة، شملت مخرجات «خلوة مستقبل الإعلام» اقتراح أكثر من (‏40)‏ مبادرة تغطي جميع مكونات القطاع سيتم العمل على تنفيذها وتحويلها إلى واقع عملي عبر مبادرة «صناع مستقبل الإعلام» التي أعلنها المجلس الوطني للإعلام في ختام الخلوة. وتعول الإمارات كثيراً على الشباب في تطوير المحتوى الإعلامي، ولذا تعمل على إيجاد كادر إعلامي مواطن يرفد العمل الإعلامي بأفكار وإبداعات إعلامية مع وضع آلية لدمج الشباب، وقد ظهر الإيمان بقدرات الشباب جلياً في مخرجات الخلوة، حيث تمثلت أبرز المبادرات التي تم اقتراحها في إنشاء أكاديمية متخصصة بتدريب الكوادر الوطنية وبرنامج إعداد قادة الصف الثاني والثالث في قطاع الإعلام، وكذلك مبادرة سفراء الجاليات، بالإضافة إلى اقتراح مبادرة «تجسير» لتطوير القدرات الإعلامية للإعلاميين. وعلى الرغم من التحديات التي تواجه إعلامنا الإماراتي والمسؤوليات الكبيرة التي تقع على عاتقه، فإن المشاركين في الخلوة، أكدوا نظرتهم المتفائلة إزاء قدرة المؤسسات الإعلامية الوطنية على القيام بدورها ومواكبة تطلعات الدولة. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية