أخيراً تم استبعاد المسؤول الذي أطلق جدلاً واسعاً عندما أوعز من خلال مذكرة مكتوبة بضرورة إشراف الحكومة على كل التطورات التي تشهدها شبكة الجيل الخامس للهاتف المحمول في الولايات المتحدة، وأقيل من منصبه ضمن فريق مجلس الأمن الوطني. وقد أثار النشر غير المرخص للمذكرة هذا الأسبوع صخباً شديداً في أوساط صناعة الاتصالات، وخلق الكثير من المشاكل في البيت الأبيض. وكانت الحكومة الأميركية قد أعلنت الأسبوع الماضي أنها تدرس خطة لبناء شبكة الجيل الخامس الوطنية للاتصالات فائقة السرعة. وهي الخطة التي لقيت معارضة من «آجيت باي» رئيس اللجنة الفيدرالية الأميركية للاتصالات. وقد أكد لي مسؤول رفيع المستوى في إدارة ترامب أن البريجادير جنرال في القوات الجوية روبرت سبالدينج لم يعد يحتفظ بوظيفته كمدير لقسم التخطيط الاستراتيجي في مجلس الأمن الوطني. وقال المسؤول إن مهمة سبالدينج في الوكالة انتهت ولم يتم تجديدها. وكان آخر يوم عمل له كأحد أعضاء فريق إدارة البيت الأبيض هو 31 يناير. يُذكر أن سبالدينج ليس متورطاً بتسريب المذكرة، لكن مسؤولين قالوا إن تأييده للخطة تجاوز الحدود المقبولة، وهو الأمر الذي دفع بمجلس الأمن القومي لاتخاذ قرار بإعادته إلى القوات الجوية. وتم إعلام سبالدينج منذ الأسبوع الماضي بأن مدة عمله في البيت الأبيض قد انتهت، وفقاً لما صرح لي به المسؤول الكبير في الإدارة الأميركية، قبل أن تتسرب مذكرته. وأثار التحذير من ذيوع أخبار الخطة على موقع «أكسيوس» الإخباري على الإنترنت، يوم 28 يناير، احتجاجات عامة من كبريات شركات الاتصالات الأميركية. ويبدو وكأن جزءاً من العمل الذي قام به سبالدينج هو تزويد القطاع الصناعي الخاص والمجموعات الخارجية بتفاصيل الخطة. ولكن، خلال الأسابيع الأخيرة، ارتفعت مؤشرات القلق في أوساط كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية بعد أن شعروا بأنه أصبح أكثر حماسة لتنفيذ ما يفكر فيه من دون البدء بعرض أفكاره للنقاش. وبذلك اعتبر رجلاً يعوزه الانضباط، وبات حراً في البحث عن وظيفة أخرى في وزارة الدفاع. وصرح لي أيضاً مسؤول آخر، ذو منصب رفيع في إدارة ترامب، بأن البيت الأبيض شهد هذا الأسبوع ما يشبه الثورة بعد انتشار قصة تسريب مذكرة الجيل الخامس. وعلى رغم أنه لا يزال من غير المؤكد ما إذا كان سبالدينج هو الذي سرب المذكرة أم لا، إلا أن بعض المسؤولين يحمّلونه المسؤولية الكاملة عما حدث. وصرحت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض «سارا هوكابي ساندرز» للصحفيين، يوم 29 يناير، بأن الدراسات المتعلقة بالخطة كانت في «مراحلها الأولى». وكذلك قال «آجات باي»، المدير العام للجنة الاتحادية للاتصالات، إن إنفاق الدولارات الفيدرالية على بناء شبكة الجيل الخامس سيكون باهظ التكلفة وذا عوائد ضعيفة وفقاً للظروف التنافسية التي تفرضها السوق. وفي هذا السياق اعتبر جوناثان سبالتير، المدير التنفيذي لشركة «يو إس تيليكوم»، خلال تصريح أدلى به للصحافة أنه: «ليس ثمة من شيء على الإطلاق يمكنه أن يحرمنا من قدرتنا وعزيمتنا على أن نكون الرواد في سباق وضع تكنولوجيا شبكات الجيل الخامس قيد العمل». وكان سبالدينج معروفاً داخل وخارج البيت الأبيض بلقب «صقر الصين». ومنذ عام 2014 وحتى 2016، كان مديراً لقسم الصين في قيادة القوات الأميركية المشتركة. وقبل أن ينضم إلى فريق ترامب في البيت الأبيض كان يشغل منصب الملحق العسكري في سفارة الولايات المتحدة في بكين. ولا توجد خطط لتوظيف شخص آخر في منصب سبالدينج وفقاً لما قاله مسؤولون، وقد رفض سبالدينج أيضاً التعليق على هذه الأخبار. --------------------- * محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»