بين وعود ماكرون لأفريقيا.. وحدود تحالف أميركا وتركيا لوفيغارو في صحيفة لوفيغارو نشر الكاتب اليميني إيف تريّار مقالاً تحت عنوان: «ماكرون: الغيوم الأولى» في كناية عما يعتبره بداية أعراض تراجع شعبية وظهور تحديات صعبة جديدة أمام الرئيس إيمانويل ماكرون وحكومته. وفي البداية قال الكاتب إن هرم شعبية الرئيس أخذ الآن يتجه للانحدار. وقد أظهر استحقاقان تشريعيان جزئيان، يوم الأحد الماضي، تراجعاً محسوساً لمرشحي الحزب الرئاسي. وهنالك ملفات عديدة أخرى ضاغطة على مستوى البلاد. ومن هنا يتساءل كثيرون الآن عما إن كان ماكرون والحكومة قد أخذا يستنفدان بسرعة فرصتهما أمام الفرنسيين؟ مجيباً بأن غيوماً كثيرة أخذت تحوم حول رؤوس ساسة الحزب الحاكم منذ مطلع السنة الجارية. وقد لا تكون في هذا مفاجأة كبيرة، فممارسة الحكم على أرض الواقع، بكل ما فيها من تفاصيل ونثريات وتحديات قد تصبح محرقة للشعبية، وهو ما يستدعي من الرئيس وحكومته وحزبه التفكير في كيفية تتيح لهم الاحتفاظ بالقدرة على المناورة والإمساك بزمام المبادرة، حتى لا يفقدوا السيطرة على الموقف، وتضيع منهم فرصة كسب رهاناتهم وبرامجهم السياسية والاقتصادية، وتسويق مشروعهم الوطني، بصفة عامة. وهنا يرى الكاتب أن فرص الرئيس والحكومة تتوقف على طبيعة المنهج والطريقة التي يتعاملان بها مع التحديات الماثلة الآن. وهنا يمكن استدعاء بعض المؤشرات التي سجلت مؤخراً كتعبير عن تنامي التململ من أداء الحكومة، ومن ذلك مثلاً احتجاج وغضب مراقبي السجون، فضلاً عن احتكاكات سابقة أخرى مع بعض هيئات الجسم النقابي والمطلبي. وهذا الاحتجاج وغيره من شأنه أن يخدم خصوم ماكرون السياسيين، كما قد يعمق أيضاً الشرخ بينه وبين الطبقات الشعبية، وخاصة أن بعض منتقديه ما فتئوا يرددون أنه يبدو أحياناً منفصلًا عن الحقائق القائمة في الواقع اليومي، كما أنه أيضاً واثق كثيراً بنفسه، وربما بشكل أكثر من اللازم. ومع أن مثل هذه الاتهامات تبدو في الظرف الراهن غير مؤكدة وغير مؤثرة أيضاً، إلا أن استحقاقين مقبلين يمكن أن تكون لهما الكلمة الفصل بشأنها. فاعتباراً من الأسبوع المقبل يتوقع تصاعد التجاذب مع المنتخبين القوميين في جزيرة كورسيكا، المطالبين بالمزيد من الحكم الذاتي عن الحكومة المركزية في باريس. وهذا الملف يمكن أن يشهد تصعيداً سريعاً ومحاولات توظيف في اتجاهات غير مرغوبة. وكذلك في بداية الربيع المقبل يحتمل أيضاً وقوع تجاذب وصراع إرادات آخر على خلفية تصفية مشروع مطار في وسط فرنسا، قررت الحكومة التخلي عنه نهائياً بعد عدة عقود من التسويف والشد والجذب مع السكان المحليين بشأنه. وفي المجمل ما زالت حظوظ ماكرون وحكومته قائمة، على كل حال، وفي مقدوره كسب رهانات اللحظة كلها إن عرف كيف يقنع الفرنسيين بخياراته، وكيف يدير كافة التحديات الراهنة بطريقة ملائمة تحرم خصومه ومنافسيه السياسيين من توظيفها ضده. لوموند نشرت صحيفة لوموند تحليلاً سياسياً تحت عنوان: «وعود ماكرون الجميلة جداً لأفريقيا» خصصته للحديث عن أبعاد الوعود التي أطلقها الرئيس الفرنسي مؤخراً تزامناً مع جولته في القارة السمراء، حيث وعد برفع حجم المساعدات الفرنسية المخصصة للتنمية في أفريقيا، بشكل كبير، وغير مسبوق. وكان ماكرون قال في منتدى دافوس الأخير إن أفضل رهان في القارة الأفريقية هو تكثيف الاستثمار في التعليم، وأعلن بعد ذلك أنه سيرفع مساعدات بلاده التنموية للقارة من 6 مليارات يورو لتصل إلى 15 ملياراً في سنة 2022. وقد لقيت هذه الوعود كثيراً من الترحيب في القارة، ولدى منظمات المجتمع المدني المعنية بتقديم المساعدات التنموية للقارة السمراء. ومع أن سياسة ماكرون تجاه أفريقيا تبدو سخية أكثر من سياسة سلفه فرانسوا أولاند الذي ظل متحفظاً تجاه زيادة المساعدات، إلا أن هذا الرقم الذي أعلنه ماكرون سيحقق فقط الهدف الذي رسمه لسياسته بأن تصل نسبة المساعدة التنموية 0.55% من الناتج الوطني الإجمالي، وهذا مكسب كبير وقفزة إلى الأمام دون شك، إلا أنه لا يجعل أيضاً فرنسا في صدارة الدول التي تقدم المساعدات التنموية، فقد بلغت النسبة 0.7% في حال كل من المملكة المتحدة وألمانيا في سنة 2013. وفوق هذا سيحتاج ماكرون أيضاً إلى رص صفوف حزبه، وتعبئة مشرعيه وداعميه، لتمرير حزم هذه المساعدات، دون عرقلة، وتسيير طريقة التنسيق بشأنها وإدارتها وتوجيهها إلى الوجهات الصحيحة في النهاية، خدمة للتنمية في القارة السمراء. لونوفل أوبسرفاتور «الهجوم ضد الأكراد: هل يتعين على تركيا مغادرة الناتو؟» تحت هذا العنوان ناقش الكاتب بيير هاسكي في مقال رأي بمجلة لونوفل أوبسرفاتور خلفيات وتداعيات العملية العسكرية التركية في جيب عفرين بشمال سوريا، مبرزاً في هذا الصدد، بشكل خاص، الكيفية التي زاد بها هذا التدخل بُعد الشقة في المواقف بين أنقرة وواشنطن، وتداعيات ذلك على مستقبل دور تركيا في الحلف الأطلسي، الذي تتزعمه الولايات المتحدة. والنتيجة أن توجهات أنقرة الأخيرة في التعامل مع الحالة السورية، ودخولها في مواجهة مسلحة معلنة مع فصائل من المجموعات الكردية في عفرين والشريط الحدودي، وإعلانها أن عملياتها ستمتد أيضاً باتجاه مدينة منبج وحتى الحدود السورية العراقية شرقاً، كل هذا يصطدم مع مجمل السياسة الأميركية في سوريا، حيث تدعم واشنطن بعض الفصائل التي تقاتلها الآن تركيا، كما أن لدى واشنطن أيضاً وجوداً عسكرياً ملموساً في منبج التي تقرع أنقرة الآن طبول الحرب استعداداً للتوجه إليها هي الأخرى، وهو ما يزيد من احتمال الصدام على الأرض بين قوات الحليفتين الأطلسيتين. وذهب الكاتب إلى أن افتراق المصالح والأجندات بين تركيا وأميركا في سوريا ظل يزداد تفاقماً باستمرار، وقد بلغ الذروة مؤخراً مع إعلان الأميركيين نيتهم تشكيل قوة من 30 ألف مقاتل في مناطق شمال سوريا غير الخاضع لسيطرة قوات نظام الأسد. ومن المعروف أن مقاتلي الفصائل الكردية التي تناصبها تركيا العداء يشكلون الأغلبية والقرص الصلب لتلك القوات التي تريد واشنطن تشكيلها لتتولى مهمة التصدي لفلول «داعش»، بما يغني عن إرسال جنود أميركيين إلى المنطقة. ومع تباعد مواقف الأتراك والأميركيين، تواتر صدور تلميحات من بعض الساسة الأتراك، المحسوبين على النظام، بإمكان مغادرة الحلف الأطلسي كله، وهم يفعلون ذلك وفي أذهانهم بكل تأكيد أهمية بلدهم سابقاً في هذا الحلف، حيث ظلت تركيا خلال الحرب الباردة دولة ذات أهمية بالغة في الجبهة الشرقية للحلف في مواجهة الحلف الشيوعي السابق. ولكن مياهاً كثيرة جرت تحت الجسر منذ ذلك الزمن وحتى الآن، كما أن خرائط التحالفات والتوازنات تغيرت الآن، وهذا أيضاً لابد أن الأتراك يدركونه في قرارة أنفسهم، وهو ما سيجعلهم يحجمون في النهاية عن قطع العشب من تحت أقدام الحلفاء الآخرين. إعداد: حسن ولد المختار