في مسرحيته الشهيرة «يوليوس قيصر» يقول ويليام شكسبير، إن عضو «مجلس الشيوخ» «كاسيوس» نصح صديقه ورفيقه الجمهوري «ماركوس بروتوس» قائلاً: «يا عزيزي العيب ليس في قراءة النجوم، وإنما العيب بيننا». وبينما كان الجنرال المنتصر العائد إلى روما يوليوس قيصر يساوره القلق من مؤامرة تحاك ضده لتعيقه من أن يصبح إمبراطوراً قادراً على البطش والتحكم في كل شيء، كان «بروتوس» قد حفظ عن ظهر قلب نصيحة صديقه «كاسيوس» بأن الولاءات تكون أولاً إلى الجمهورية، وليست إلى الأصدقاء السياسيين، ومن ثم، ساعد في قتل قيصر، قبل أن يموت هو ميتة شنيعة، ورغم ذلك لم يعش أحد بعدها عيشة هنيئة أبداً. وتبدو قصة الأسبوع الجاري في واشنطن أقل كآبة، لكنها لا تزال مبعث قلق عظيم. فعلى رغم من النصائح اليومية بأن الرئيس دونالد ترامب لا يضع الأعراف الديمقراطية في مقدمة أولوياته، إلا أن رئيس مجلس النواب «بول ريان» وأعضاء مؤتمره الحزبي «الجمهوري» يسمحون لأنفسهم بالمشاركة في تجاوز المبادئ الدستورية الأميركية. وإذا كان الجميع لا يتوقعون من الحزب «الجمهوري» أن يسترشد بمسرحية شكسبير، فإنهم يطلبون من «ريان» أن يقدم مخاوف وزارة العدل الأميركية بشأن الأمن القومي على خضوعه لترامب. وقد علمنا خلال الأسبوع الجاري أن مطالب الولاء للقائد الأعلى للقوات المسلحة الأميركية امتدت إلى الرجل الذي يشرف على تحقيق «روبرت مولر» بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية. ففي اجتماع في البيت الأبيض في ديسمبر الماضي، سأل ترامب نائب المدعي العام «رود روزنشتاين» حول ما إذا كان ضمن «فريق» الرئيس. فأجاب «روزنيشتاين»: «إننا جميعاً في فريقك يا سيدي الرئيس»، بدلاً من أن يخبر ترامب بأن ولاءه الأول للدستور الأميركي. وفي نوفمبر الماضي، أخبر ترامب مذيعاً أن أكثر الأشياء المثيرة للإحباط في كونه رئيساً للولايات المتحدة لكنه يعجز عن التأثير على تحقيقات وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي). جو سكاربورو: عضو «جمهوري» سابق في الكونجرس عن ولاية فلوريدا يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»