إيران جارة يهمنا استقرارها، لأن المنطقة مرتبطة بمصالح مشتركة. تجارب التاريخ القريب تؤكد لنا فشل تسويق المذهبية والعنصرية، ومن الأمثلة المعروفة ما جرى في ألمانيا النازية التي جرت العالم لحرب كونية، لا نتمنى أن يصل واقع المنطقة لتلك التجربة. وبعد قيام «الثورة الإسلامية» الإيرانية على الشاه، كان المتأمل أن تركز إيران على التنمية الحقيقية للبلاد والعباد، بيد أن الواقع يقول لنا إنّ جُل أموال إيران تم تخصيصها لبناء ترسانة سلاح واهية، وشراء ولاءات خارجية خاوية. فقد خلص تقرير نشرته شبكة «Fox News» إلى أن الحكومة الإيرانية تنفق مليارات الدولارات على برامجها التسليحية ودعم الإرهاب حول العالم، بينما تتجاهل الاحتياجات الأساسية لمواطنيها. وقال التقرير إن الحد الأدنى من التكلفة السنوية التي يتحملها الإيرانيون نتيجة استمرار نظام الحكم الديني في البلد الشيعي يصل إلى 55 مليار دولار تقريباً. وكشفت التقرير أنه وخلال السنوات الست الماضية، بلغ إجمالي ما أنفقته طهران على عملياتها العسكرية في سوريا مبلغا يتراوح من 15-20 مليار دولار تقريباً، هذا وأفاد التقرير أن المنظمات والمؤسسات، مثل الحرس الثوري الإيراني، التي يسيطر عليها المرشد الأعلى للثورة الإيرانية تسيطر على أكثر من 50% من الناتج المحلي الإجمالي في إيران. وفي السياق نفسه نشرت «العربية الحدث» تقريراً صادراً عن «مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات» يفيد بأن ميليشيا «حزب الله» اللبناني تتلقى ما بين 700 إلى 800 مليون دولار سنوياً من إيران لتمويل أنشطتها الإرهابية. ونتيجة ذلك شهدت إيران دعوات مطالبة بالإصلاح شملت ارجاء متفاوتة من الجمهورية قال عنها موقع «SAHAM NEWS» التابع للمعارض الإيراني «مهدي كروبي» إن نسبة 30% من الشعارات التي تم رفعها كانت اقتصادية، و70% منها كانت شعارات سياسية وإن المدن التي طالبت بالإصلاح في إيران من حيث الحالة الأمنية تندرج ضمن المدن البيضاء (أي التي لا توجد فيها أي مشاكل أمنية)، ونسبة 75% من الشعب الإيراني تعاطفت مع هذه الدعوات وقبلت محتواها، ولكنها لم تشارك فيها. هذه الدعوات تدق ناقوس الخطر، وقد بدأت دول العالم في تأييدها ففي خطاب «حالة الاتحاد» الذي ألقاه الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال، أقف مع الشعب الإيراني في تحركاته للحصول على الحرية، وأطلب من الكونجرس إعادة النظر في الاتفاق النووي مع إيران. وفي السياق نفسه قال «Paul Ryan» رئيس مجلس النواب الأميركي، في حوار نظمته «أكاديمية الإمارات الدبلوماسية» إن التهديدات الإيرانية لدول المنطقة وتزويد جماعة «الحوثيين» بالصواريخ التي يتم إطلاقها على المملكة العربية السعودية، وما تفعله إيران في اليمن وسوريا لن يمر من دون أن تدفع طهران ثمن أفعالها وأن يتم فرض عقوبات عليها. نتمنى نحن أبناء المنطقة أن تعيد إيران ترتيب أولوياتها، وتركز على استثمار ثرواتها لتنمية شعبها، فتصدير الثورة يحرق الثروة.