لا يزال المشهد الأساسي في اليمن يرتبط بالجهود التي تبذلها دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لدحر انقلاب الحوثيين واستعادة الشرعية اليمنية ودعمها عسكرياً واقتصادياً، وذلك بشراكة فاعلة ودور ميداني حيوي لدولة الإمارات العربية المتحدة، التي تواجدت بأبطالها على الأرض وقدمت تضحيات غالية تثبت مدى صدق التوجه وشجاعة الموقف الإماراتي المساند للأشقاء في اليمن. وعززت الإمارات حضورها الميداني بجهود إغاثية وتنموية مشهود لها من قبل الحكومة الشرعية والمجتمع الأهلي في المحافظات والمناطق المحررة من انقلاب الجماعة الحوثية الإيرانية، لكن هناك مستجدات يستغلها البعض كالمعتاد للزج باسم الإمارات وتلفيق اتهامات باطلة ضدها إلى جانب التشكيك المتكرر في جهودها ودورها الكبير، نتيجة لتحملها مسؤوليات ميدانية عسكرية وإنسانية تجعلها دائماً في الواجهة، مما يثير حنق الحاقدين و«الإخوان» المتسلقين الذين لم يبذلوا شيئاً في المحنة التي تعيشها بلادهم، بقدر ما يفكرون بأنانية في اقتسام الكعكة والحصول على الغنائم من دون أن يكون لهم دور حقيقي في التضحيات والمواقف الحاسمة. وكالعادة يقود الفضول والأطماع الجناح اليمني الأكثر تطرفاً لتنظيم «الإخوان» الموالي لقطر، والذي يأبى إلا أن يضع نفسه وأفراده المدمنين للهذيان من أسطنبول والدوحة في موقع الوصاية على الشارع الجنوبي واليمني بشكل عام، وذلك الفريق الإخواني المنهمك في التنعم بنمط الحياة في فنادق تركيا لم يدع فرصة للمحافظات المحررة من الانقلاب الحوثي لكي تلتفت لشؤونها وتحدد الآليات والأولويات الإدارية التي تخدم مواطنيها وتوفر لهم الأساسيات الضرورية، في ظل بطء وعجز وتخبط ملحوظ في أداء حكومة «بن دغر» المطعمة في كل مفاصلها بعناصر وكوادر إخوانية فاشلة. وفي الأسبوع الماضي تصاعدت التوترات في عدن وأخذت طابع الاشتباك بين فريقين، بعد توقعات متكررة للمحللين الذين يراقبون الأداء الضعيف والمرتبك لحكومة الشراكة الإخوانية مع الشرعية، وفي ظل احتياج سكان عدن باعتبارها العاصمة المؤقتة لجهود ملموسة على أصعدة الاقتصاد والخدمات والمتطلبات الأساسية، وكان هم دول التحالف العربي الداعم للشرعية التركيز على تهدئة الموقف وإعادة أولوية تحرير بقية المحافظات من الانقلاب الحوثي، والمساعدة المباشرة على إزالة أسباب التوتر وضمان تحسن الأوضاع وتقديم المزيد من الإمكانيات، سواء لعدن أو غيرها من المحافظات المحررة، بدليل تزامن الأحداث التي جرت الأسبوع الماضي مع جهود إماراتية لتعزيز أوضاع الطاقة الكهربائية في محافظة حضرموت من خلال تنسيق هيئة الهلال الأحمر الإماراتي مع المسؤولين في السلطة المحلية بحضرموت، لكن حزب «الإصلاح» الإخواني مدعوماً من قبل الإعلام القطري قام بحرف مسار الأحداث التي جرت في عدن وتأويلها بشكل يرضي أوهام «الإخوان» وخيالاتهم المريضة، ويعتقد عملاء قطر الذين ينفذون أجندتها الإعلامية أن الهدف الأكثر أهمية بالنسبة لهم هو بقاء الحكومة الحالية التي يشاركون فيها ويعيقون حركتها، لأنهم لا يمتلكون أي ديناميكية لتلبية مطالب واحتياجات السكان، لذلك حدثت الاشتباكات بين من يريدون أن يلمسوا ثمرة مقاومة الحوثيين وثمرة تحرير المحافظات الجنوبية، وبين من يتم نفخهم وتشجيعهم من الخارج لدفعهم إلى رفض أي إجراءات تفضي إلى حدوث تحسن في الأداء الحكومي لصالح سكان عدن والمحافظات الجنوبية المحررة. لكن المراقب يعرف لماذا تستهدف الحملات الإعلامية الإمارات بحقد مكشوف، فبالتزامن مع التطورات التي حصلت في عدن، رأينا وتابعنا أدوات قطر الإعلامية وهي توجه الاتهامات الكيدية والتحليلات غير المبنية على وقائع منطقية وتلفقها ضد دولة الإمارات، بناءً على رغبة إخوانية في التقليل من دور الإمارات في اليمن، وهذا ما تقوم به بشكل دائم قناة «الجزيرة» التي يديرها فريق عمل إخواني، إلى جانب العناصر الإخوانية اليمنية المقيمة في فنادق تركيا، تجدهم يتباكون على حكومة حزب «الإصلاح» الإخوانيه التي أخذت نصيب الأسد في حكومة «بن دغر» دون أن تفلح في إرضاء المواطنين في عدن الذين يريدون أن يقطفوا ثمار الاستقرار وأن ينعكس على حياتهم اليومية. وأخيراً، عندما ترى الإخوان المتأسلمين يتهمون ?الإمارات في كل صغيرة وكبيرة، فستعلم أين الموقف الصواب ومن الذي يسير في الطريق الصحيح، وإذا كانت الإمارات قدمت من أجل اليمن شهداء من خيرة أبنائها، فما الذي قدمه حزب «الإصلاح» لليمن غير الطمع في السلطة؟ حتى واليمن يمر بأسوأ الظروف، لم يغير «الإخوان» سلوكهم!