في إطار المساعي المختلفة التي تقوم بها دولة الإمارات العربية المتحدة لخدمة المواطنين، وإدماجهم في صيرورة الحياة، والدفع بهم لتحمل مسؤولياتها المختلفة، والمساهمة في عملية البناء والإنتاج، يبرز اسم «معرض توظيف أبوظبي» كإحدى أهم المبادرات الوطنية التي يتم تنظيمها سنوياً لصالح المواطنين الراغبين في الانخراط في سوق العمل داخل الدولة، حيث يتيح المعرض الفرصة أمام آلاف الخريجين الجدد للبحث عما يتناسب مع مؤهلاتهم العلمية ويلبي طموحاتهم في الحصول على الوظيفة المناسبة، فضلاً عن كونه يمثل البوابة التي تتيح للشباب دخول معترك الحياة كفاعلين ومؤثرين إيجابيين في مسيرة التنمية والبناء داخل الدولة، في الوقت نفسه الذي يسد فيه المعرض حاجة المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص من المؤهلين لشغل شواغر في مختلف التخصصات. وقد شهدت فعاليات «معرض توظيف أبوظبي 2018» الذي نظمته دائرة التنمية الاقتصادية بأبوظبي، واختتم أعماله الأربعاء 31 يناير بمركز أرض المعارض في أبوظبي، إقبال العديد من الباحثين عن عمل من الجنسين، ليتجاوز الحضور خلال الأيام الثلاثة للمعرض عتبة 13 ألف مواطن ومواطنة، منها 23 ألفاً و481 طلباً إلكترونياً، بحسب ما أفاد ممثلو منصات التوظيف، مضيفين أن متوسط الطلبات التي قدمت للشركات وصل إلى 2000 طلب، ليصل إجمالي عدد الطلبات المقدمة إلى المؤسسات والجهات المشاركة في المعرض خلال اليومين الأولين فقط إلى نحو 70 ألف طلب توظيف، وإن كانت غالبية جولات الشباب الباحثين عن فرص عمل قد تركزت على المنصات التي توفر وظائف في التخصصات المعنية بدراساتهم العليا. وهو ما يفسر إقبال أغلب الباحثين عن عمل على تخصصات بعينها، شملت العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. أما أبرز الشركات والمؤسسات التي كشفت عن وجود شواغر لديها خلال نسخة المعرض لهذا العام فقد تنوعت بحسب الفرص المتاحة لديها، وهكذا أعلنت مجموعة «مبادلة» رغبتها في استقطاب 1300 مواطن، كما أعلنت الشركة الوطنية للضمان الصحي «ضمان» حاجتها لنحو 60 وظيفة للعمل في مختلف المستويات الإدارية ضمن جميع الأقسام. وأعلنت هيئة مياه وكهرباء أبوظبي ومجموعة شركاتها حاجتها لتوظيف 214 مواطناً في المجالات الفنية والإدارية، كما شاركت مؤسسات أخرى في إعلان المزايا المختلفة لظروف العمل لديها، مثل: القيادة العامة لشرطة أبوظبي، وشركة الإمارات العالمية للألمنيوم، ودائرة التعليم والمعرفة، ومصرف أبوظبي الإسلامي ومصرف الهلال، ودائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، ومستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي»، وغيرها. وبعض المؤسسات المشاركة في المعرض عمدت إلى تقديم ندوات وورش عمل هدفت إلى تطوير القدرات الشخصية والمهنية للمتقدمين للوظيفة بهدف منحهم فرصة التعرف إلى المهارات المطلوبة، وكيفية اكتساب الثقة للنجاح في مكان العمل، وآلية التخطيط السليم للارتقاء والتطور في المسار المهني، وبعض المهارات الأساسية التي يرغب أصحاب العمل في أن توفرها لموظفيها، كالعمل الجماعي والقدرة على القيام بالمهام المتعددة، والنزاهة والثقة، وسرعة التكيف والمرونة والمبادرة والثقة بالنفس. كما تشارك بعض الموظفين من أصحاب الخبرة تجاربهم الشخصية مع الشباب الجدد لتشجيعهم على العمل. إلا أنه وبرغم الإقبال الكبير على معرض هذا العام، فإنه لم يسلم من بعض الانتقادات الموجهة من طرف بعض الشباب الخريجين حديثاً، معتبرين أن معظم الشروط التي تضعها بعض الشركات الخاصة تقف حائلاً أمام تحقيق أحلامهم في الحصول على الوظيفة المرجوة، من ذلك مثلاً اشتراط تلك الشركات حصول المتقدم للوظيفة على خبرة سابقة في المجال نفسه الذي يتقدم إليه، وحصوله على درجة على اختبار إجادة اللغة الإنجليزية «آيلتس» المرتفع، وتطابق المؤهل، والعمل لساعات طويلة أو في مناطق بعيدة. وهي صعوبات رأى بعض الخريجين أنها حرمتهم من الحصول على فرصة العمل لفترات قد تمتد إلى ثلاث سنوات بعد التخرج، وهو ما يقلل من الجوانب الإيجابية لمعرض التوظيف، وطلب هؤلاء من الشركات الخاصة تقديم برامج تدريبية للموظفين الجدد لتخطي شرط الخبرة كنوع من التعامل المرن. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية