إذا لم يتم منع كوريا الشمالية، فستبني ترسانة نووية بهدف تهديد الوطن الأميركي وابتزازنا لكي نتخلى عن حلفائنا في آسيا. وسيقوم «كيم جونج أون» ببيع هذه الأسلحة لجهات مختلفة، وسيلهم الجهات المارقة التي تريد تقويض نظام ما بعد الحرب الذي تدعمه الولايات المتحدة. بيد أن مسؤولي إدارة ترامب يقولون إن الرد لا يتمثل في ضربة عسكرية وقائية. وبدلا من ذلك، هناك خيار عسكري قوي يمكن أن يعالج التهديد من دون تصعيد عسكري قد يقتل مئات الآلاف من الأميركيين. إنني أتفهم الأمل الذي تبناه بعض مسؤولي ترامب، في أن تصدم هذه الضربة العسكرية بيونج يانج في تقديرها للقوة الأميركية، بعد سنوات من التقاعس، وإجبار النظام على الجلوس إلى طاولة التفاوض بشأن نزع السلاح النووي. ويحدوني الأمل في أنه إذا لم تثأر كوريا الشمالية عسكرياً، أن تتمكن الولايات المتحدة من السيطرة على التصعيد للحد من الأضرار الجانبية ومنع انهيار الأسواق المالية. وفي كلتا الحالتين، فإن منطق شن ضربة تظهر عزم الولايات المتحدة على متابعة «جميع الخيارات» ضروري لمعاقبة «كيم» الزئبقي. وإلا سيظل بلا رادع في طموحاته النووية. ومع ذلك، هناك نقطة يجب أن يستسلم عندها الأمل أمام المنطق. إذا كنا نعتقد أن كيم لا يمكن ردعه من دون مثل هذه الضربة، فكيف نصدق أن ضربة ستردعه عن الاستجابة بنفس الطريقة؟ لقد ذكر البعض أن الأمر يستحق المخاطرة لأنه من الأفضل أن يموت الناس «هناك» بدلا من أن يموتوا «هنا». ويذكر أنه يوجد 230 ألف أميركي في كوريا الجنوبية، و90 ألفاً في اليابان. وفي حين أن مواطنينا في اليابان ربما يكونون محميين بوساطة الدفاعات الصاروخية الأميركية، فإنهم في كوريا الجنوبية، ناهيك عن الملايين من الكوريين الجنوبيين، ليس لديهم أي دفاعات مماثلة ضد وابل من المدفعية الكورية الشمالية. ولكي نكون واضحين، فإن الرئيس سيُعرض للخطر عدداً من المواطنين الأميركيين يماثل سكان مدينة أميركية متوسطة الحجم، مثل بيتسبيرج أو سينسيناتي، على فرض أن الديكتاتور الكوري الشمالي المجنون، والذي لا يمكن ردعه، سيُجبر على الإذعان بعقلانية أمام مشهد القوة الحركية الأميركية. وهناك استراتيجية قسرية بديلة تنطوي على ممارسة ضغوط أميركية وإقليمية وعالمية مستمرة على بيونج يانج لنزع أسلحتها النووية. ومن المرجح أن تؤدي هذه الاستراتيجية إلى نفس الفوائد المحتملة مثل القيام بضربة محتملة، إلى جانب فوائد أخرى، من دون تكاليف تدمير الذات. وهذه الاستراتيجية القسرية لها أربعة عناصر: أولا، يجب أن تواصل إدارة ترامب تعزيز تحالف الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والتي حشدتها في حملتها الناجحة للغاية من أجل العقوبات. ثانيا، يتعين على الولايات المتحدة تزويد تحالفاتها مع اليابان وكوريا الجنوبية بدفاع صاروخي متكامل، إلى جانب تقاسم المعلومات الاستخباراتية والأسلحة المضادة للغواصات، لكي تدرك كوريا الشمالية أن هجوما على دولة واحدة هو هجوم على كل الدول. ثالثا، يجب أن تبني الولايات المتحدة تحالفا بحريا حول كوريا الشمالية يتضمن حلقات من الأصول الكورية الجنوبية واليابانية والأميركية لاعتراض أي صواريخ نووية أو تكنولوجيات تترك البلاد. ويجب أن تكون الصين وروسيا على استعداد لمواجهة العواقب إذا ما سمحتا لكوريا الشمالية بالانتشار عبر حدودهما. وأخيرا، ينبغي أن تواصل الولايات المتحدة إعداد الخيارات العسكرية، حيث إن القوة ستكون ضرورية للتعامل مع كوريا الشمالية إذا ما بدأت بالهجوم. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»