معضلة ترحيل «الأفارقة».. وخطاب بينس في الكنيست ترويج انتخابي «هآرتس» تحت عنوان «الأفارقة طالبو اللجوء إلى إسرائيل لا يستطيعون العودة إلى رواندا»، نشرت «هآرتس» أول من أمس افتتاحية، أشارت في مستهلها إلى أن المتظاهرين الأفارقة احتشدوا أمام سفارة رواندا في مدينة هرتيزيلا للتنديد بسياسة تل أبيب التي تدعو لترحيلهم إلى رواندا. وحسب الصحيفة، فإن رواندا رفضت الاتفاق الذي تروم تل أبيب من خلاله تسليم طالبي اللجوء إلى رواندا، والأخيرة أعلنت أنها لن تستقبل مهاجرين تم ترحيلهم كُرهاً. وزير الداخلية الإسرائيلي «آري ديري» وصف عملية الترحيل بأنها «عودة إلى الوطن»، وذلك على الرغم من أن بعض من تنوي تل أبيب ترحيلهم ينتمون إلى السودان وأريتريا، وليسوا من مواطني رواندا، ويرى «ديري» في تصريح أدلى به لإذاعة «الجيش الإسرائيلي» إنهم (سيعودون إلى مكانهم الطبيعي، ويتمنى أن يتم التعامل معهم هناك بالطريقة التي تعاملت بها تل أبيب معهم). لكن ليس من حق إسرائيل أن تفتخر بطريقة تعاملها مع طالبي اللجوء، فهي قامت بكل ما هو ممكن لجعل عملية اللجوء صعبة عليهم، وإجبارهم على الرحيل. والضغوط الإسرائيلية عليهم لم تتوقف، حتى بعد استكمال الجدار الحدودي بين مصر وإسرائيل، والذي سد الطريق أمام إضافة أعداد جديد من طالبي اللجوء. وغادر إسرائيل خلال السنوات القليلة الماضية 20 ألف لاجئ، وهؤلاء كان يتم تسميتهم بـ«المتسللين»، وهؤلاء يتم تعريفهم في الغرب على أنهم «لاجئون»، ويحصلون على حقوق ترفض إسرائيل الآم منحهم إياها. ولدى الصحيفة قناعة بأن إسرائيل غير راغبة في التعاون مع 40 ألف شخص من طالبي اللجوء، الذين يرفضون مغادرة إسرائيل، وذلك على الرغم مما يتعرضون له من تهديدات وضياع حقوق، وربما التعرض للسجن في معتقل «حولوت»، ووزارة الداخلية تستغرق سنوات كي تبت في مدى انطباق شروط اللاجئين عليهم، ونسبة من يتم منحهم حق اللجوء تعد الأقل مقارنة بنظيرتها في الدول الغربية. وزير الداخلية الإسرائيلي يرى أن الأمر ليس حملة لترحيل طالبي اللجوء، لكن- حسب الصحيفة- لا يوجد وصف آخر لما تقوم به الحكومة الإسرائيلية الآن غير هذه التسمية، خاصة أنها وضعت طالبي اللجوء بين خيارين، إما السفر إلى بلد ثالث، أو الاحتجاز في إسرائيل لفترة غير معلومة. وحسب الصحيفة، فإن تل أبيب أعلنت أنها توصلت لاتفاق مع بلد ثالث يتعهد بحماية اللاجئين وتوفير ما يضمن سلامتهم، ورفضت تل أبيب الكشف عن اسم البلد، لكن بات معروفاً إنها رواندا، لكن الأخيرة أنكرت وجود الاتفاق وضمن هذا الإطار، غرّد نائب وزير خارجية رواندا يوم الأربعاء الماضي، قائلاً «إن سياسة الباب المفتوح يتم تطبيقها على من يأتون إلى رواندا طواعية من دون أي نوع من الإكراه». «يديعوت أحرونوت» في مقاله المنشور بـ«يديعوت أحرونوت» يوم الثلاثاء الماضي، وتحت عنوان «خطاب بينس الانتخابي في الكنيست»، أكد «ناداف إيال» أن التعهد الذي أطلقه نائب الرئيس الأميركي مايك بينس، والذي تمت كتابته في الجناح الغربي من البيت الأبيض، يوضح بأن نقل السفارة الأميركية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس ليس مجرد وعد فارغ، بل إن ترامب ينوي تحقيقه بنهاية عام 2019، وهو الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة للانتخابات الرئاسية. الكاتب، وهو كبير المراسلين في «القناة العاشرة»، يرى أن الشيء الوحيد الواضح بعد خطاب «بينس» أمام الكنيست يوم الاثنين الماضي، هو تصميم الرئيس الأميركي دونالد ترامب على دخول الانتخابات الرئاسية المقبلة، بعد أن يكون قد أوفى بوعدٍ واحدٍ على الأقل من وعوده، وهو نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وهو وعد ليس فارغاً، فترامب يريد تحقيقه. وحسب الكاتب، يبدو أن «بينس» تراجع عن التزام الإدارة الأميركية بدعم تدشين الدولة الفلسطينية، حيث جعل ذلك الهدف مربوطاً بـ«موافقة طرفي النزاع»، وهو موقف منحاز ضمنياً لإسرائيل. رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يثن على موقف «بينس» المتمثل في تأييد شرعية قيام الدولة الفلسطينية خلال محاضرة بجامعة «بار إيلان»، فنتنياهو يعلم أن تيار «اليمين» الذي يدير الدولة العبرية، لا يؤيد قيام الدولة الفلسطينية. الكاتب يرى أن وعود الساسة تعكس مصالحهم وهم يريدون تمريرها بحجج دبلوماسية وأيديولوجية، ترامب يريد إخبار عامة الأميركيين بأنه ليس مجرد سياسي عادي يتم انتخابه ثم ينسى وعوده، خاصة أن الولايات المتحدة تشهد استقطاباً تجاه وعد آخر أطلقه ترامب ويتمثل في بناء جدار على حدود بلاده مع المكسيك، ويرى الكاتب أن «بينس» أمامه فرصة أن يصبح رئيساً للولايات المتحدة، خاصة أن تسعة من سابقيه حصلوا على منصب الرئيس بعدما تعرض الأخير لكارثة أو مأساة، فهذا السيناريو حدث من «ليندون جونسون» الذي كان نائباً للرئيس الراحل جون إف كيندي، وأصبح رئيساً بعد اغتيال كيندي، وحسب الكاتب، فإن معظم «المحافظين» الأميركيين سيبتهجون في حال وصول «بينس» لسدة الحكم بدلاً من ترامب، إذا ما استقال الأخير أم تم عزله. «جيروزاليم بوست» بعبارة «بينس والسلام»، عنونت «جيروزاليم بوست» افتتاحيتها يوم الثلاثاء الماضي، لتعبر عن امتنانها لخطاب نائب الرئيس الأميركي أمام الكنيست، والذي أشار خلاله إلى أن «معركة إسرائيل ضد التطرف الإسلامي سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة أو على حدود إسرائيل الشمالية معركة بين الصواب والخطأ بين الخير والشر بين الحرية والطغيان»، الصحيفة حاولت البحث عن مشتركات بين إسرائيل والولايات المتحدة، مدعية أن شعبيهما فرا من الطغيان والاضطهاد، واستشهدت الصحيفة بمقولة «جون آدمز» ثاني رؤساء الولايات المتحدة، مفادها بأن «اليهود قدموا من أجل الحضارة البشرية أكثر مما قدمته أي أمة أخرى في العالم». وتدعى الصحيفة أن أوجه التشابه بين الأميركيين والإسرائيليين غير موجودة بين الأميركيين والفلسطينيين، ومع ذلك تظل الولايات المتحدة ملتزمة بدفع عملية السلام قدماً، لصالح الفلسطينيين والإسرائيليين، ويحث «بينس» الفلسطينيين الذين رفضوا لقاءه بالعودة مجدداً إلى طاولة المفاوضات. ولدى الصحيفة قناعة بأن التاريخ يشير إلى أنه عندما يعترف قادة إسرائيل والولايات المتحدة بالعلاقات الخاصة بينهم، تكون فرصة تحقيق السلام أكبر وأعظم. «ذي تايمز أوف إسرائيل» في تقريره المنشور بموقع «ذي تايمز أوف إسرائيل» يوم الثلاثاء الماضي، وتحت عنوان «في القدس مع بينس نتنياهو يهاجم أوروبا بسبب موقفها إزاء إيران»، سلط «رفائيل أهرين» الضوء على الموقف الأوروبي من الاتفاق النووي بين إيران ودول مجموعة 5+1، فوزير الخارجية الإيراني زار بروكسل في الآونة الأخيرة لمناقشة سبل الحفاظ على الاتفاق النووي، لكن إسرائيل والولايات المتحدة ترغبان في إدخال تعديلات جوهرية على الاتفاق أو إلغائه بالكامل. ونتنياهو يتفق مع الإدارة الأميركية على أن الاتفاق كارثي، ويمهد الطريق لترسانة نووية إيرانية. إعداد: طه حسيب