تحرص دولة الإمارات العربية المتحدة على مواصلة دورها الأصيل في تقديم المساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين في كل بقاع الأرض، متخطية كل الحواجز ذات العلاقة بالتوجهات السياسية لدول المستفيدين، ولا يوقفها موقعهم الجغرافي، أو عرقهم، أو لونهم، أو طائفتهم، أو ديانتهم، وإنما الاعتبار الأول هو مراعاة الجانب الإنساني، المتمثل باحتياجات الشعوب، والأخذ بيدهم للقضاء على الجوع والمرض، ديدنها في ذلك إقامة العلاقات وتوطيدها مع الدولة المتلقية والمانحة، سعياً إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، الرامية إلى القضاء على الفقر، استكمالاً لإرث المغفور له، الباني المؤسس، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وتنفيذاً لرؤية القيادة الحكيمة، ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله. وفي بادرة هي الأولى من نوعها، تم اختيار إمارة دبي كأفضل وجهة لعقد الاجتماع السنوي لمجلس إدارة برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الذي يقدم المساعدات الإنسانية والغذائية، لأكثر من 90 مليون شخص في 70 دولة حول العالم؛ حيث استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، المدير التنفيذي للبرنامج، ديفيد بيزلي، الذي أشاد بدور دولة الإمارات العربية المتحدة، وموقعها الاستراتيجي، والتي تعمل من خلال مؤسساتها الخيرية والإنسانية، على دعم جهود البرنامج، وجهود بقية الهيئات الإنسانية الدولية، في مساعدة وتقديم كل أشكال الدعم، وتأمين الإمدادات العلاجية والغذائية إلى مستحقيها حول العالم. وفي سياق اللفتات الإنسانية التي تحرص دولة الإمارات العربية المتحدة على تقديمها بشكل فعّال ومؤثر في حياة الناس، قدمت حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، سمو الأميرة هيا بنت الحسين، رئيسة مجلس إدارة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، سفيرة الأمم المتحدة للسلام، تبرعاً مالياً لدعم إطلاق صندوق خاص، لمكافحة الجوع في حالات الكوارث والأزمات الطارئة حول العالم، وتقديم الاستجابة الفورية للحفاظ على حياة المتضررين، من خلال شراء ونقل وتوزيع أغذية عالية الطاقة على المحاصرين في مناطق الكوارث الطبيعية، ومناطق النزاعات، أملاً في الحفاظ على حياة هؤلاء، عبر تأمين وصول الغذاء إليهم، لينقذهم من الجوع والفقر، ويمكّن برنامج الغذاء العالمي، من توفير الإمدادات اللازمة من الأغذية، وتخزينها في مستودعاته الموجودة في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية. وقد أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة رمزاً للتآخي والعطاء، واستحقت أن تكون مثالاً يحتذى به لدول العالم في مجال المساعدات الخيرية والإنسانية، لجميع المحتاجين الذين يرزحون تحت وطأة النزاعات المسلحة، والكوارث الطبيعية، والمجاعة، صانعة لنفسها أثراً طيباً في نفوس الجميع، لتعدّ من الدول الأولى عالمياً في تقديم المساعدات الخيرية والإنسانية، وتسجيل تاريخ طويل من السخاء، الذي أسهم وما زال يسهم في تخفيف المعاناة الإنسانية عن اللاجئين والنازحين، والهاربين من هول الحروب والأزمات، أو الواقعين تحت وطأتها، يساعدها في ذلك موقعها الجغرافي الاستراتيجي، الذي جعلها مكاناً مثالياً لأكبر مستودعات المخزونات العالمية، من مواد الإغاثة الطارئة، التي تلعب دوراً لوجستياً مهماً، مكّن المنظمات الدولية من الاستجابة السريعة لحالات الطوارئ والأزمات. لقد أدركت دولة الإمارات العربية المتحدة، أن آفتي الفقر والجوع لا تحتاجان إلى قفزات نوعية في مجال التكنولوجيا والعلوم، بل إلى بذل مزيد من التآخي والتلاحم والتعاطف، ومزيد من الجهود التي تخلّص المحتاجين إلى الغذاء من معاناتهم، يتكاتف فيها جميع مسؤولي الإغاثة، وفاعلو الخير، والمتطوعون والمتبرعون، والأطباء والممرضون، وكل الرموز العاملة في مجال العمل الإنساني، والمؤسسات الخيرية والإنسانية، للعمل بقلب رجل واحد على إرسال المساعدات العاجلة لنجدة المحتاجين في مختلف بقاع الأرض، في أوقات الشدائد والصعوبات، لتبقى دولة الإمارات العربية المتحدة، النموذج الأمثل، والقدوة الطيبة في تفعيل مبادئ التآخي والتكافل بين البشر. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية