في دلالة جديدة على أن الله عز وجل قد حبا دولة الإمارات العربية المتحدة قيادة استثنائية، ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تتميز بطابع إنساني قلما وجد في هذا الزمن، تجسد رؤية ثاقبة وعميقة، تستهدف من خلالها ترسيخ ثقافة العمل التطوعي والعطاء الإنساني في فئة الشباب وتأهيلهم وتمكينهم محلياً وعالمياً كسفراء لبلد الخير اللامحدود والعطاء السخي، استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، في مجلس قصر البحر، أول من أمس، عدداً من المتطوعين المشاركين في الفعاليات والأنشطة التي نظمت في الدولة خلال الفترة الماضية، وأثنى سموه على جهودهم التي بذلوها في إنجاح الأحداث الوطنية المختلفة، مؤكداً سموه أنها تعبر عن ثقافة راسخة وسلوك حضاري متأصل في مجتمع الإمارات الذي تتزايد فيه هذه الشريحة باستمرار، بما يعكس الحس الوطني والمسؤولية المجتمعية في التطوع لخدمة الوطن. ويأتي استقبال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، لعدد من المتطوعين، في إطار الدعم اللامحدود الذي تقدمه القيادة الإماراتية الرشيدة لهذا المجال، من خلال تحفيز العناصر المتطوعة وتسخير الإمكانات التي تعزز جهودهم التطوعية، من استراتيجيات محددة المعالم، وتشريعات مرنة ومنظمة، وكذلك تنظيم العمل التطوعي في الدولة والإشراف عليه، بالإضافة إلى اعتماد برامج تدريبية وتأهيلية للمتطوعين بهدف تأهيل المجتمع الإماراتي وتزويده بالمعرفة والمهارات الاحترافية للعمل التطوعي، مع العمل على تضمين ثقافة العمل التطوعي في البيئة التعليمية بهدف توعية الطلبة بمفهوم التطوع وأهميته. وتعول قيادتنا الرشيدة بشكل كبير في مجال العمل التطوعي والإنساني على الشباب والأجيال الناشئة كونهم ذوي الجهد والأمل والعمل، والمحرك الأساسي للتنمية، ولذا فمن الضروري استغلال طاقاتهم ومواهبهم في مجالات التطوع وخدمة الوطن إرساءً لتلك القيم في نفوسهم ومعتقداتهم، وفي المقابل يعتبر المتطوعون أن هذا العمل السامي هو التزام إنساني، وأقل واجب وطني يردون من خلاله الجميل للوطن، ويتركون بصمات إيجابية في مسيرة الخير والعطاء الإماراتية المبهرة. وقد جاءت حصيلة عام الخير 2017، لتكون خير شاهد على أن الإمارات تحصد بذور الخير التي غرسها المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في نفوس أبناء الوطن، حيث يبهر حصاد عام الخير العالم أجمع بما يعكسه من حرص مختلف فئات المجتمع على المشاركة الفاعلة في مبادرة عام الخير، حيث تمحورت جهود عام الخير حول استدامة العمل التطوعي في الدولة ونشر ثقافة التطوع، وفي هذا الإطار أكد معالي محمد القرقاوي، رئيس اللجنة الوطنية العليا لعام الخير، أن الحصيلة النهائية لعام الخير تضمنت مشاركة نحو 275 ألف متطوع ومتطوعة من مختلف أنحاء الإمارات، وتسجيل 2.8 مليون ساعة تطوع، واعتماد 5 تشريعات جديدة، واستراتيجيتين وطنيتين طويلتي الأمد، و10 أنظمة مُستدامة في مجالات المسؤولية المجتمعية للشركات، وتطوير الدور التنموي للمؤسسات الإنسانية، والتطوع، في حين أسهمت الشركات ضمن مسؤوليتها المجتمعية في مبادرات وفعاليات عام الخير بـ 1.6 مليار درهم، كإجمالي مساهمات نقدية، كما تم اعتماد 5 تشريعات بهدف رسم إطار مؤسسي وتشريعي مستدام لفعل الخير والعطاء في الإمارات. ونحن في بداية عام زايد، زايد مؤسس الخير والعطاء، نتطلع بشغف إلى بذل مزيد من الجهد، وتقديم الغالي والنفيس إلى كل محتاج في أي بقعة من بقاع الأرض من دون تفرقة أو تمييز، استناداً إلى قيمنا الإسلامية الجليلة، وموروثنا وثقافتنا العربية الأصيلة، وبما يتماشى مع مسيرة التنمية المستدامة التي تشهدها الإمارات على مختلف الصعد، ويعزز مكانتها الرائدة على خريطة العمل التطوعي والإنساني على المستويين الإقليمي والعالمي. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية