أفضت البيروقراطية في شرق أوكرانيا إلى تأجيل المحاكمة في جريمة قتل بمدينة «نيكوبول» الأوكرانية مراراً وتكراراً، لدرجة أججت غضب والد أحد الضحايا. وبحلول جلسة الاستماع في 30 نوفمبر الماضي، كان القاضي قد أجل القضية أكثر من 20 مرة طوال عام ونصف العام. وقبل ذلك التاريخ بأسبوعين، كتب الوالد «رسلان تاباييف» منشوراً على «فيسبوك» أوضح فيه «أن المجرمين الذين ارتكبوا الجريمة لابد أن يُعاقبوا، وإلا سيتحول المجتمع إلى فوضى». وعندما أفضت جلسة الاستماع الـ21 إلى تأجيل آخر، قرر الرجل اليائس القصاص بيده، فنزع فتيلي قنبلتين يدويتين، ألقى واحدة على ثلاثة متهمين، واحتفظ لنفسه بالأخرى ليسقط قتيلاً! وتذكر القاضية «أنزهيليكا باهروفا»، التي خرجت من قاعة المحكمة قبل دقائق من الانفجار، «لقد دُمّرت النوافذ، واندلع حريق، وعمّ الصراخ والهلع»، مضيفةً: «ليس من السهل أن أنسى، فكل شيء هنا يذكرني بالانفجار». وقُتل أحد المتهمين، وأصيب عشرات آخرون. وبعد زهاء أربعة أعوام من الحرب مع الانفصاليين المدعومين من روسيا في شرق أوكرانيا، انتشرت الأسلحة المسروقة من الجيش، مما أفضى إلى زيادة العنف المسلح غير المعتاد في دولة أوروبية. وقد كثُر استخدام القنابل اليدوية في مختلف الجرائم، مثل العنف المحلي وسرقة البنوك. وكشفت الشرطة الأوكرانية عن مصادرة زهاء 2500 قنبلة يدوية خلال العام الجاري، مقارنة بـ100 قنبلة في 2013. وأوضحت «آنا ماليار»، الباحثة في علم الجريمة، «أن هذه نتيجة التداول الهائل والمنفلت لأسلحة الجيش على الأراضي الأوكرانية، بعد بداية الأعمال العدائية»، منوهةً إلى أنه في الماضي، كان الناس يتعاركون بعدوانية، لكن لم تكن لديهم قدرة الحصول على قنابل يدوية أو أسلحة أخرى، أما الآن فمن السهل شراء أسلحة من أشخاص في منطقة الحرب. وتصادر الشرطة الأوكرانية أعداداً كبيرة من المتفجرات، ويشير خبراء إلى أنه ليس من المفاجئ أن كميات كبيرة من القنابل اليدوية يتم تسريبها من منطقة الحرب، لاسيما أنه يسهل إخفاؤها ويصعب إحصاء أعدادها في ظروف الحرب. إيوليا مانديل: صحفي أميركي يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»