تواظب دولة الإمارات العربية المتحدة على تفعيل قيم التطوع والعمل الإنساني والخيري بشكل مستدام، بكل مستوياته وأشكاله على مستوى الدولة، في ترجمة لأهداف ورسالة «عام الخير»، وبتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، استناداً إلى مبادئ المسؤولية الاجتماعية والتطوع وخدمة الوطن، وذلك في سياق الرؤية الشمولية التي تسعى الدولة إلى ترسيخها، في إسعاد الإنسان وجعله مؤمناً بأن وطنه هو النموذج في عطائه لأبنائه، بمسؤوليات أخلاقية تتجه نحو من هم أقل حظاً، مفتخراً بانتمائه إلى هذه الأرض الطيبة، حاملاً المسؤولية في السير قدماً نحو تعزيز إرث الخير الذي تركه المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. ويأتي الدور الريادي الذي تحرص دولة الإمارات العربية المتحدة على مواصلته في دعم الضعفاء والمحتاجين، من خلال تكاتف الجهات العاملة في مجال العمل الخيري والتطوعي كافة، كان آخرها، إطلاق البرنامج التطوعي «سفير حفظ النعمة» من قبل هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، سعياً للارتقاء بالخدمات الإنسانية التي تقدمها على مستوى الدولة، عبر مد يد العون والمساعدة الإنسانية للفئات الأقل حظاً عبر فروع الهلال الأحمر الإماراتي في أنحاء الدولة كافة، وصولاً إلى تحقيق تطلعاتها في تعزيز استدامة، من خلال خدمات العمل الإنساني وبناء الشراكات الاستراتيجية مع المؤسسات، وتفعيل دور المؤسسـات والأفـراد فـي العمـل المجتمعي والإنساني، والتميز والارتقاء في تقديم الخدمات الاجتماعية، وتأصيل العمل الإنساني المحترف برؤية إسلامية وبرامج نموذجية. وإدراكاً لأهمية دور الشرائح والفئات الاجتماعية كافة في ممارسة أعمال الخير، فإن برنامج «سفير حفظ النعمة»، يقوم على تفعيل دور الموظفين، في المؤسسات الحكومية والخاصة، في القيام بدورهم التثقيفي والتوعوي الخاص ببرامج وأقسام المشروع، لزملائهم في العمل وأفراد أسرهم، حتى ينال الموظف لقب سفير حفظ النعمة للأعمال الإنسانية والمجتمعية، تأكيداً على أهمية نشر ثقافة الخير، بين أفراد الأسرة والمجتمع والزملاء، تعزيزاً لمبدأ الاستدامة وبناء شراكات مع المؤسسات والجهات والمدارس والجامعات، وتعزيزاً لدور السفراء في توعية أكبر عدد من الموظفين في المؤسسات، بأهمية حفظ النعمة، من غذاء وكساء وأثاث، والتبرع به للخير، من خلال تنفيذ برامج توعوية داخل المؤسسة، وبين أبناء الموظفين، وعمل زيارات دورية لمقر المشروع في إمارة أبوظبي، ونشر التوعية عبر تغطيات إعلامية يتم التنسيق لها مع إدارة المشروع، ومن خلال شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي. إن العمل الخيري وغرس ثقافة العطاء وفق رؤية إسلامية تستند إلى عدم الإسراف، لا يعدان منهجاً جديداً أو سياسة طارئة على دولة الإمارات العربية المتحدة؛ فقد انطلق مشروع «حفظ النعمة» في عام 2004، كمبادرة إنسانية، تشرف عليها هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، بدعم من جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، ودائرة الشؤون البلدية-بلدية مدينة أبوظبي، انطلاقاً من مكافحة سلوكيات التبذير ورمي الفائض من الطعام والكساء، وإعادة توزيعه على المحتاجين والفقراء وذوي الدخل المحدود؛ بحيث تصلهم المساعدات بطريقة سلسة وحضارية، تجسيداً لرؤية القيادة الحكيمة في تنفيذ المشاريع الإنسانية والبرامج الإغاثية والتنموية، وفق حزمة متكاملة من البرامج والحملات والمشاريع، الهادفة إلى الارتقاء بمختلف جوانب العمل الإنساني والخيري في دولة الإمارات. لقد دأبت دولة الإمارات العربية المتحدة على ترسيخ مفهوم العطاء، ثقافةً وعملاً، وتعزيز قيم البذل والتعاضد، فردياً ومجتمعياً، وإرساء منظومة الخير في كل القطاعات والبرامج، ووضعها في قالب مؤسسي عام وشامل، ترجمة لصدق التلاحم بين فئات المجتمع، وبما يؤكد خصال الشخصية الإماراتية، في النخوة والمحبة والإخاء، وبصورة تعكس سمو وإنسانية القيادة والشعب، وترسخ رسالة الدولة الإنسانية للعالم، في أن عمل الخير لا بد أن يكون ممنهجاً، ويتم من خلال إطلاق مبادرات وبرامج، تتضمن حزمة متكاملة من المشاريع والفعاليات، تتوافق ومعطيات الاستراتيجية الوطنية لعام الخير، وضمن آليات تنسيق وتعاون تكفل تحقيق المستهدفات المرجوة منها، تشكل فيها المؤسسات والأفراد فريقاً واحداً يمارس العمل الإنساني بشكل مستدام ومسؤول عن تحقيق جوهر قضايا الإنسان وضمان حقه في الحياة والعيش والكرامة. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية