من غرفة إدارية في موسكو، شاهدت عن بعد صوراً على شاشة تلفزيون التقطتها كاميرا مثبتة بالقرب من شقتي التي تبعد 4.25 ميل، وهي تدور فوق الشارع الذي أقيم فيه، ثم بدأت تلتقط صورة مقربة لنافذة أحد الجيران. ولحسن الحظ كان الجار مسدلاً لستائر النافذة في ذاك اليوم. وقال الكسندر جورباتكو، نائب رئيس تكنولوجيا المعلومات في موسكو، موجهاً كلامه لأحد المعاونين الذي كان يصطحبني في رحلة رقمية لموسكو «التقط صورة مقربة.. ليس فقط للشقة». وأكد جورباتكو أن «النظام يعمل في كل مكان، كما ترى». وموسكو تضخ ملايين الدولارات في إعادة ابتكار نفسها لتصبح مدينة أوروبية حديثة أليفة مع التكنولوجيا، ونظامها للمراقبة عن بعد يتضخم أيضاً. وعلى مدار السنوات الست الماضية، تعاقدت المدينة مع شركات اتصالات عن بعد لتثبيت أكثر من 13 ألف كاميرا، كثير منها ذات درجة وضوح عالية، ومزودة بخصائص التقريب والدوران، ومتصلة بقاعدة بيانات مركزية، ويستطيع أن يحصل على بياناتها 16 ألف موظف على مستوى المحليات والأقاليم والاتحاد الروسي، من بينهم ستة آلاف موظف في سلطة تنفيذ القانون. وكنت قد جئت إلى هذا المكان لأرى كيفية عمل أنظمة المراقبة ضمن مسعى موسكو لأن تجعل كل شيء يعمل بالتكنولوجيا المتقدمة، ولم يخب أملي. وأكد مسؤولون أن أنظمة دوائر التلفزيون المغلقة المركزية والمباشرة، تقوم بغرض مزدوج. فقد كان الهدف الأصلي منها تحسين خدمات الإدارة المحلية، وليس خدمة تنفيذ القانون. وذكروا أيضاً أن إمكانية الدخول إلى المادة التي تلتقطها الكاميرات خاضعة لسيطرة دقيقة. فما هي هذه المهام؟ يستطيع مديرو المدارس أن يطلعوا على المادة التي تلتقطها الكاميرات في المدارس التي يديرونها. ويستطيع المسؤولون عن المدينة مراقبة سيارات كنس الشوارع في عملية إزالة الثلوج أو القمامة. وهناك عدد من الكاميرات تدور تزامنياً وتلتقط لقطات مقربة عند عدد من حاويات القمامة. وذكر المسؤولون أن النظام تعمل به 1150 كاميرا، وهناك 10 ملايين وجه مسجل على النظام بالفعل، والعمل ما زال يتقدم. أندرو روث* *صحفي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»