انطلاقاً من حرص حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة على توفير قاعدة بيانات موارد بشرية موحدة للجهات الاتحادية كافة، تدعم متخذي القرار، وتذلل العقبات أمام واضعي الخطط والسياسات، وتحفز الجهات الاتحادية على رفع مستوى أداء الموارد البشرية العاملة فيها، بطريقة علمية مدروسة، وصولاً إلى تحقيق متطلبات منظومة التميز الحكومي، تعتزم الهيئة الاتحادية للموارد البشرية إطلاق ثلاثة مشاريع استراتيجية حيوية على مستوى الحكومة الاتحادية، خلال عام 2018، ضمن منظومة نظام إدارة معلومات الموارد البشرية «بياناتي»، التي تتعلق بمشروع تعزيز كفاءة التوظيف، ومشروع الربط مع الحكومات المحلية من خلال إنشاء قاعدة بيانات موحدة للموارد البشرية الحكومية على مستوى الدولة، ومشروع استكمال الربط بين نظامي «بياناتي» و«هايبريون». إن لتوجيهات القيادة الحكيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، الدور الأبرز في تحفيز الحكومة الاتحادية على تعزيز وتطوير كفاءة عملية التوظيف فيها، لتمكين الوزارات والجهات الاتحادية من استقطاب أصحاب الكفاءات والمواهب، وتفعيل نظام تقييم وتوصيف الوظائف المعتمد فيها بصورة عملية، تحقيقاً لمستهدفات التوطين، يرافق ذلك خطط وإجراءات، تسهم في دعم الاستدامة المالية في الوزارات والجهات الاتحادية، وتحقق الكفاءة في تخصيص الموارد المالية، وتضمن الاستخدام الأمثل للتقنيات الحديثة، الذي ستقوم به وزارة المالية والهيئة خلال عام 2018، في المرحلتين الثانية والثالثة من مشروع الربط الإلكتروني. وتأتي الخطوات التي اتخذتها الهيئة الاتحادية للموارد البشرية، تنفيذاً لتوصيات الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، والمبادرات التي تندرج ضمن محور الموارد البشرية، الخاصة بإنشاء قاعدة بيانات موحدة لهذا المحور على مستوى الدولة، من خلال استخدام نظام «بياناتي» الذي يعدّ نقلة نوعية في عمل الجهات الاتحادية المستفيدة منه، عبر أتمتة إجراءات الموارد البشرية كافة، مؤسساً قاعدة بيانات موحدة تغطي الوزارات والهيئات الاتحادية المستقلة في الدولة كافة، في تعبير عن مواكبة الحكومة لأفضل الممارسات التي تخدم الجهات الاتحادية، وتغطي جميع إجراءات الموارد البشرية، وتوفر بيئة عمل إلكترونية، وتخفض التكاليف، وترفع الكفاءة الإنتاجية، تحقيقاً لرؤية الإمارات 2021، الهادفة إلى جعل الدولة في مقدمة دول العالم في كل المجالات. ويعدّ النظام الاتحادي «بياناتي»، بمثابة منصة ذكية، تتعلق بإجراءات وأنظمة الموارد البشرية المهمة في الحكومة الاتحادية، في سعي نحو إدارة الموارد البشرية بفاعلية وتقديم إحصاءات عامة ودقيقة عنها، حيث يرسخ النظام ثقافة عمل جديدة، شعارها: «موارد بشرية بلا أوراق»، ليؤسس لمرحلة جديدة، تنسجم مع التوجهات الحكومية، بخصوص التحول الذكي، والوصول بالدولة إلى مستويات متقدمة في الريادة والتنافسية العالمية، بشكل يواكب رؤية القيادة الرشيدة، والتطور المتسارع في عمل الحكومة الاتحادية، التي تشهد حراكاً مستمراً في جميع المجالات ومن ضمنها إدارة الموارد البشرية. لقد استشرفت القيادة الرشيدة مبكراً، دور المواطن الإماراتي ليصبح مسهماً فاعلاً في نهضة الدولة واستدامتها، وضرورة أن يحظى بفرص متقدمة في فرص التدريب وتطوير المهارات، تتسع من خلالها مداركه وتصقل شخصيته، حيث أوصى المجلس الوطني الاتحادي مؤخراً، بوضع برامج حكومية، تعتمد منهجيات علمية، في استشراف مستقبل عملية التوطين في الدولة، وتقييم الحالة الراهنة، واعتماد مستهدفات التوطين في القطاع الحكومي الاتحادي، التزاماً بقرار المجلس الوزاري للخدمات لسنة 2012، ووضع برامج علمية محددة لتطبيق مبادرة «الدراسات المستقبلية والبحوث لرأس المال البشري»، وتغذية نظام «بياناتي» بالمعلومات اللازمة لإعداد الدراسات، وتطوير برامج وخطط تدريبية، تحقق المستهدف من اقتصاد المعرفة. إن دولة الإمارات العربية المتحدة، تؤكد مقدرتها يوماً بعد يوم على التميز في دعمها للمواطن الإماراتي تعليمياً وتدريبياً، عبر تطوير قدراته، وتطبيق وبناء مهاراته من خلال العمل، ورفع مهاراته الحالية وإعادة تأهيلها، إيماناً بدور الإنسان، وانسجاماً مع ما نصت عليه رؤية الإمارات 2021 في أن «الإماراتيين يتحلون بالثقة وحس المسؤولية في رسم مستقبلهم بخطى ثابتة وسريعة وروح ريادية عالية، ويشاركون بفاعلية في مسيرة بناء وطنهم، متسلحين بالقيم الأخلاقية النبيلة، ما يعزز شعورهم بالإنجاز وتحقيق الذات». عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية