اختتمت الصين وروسيا التدريبات المشتركة في مجال القيادة الحاسوبية على الدفاعات المضادة للصواريخ الباليستية، التي أطلق عليها اسم «أمن الجو والفضاء — 2017» في 16 ديسمبر الجاري، وحققت التدريبات، التي استمرت 6 أيام في بكين، تقدماً بين البلدين في مجال الدفاع الصاروخي، حسبما أكدت وزارة الدفاع الصينية، التي لم تكشف عن طبيعة «التقدم» أو عدد القوات أو الوحدات الخاصة التي شاركت في التدريب، غير أنها أوضحت أن الجيشين أجريا تدريبات مشتركة على التخطيط والقيادة وتنسيق عمليات قصف الدفاع الجوي، مدعومة بعمليات محاكاة حاسوبية. والتدريبات المشتركة تمثل «إيماءة براجماتية لأهمية التفاهم المتبادل على صعيد تعزيز التعاون الروسي- الصيني في الدفاع الجوي»، لا سيما أن الصين وروسيا تعارضان تطوير نظام دفاع صاروخي عالمي، والتعاون في مجال مضادات الصواريخ سيساعد في حماية أمن كلتا الدولتين والتوازن الاستراتيجي الإقليمي، وفقاً لوزارة الدفاع الصينية. وكانت وزارة الدفاع الروسية أفادت الأسبوع الماضي بأن الغرض من المناورة هو اختبار آليات القيادة والتحكم، والاستجابة المشتركة السريعة في مواجهة «ضربات الصواريخ الباليستية المفاجئة والمستفزة». ويساور الصين وروسيا القلق بشكل خاص بشأن نشر الولايات المتحدة لمنظومة «الدفاع الجوي الصاروخي أرض جو» (ثاد) في شبه الجزيرة الكورية. وقد بدأت واشنطن نشر أول مجموعة من «ثاد» في مارس 2017، وهو ما أفضى إلى خلاف دبلوماسي مؤقت بين كوريا الجنوبية والصين. ووصفت كل من بكين وموسكو نشر المنظومة بأنه «عبثي»، ومن المحتمل أن يقوض «التوازن الاستراتيجي» في شبه الجزيرة الكورية وفي المنطقة. وانتقدتا مناورة الدفاع الصاروخي الثلاثية بين الولايات المتحدة كوريا الجنوبية واليابان. وقال رئيس أركان القوات المسلحة الروسية الجنرال «فاليري جيراسيموف»، أثناء زيارته إلى اليابان في 11 ديسمبر، «إن إجراء تدريبات عسكرية في المناطق المحيطة بكوريا الشمالية لن يفضي إلا إلى زيادة حالة الهستيريا ويجعل الوضع غير مستقر»، غير أنه رغم الحديث عن إحراز «تقدم»، لن يكون لتلك التدريبات سوى تأثير محدود على الجهوزية العملياتية لوحدات دفاع المضادات الصاروخية الروسية والصينية، ذلك أن الصين وروسيا لديهما شراكة استراتيجية شاملة، لكنها ليست تحالفاً عسكرياً. فرانز -ستيفان جادي: كاتب متخصص في الشؤون الآسيوية يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «تريبيون نيوز سيرفس»