الأسبوع الماضي، مُني «روي مور» السيناتور «الجمهوري» بهزيمة مزرية في ولاية ألاباما المعروفة بتأييدها الشديد للحزب «الجمهوري». وكان «الديمقراطيون» يرون معالم طريق إلى الفوز في الانتخابات الخاصة لاختيار عضو مجلس الشيوخ عن الولاية في الكونجرس، فقد توقع «الديمقراطيون» زيادة في مشاركة الناخبين الأميركيين الأفارقة لتصل نسبتهم إلى 25% من جمهور الناخبين، وأن تسعة من كل عشرة ناخبين من هؤلاء الأميركيين الأفارقة سيصوتون لصالح «الديمقراطي» دوج جونز. وتوقع «الديمقراطيون» أيضاً حصول «جونز» على أصوات أكثر من ثلث الناخبين البيض وقيام نسبة أعلى من المعتاد تبلغ 3% من بينهم كثيرون من «الجمهوريين» المستائين من «مور» بإبطال أصواتهم. وفاز «جونز» بالفعل في انتخابات يوم الثلاثاء قبل الماضي ليصبح أول «ديمقراطي»، يُنتخب لعضوية مجلس الشيوخ عن ألاباما منذ «ريتشارد شيلبي» في عام 1992. لكن فوز «جونز» لم يسلك الطريق التي تصوره «الديمقراطيون»، فقد حصل على نسبة أقل قليلاً من المستهدفة من الناخبين البيض. وبلغت نسبة من أبطلوا أصواتهم في السباق أقل من 2%. لكن «الديمقراطيين» عوضوا هذا من خلال زيادة كبيرة في الناخبين الأميركيين الأفارقة. وأشارت استطلاعات الرأي التي أجريت للناخبين عقب خروجهم من مراكز التصويت أن الناخبين السود مثلوا ما لا يقل عن 28% من إجمالي المشاركين في الانتخابات، واختار 96% منهم المرشح «الديمقراطي». وخالف هذا السياسيين والصحفيين الذين توقعوا مشاركة منخفضة للناخبين السود في انتخابات غير معتادة في شهر ديسمبر في ولاية لا يكون فيها تصويت الأميركيين الأفارقة حاسماً في الغالب. ويعتقد «الديمقراطيون» أن الأداء الجيد لـ«جونز» وسط الناخبين السود يوضح مستوى من الحماس السياسي سيستمر لفترة بعد رحيل الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما. ويأمل «الجمهوريون» بالطبع ألا يستمر هذا. ويروق لـ«الجمهوريين» أن ينظروا إلى ما حدث في ألاباما بأنه فريد من نوعه، حيث تنافس فيه مرشح «جمهوري» ضعيف أمام «ديمقراطي» قادر بشكل استثنائي على المنافسة، وهم محقون في أن بعض المحافظين رفضوا «مور»، وهو شخص من أنصار اليمين المتطرف واتهم بشكل يمكن الوثوق به بالاعتداء الجنسي على فتيات قاصرات ويحن فيما يبدو إلى عصر العبودية، ولدى السود سبب خاص يجعلهم يعجبون بـ«جونز»، فهو «ديمقراطي» معتدل اشتهر بنجاحه كمحام أميركي سابق في إدانة إرهابيين من جماعة «كوكلوكس كلان» العنصرية في عام 1963 فيما يتعلق بهجوم قُتل فيه أربع فتيات سود. لكن هذا التعليل يغفل عاملاً آخر، وهو الرئيس دونالد ترامب، فالعداء لترامب وسط الناخبين السود حافز سياسي يعادل في قوته حالة التحفز التي انتشرت قبل عقد تقريباً بشأن احتمال انتخاب أوباما رئيساً للولايات المتحدة، وأظهر استطلاع رأي أجرته هذا الخريف شبكة (إن. بي. سي. نيوز)، وصحيفة «وول ستريت جورنال» أن 94% من الأميركيين الأفارقة لا يؤيدون ترامب، وهذه نسبة قياسية مرتفعة تجاه أحد السياسيين. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»