توقعت الحرائق المروعة في الأيام القليلة الماضية دون أن يكون لديّ أي فكرة حقيقية عما يعنيه هذا. فأنا حديث العهد بلوس أنجلوس. وقضيت سنوات نضجي مقيماً في مدن الساحل الشرقي وحولها. فتلك المدن لا تشتعل تلقائياً على خلاف لوس أنجلوس. وعلى خلاف الأعاصير التي تعلن عن نفسها قبل وصولها بوقت كاف بأصوات الهدير والمياه، فإن رياح «سانتا آنا» الجافة هادئة ومخادعة. إنها تطعنك بسكين في الظهر على حين غرة. ولوس أنجلوس هي ثاني أكبر مدينة في أميركا. ومقاطعة لوس أنجلوس يقطنها أكثر من عشرة ملايين. إنها مدينة ليبرالية متعددة الثقافات وحيوية اقتصادياً. وتشعرك بأنها الديار، لكنها ليست كذلك، فحين يحيق بك الخطر لا تشعر بذلك. وحين يقود المرء السيارة في مناطق أخرى من الغرب الأميركي، يفهم بسهولة الطريقة التي شكلت بها الجبال والصحاري الثقافة والناس. فحين يكون الإنسان محاطاً بأشياء صنعها الإنسان كما في نيويورك، يبدو من الطبيعي أن يركز المرء على الناس الذين صنعوا هذه الأشياء. ولوس أنجلوس تمثل زواجاً وعرا بين جغرافيا الغرب وسكان الشرق. والأرض ليست غير مناسبة للسكان فحسب، بل تريد من حين إلى آخر الطلاق منهم. وبدلاً من أن تلقي بملابسهم في الشارع، تشعل النيران فيها. ويتوقع علماء المناخ أن ارتفاع درجة حرارة الكوكب سيسلب رياح «سانتا آنا» المزيد من الرطوبة التي تصل بعد صيف جاف مما يعزز قدرتها على إشعال النيران. وحين تحظى المنطقة بشتاء مطير، تنتج الرطوبة الموسمية غطاء نباتياً أكثر ثراء، ويجف في الصيف والخريف، فإن هذا يقدم المزيد من الوقود للنار. وتحدثت إلى خبراء عما يمكن فعله لتقليص المخاطر. ولم أسمع أي شيء مفاجئ بالتأكيد، فأي إجراء ليس إلا مجرد رادع هامشي لكارثة. ويؤكد ريتشارد هالسي مدير معهد كاليفورنيا شابارال وهو جماعة مدافعة عن البيئة مقرها «اسكونديدو» في كاليفورنيا أن المشكلة تحتاج إلى الماء للتعامل معها. واستخدام نظام رشاشات المياه حول المباني قد يساعد كثيراً في صد النيران، لكن هناك صعوبة في الحصول على المياه في جنوب كاليفورنيا. فرانسيس ويلكنسون: كاتب أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»